تقع قرية "شيخ سليمان" إلى الشمال الغربي من مدينة "حلب" بنحو /18/ كم، وهي قرية أثرية قديمة من قرى جبل "سمعان" حيث توجد فيها بقايا كنائس وفيلات وبرجاً للعبادة وغيرها.
وللتعرّف على الآثار التي توجد في القرية وتاريخها التقى مراسل موقع eSyria في مدينة "حلب" بالباحث والآثاري "عبدالله حجّار" مؤلف الكتاب القيّم (كنيسة القديس "سمعان" العمودي، آثار جبلي "سمعان" و"حلقة") وذلك بتاريخ 1/7/2009.
كما توجد في قرية "شيخ سليمان" العديد من الفيلات والمدافن التي تعود إلى القرن السادس الميلادي ويتبين من أحجار بعضها غير المنتظمة بأنّها مبنية في القرن الثاني أو الثالث الميلادي
يقول الأستاذ "عبدالله":
«لقد كانت قرية "شيخ سليمان" مهجورة وقد سكنتها بعض الأسر(القرية الجديدة) بعد تعبيد طريقها من مفرق طريق "حلب" -"دارة عزة" بطول/ 3,6/ كم وإحداث مدرسة ابتدائية فيها، وهي كواحة خضراء جميلة تحيط بها أشجار الزيتون والبلوط من كل جانب».
«وبالنسبة لبقايا الآثار الموجودة فيها فهي ثلاثة كنائس وبرج لأحد النساك وبقايا فيلات ومدافن ومعاصر، الكنيسة الأولى موجودة في وسط القرية أبعادها /25×16/متر ولم يبق منها غير جدار واجهتها الغربية، أما الكنيسة الثانية فتقع إلى الجنوب من القرية مبنية على الطراز البازليكي وهي محفوظة بشكل جيد إلى حد ما، وتتألف من ثلاثة أبهاء تفصل بينها ركائز مستطيلة الشكل متوسطة الأبعاد، المسافة بين الركائز المستطيلة تساوي ارتفاعها وتعلو الأعمدة الأقواس ثم النوافذ والسقف الخشبي المائل، وقد حُفظت الحنية الشرقية مع الغرفتين المجاورتين بشكل جيد».
«يتميّز الباب الجنوبي للكنيسة بزخرفة نجفته البديعة وذلك بالأقراص والمربعات وعليها كتابة يونانية ترجمتها: ( في شهر لوس السابع من السنة /650/ الدورة /5/ أيام "سرجيوس" كاهننا) وهذا التاريخ يوافق العام /602/ ميلادي وبذلك تكون هذه الكنيسة من الكنائس القليلة التي بُنيت في بداية القرن السابع، كما تحمل النجفة الجنوبية كتابة سريانية ترجمتها: (أنا الشماس "أوتاليوس" كتبت هذا راجياً من كل من يقرأه أن يصلي من أجلي)».
ويتابع الأستاذ "عبدالله" حديثه عن الكنائس بالقول: «الكنيسة الثالثة تقع في أقصى جنوب القرية وتسمى كنيسة السيدة "مريم" ويبيّن ذلك كتابة يونانية على نجفة بابها الشمالي الذي سقط وترجمتها: ( يا قديسة "مريم"، يا والدة الله ساعدي "سرجيوس" البناء، آمين)، وهي تعود إلى الربع الأخير من القرن الخامس الميلادي على أبعد تقدير وتُعتبر من أجمل الكنائس في "سورية" الشمالية، الواجهة الشرقية بحنيتها النصف دائرية وغرفتيها الشمالية والجنوبية محفوظة بشكل ممتاز وهي من الطراز البازليكي يقسّمها صفان من الأعمدة».
«وفي الجدار الشمالي للحنية فتحة يصلها بالغرفة الشمالية التي وُجدت فيها -على غير العادة- على مرحاض نصف دائري بارز في الجدار الشرقي للغرفة وذلك في طبقتها العلوية ربما بُني في وقت لاحق لبناء الكنيسة عندما اُستعملت الغرفة لسكن احد الحراس أو النساك على سبيل المثال إذ ليس من المألوف وجود مراحيض في أساسات بناء الكنائس وقرب الهيكل».
«بالإضافة إلى هذه الكنائس الثلاثة يوجد في الجهة الشمالية من القرية برج ناسك مؤلّف من عدة طبقات تنتهي بمرحاض عال له باب صغير وتبدو آثار الزلازل ظاهرة في تخلخل أحجار جدرانه المهددة بالسقوط».
«كما توجد في قرية "شيخ سليمان" العديد من الفيلات والمدافن التي تعود إلى القرن السادس الميلادي ويتبين من أحجار بعضها غير المنتظمة بأنّها مبنية في القرن الثاني أو الثالث الميلادي».
«وأخيراً يمكن للسيّاح الوصول إليها عن طريق "حلب" الجديدة -"دارة عزة" فبعد مسافة /18/ كم يقع مفرقها الذي ينعطف يميناً لمسافة /3,6/ كم للقرية، أو طريق قلعة "سمعان" -"دارة عزة" -"حلب" فبعد مدينة "دارة عزة" جنوباً بنحو /10/ كم يقع مفرقها الذي ينعطف يساراً إلى القرية».