كزملائه بعيد عن الأضواء والبهرجة، يؤدي عمله بصمت وبكل ما تحتويه كلمة الأمانة من معنى.. هو بطل من أبطال فوج إطفاء "الحسكة" المغاوير.. نفذ العديد من المهام البطولية وتعرض كثيراً للموت المحتم.. إنه المقدام "نواف قرنوص العنيزي".

موقع eSyria حضر تنفيذاً لإحدى مهامه الصعبة وعلى خلفيتها دار حديث حول عمل رجل الإطفاء حيث قال: «أنا ابن السهول الفسيحة والتلال الصغيرة، أنا ابن "الخابور" العظيم رغم جفافه اليوم، أعشق الحرية الحمراء وجعلت من هذا العشق منهجاً لرفع الأذى وتقديم المساعدة لأي شخص ضمن اختصاص عملي، ومن هنا كانت انطلاقتي في فوج إطفاء "الحسكة"، هذا الفوج الذي يئن من كثر الطعنات، لكن بالصبر والإيمان متسلحين نحن وقائد فوجنا عل الأمور تتحسن وينظر لنا المعنيون بقدر ما نقدم من جهد وتضحية ليس إلا».

نحن جميعاً نعمل لخدمة هذا الوطن الذي نحن مؤتمنون عليه، وما مطالبنا هذه إلا للنهوض بواقع خدمي جميل يعود بالنفع العام وليس الخاص وإلى ترجمة وتحقيق تلك المطالب على أرض الواقع، أنا وإياكم ننتظر

ثم تابع "العنيزي" حديثه قائلاً: «أنا من مواليد قرية "جرمز" بمنطقة "الشدادي" في ريف محافظة "الحسكة" عام /1974/ أحمل الشهادة الثانوية العامة، متزوج ولدي ثلاث بنات وولدان، تعينت في فوج إطفاء "الحسكة" عام /1998/، وما عملي الذي أقوم به إلا واجب إنساني ووطني تجاه أهلي ومجتمعي، وعندما نؤدي المهمة على أكمل وجه نكون قد أرضينا ضمائرنا أمام الله والمجتمع وحتى أمام أطفالي لأنني غالباً ما أعكس الصورة وأتخيل أن من وقع عليه الأذى يكون من أقرب الناس إليّ، وبالنهاية من المعيب جداً أن أقدم على مهمة وأفشل بها، صحيح هو توفيق من الله إلا أن الأمر يبقى مرهون بك من خلال ما تمتلكه من خبرة عبر العديد من الدورات والعديد من سنوات الخدمة، وعلى هذا الأساس نطمح وننظر بأعين أرهقها الانتظار للسادة المعنيين إزاء نواقص ومنغصات عملنا الكثيرة».

نواف وزميله محمد حج تمر

وعن مطالبهم ومنغصات عملهم قال "نواف العنيزي": «المنغصات كثيرة ومن أهمها: الطبابة حيث إننا نفتقر لبند الطبابة رغم ما نتحمل من أذية جراء استنشاق غازات سامة وغيرها، ونطالب أيضاً بوجبة غذائية مع الحليب وهذا من صلب غذاء رجل الإطفاء في أغلب دول العالم أو بدل الطعام وطبيعة العمل، تسمية من يفقد حياته أثناء أدائه مهمة شهيداً والشواهد على ذلك كثيرة، وأيضاً أن تكون عائدية الفوج لأمانة سر المحافظة، وقلة العناصر بالفوج.. دائماً نتهم من المواطنين بأننا نصل متأخرين لموقع الحادث ناسين هؤلاء الإخوة أن السيارة تبقى سيارة وليست صاروخاص كما أنها تمشي على طرق متواضعة، بالإضافة لازدحامها بالناس، كما أننا نعاني بعض الشيء من المواطنين المتواجدين بموقع الحادث في أداء مهامنا».

ثم ختم "العنيزي" حديثه: «نحن جميعاً نعمل لخدمة هذا الوطن الذي نحن مؤتمنون عليه، وما مطالبنا هذه إلا للنهوض بواقع خدمي جميل يعود بالنفع العام وليس الخاص وإلى ترجمة وتحقيق تلك المطالب على أرض الواقع، أنا وإياكم ننتظر».

في مهمة استثنائية بدير الزور