هناك طقس عند أغلب أهالي المحافظات السورية يسمى "يوم الحناء" وهو اليوم الذي يسبق الزواج، في هذا اليوم يتم وضع الحنة على يد وقدم العروس وقديماً كان يحنى رأسها، أما الآن فيقتصر هذا اليوم على تحنية يدي العروس من أجل إعطاء هذا اليوم حقه، وهنا يسأل المرء نفسه عن مادة الحناء من أين أتت وما فوائدها، فكان لموقع eSyria بتاريخ 14/6/2009، لقاء مع السيد "محمد الصفدي" المتخصص ببيع الحناء في سوق "البزورية" بـ"دمشق"، والذي حدثنا عنها بقوله: «"الحناء" هي أوراق نباتات من الفصيلة "الحنائية" ومن أسمائها "القطلب" حيث تعرف بطول عمر أشجارها وصلابة خشبها، جذورها حمراء، وأوراقها تشبه ورق شجرة الزيتون ومن خصائصها احتوائها على مادة صباغة طبيعية، يتم استيرادها (الحناء) من السعودية ومصر والسودان وإيران وأفضلها المستوردة من الهند، وكانت تطحن في "طاحون" شعبي قديم موجود في منطقة "السويقة بدمشق"، وبعد قلة الطلب عليها أوقفوا أصحاب "الطاحون" العمل به».

ثم أضاف: «تستعمل أوراق الحناء في صناعة الأصبغة التي تباع في الأسواق، ومن فوائد مسحوق أوراق (الحناء) حفظ الثياب من حشرة "العث" إذ وضع كمية منه مع الثياب، إضافة إلى استعمالها في الطب الشعبي كعلاج لبشرة اليدين والقدمين، وجاء في أحاديث الطب النبوي أنها تستخدم كدواء لآلام المفاصل والركبتين، أما استخدامها الأكثر شيوعاً فهو كزينة في الأعراس حيث تتم زخرفة الأيدي والأقدام بشكل زخرفي جميل وخصوصاً في دول الخليج العربي والهند، كما تستخدم أصباغ للشعر».

هناك لونان "للحناء" فقط الحمراء، والسوداء وأفضلها يستورد من الهند، والسودان، ويكثر بيعها في المحافظات السورية الشرقية والجنوبية، ويستخدمها أيضاً أهالي "دمشق" في أعراسهم وفي صبغ الشعر بعدما يتم الخلط بين الحناء الحمراء والسوداء

وبالنسبة لألوانها أضاف: «هناك لونان "للحناء" فقط الحمراء، والسوداء وأفضلها يستورد من الهند، والسودان، ويكثر بيعها في المحافظات السورية الشرقية والجنوبية، ويستخدمها أيضاً أهالي "دمشق" في أعراسهم وفي صبغ الشعر بعدما يتم الخلط بين الحناء الحمراء والسوداء».

السيد "محمد الصفدي"

وعن طريقة صناعتها قال: «إذا كانت شجرة "الحناء" من اللون الأحمر تترك على الأشجار حتى تأخذ لونها الداكن، وإذا كانت من النوع الأسود أيضاً تترك حتى تأخذ آخر درجة من السواد، وبعد ذلك يتم جني الأوراق ووضعها في مكان لا تأتيه الشمس إلى أن تجف و"تيبس" ثم يتم طحنها بواسطة طاحونة خاصة بالحناء مصنوعة من حجر البازلت، وبعد الانتهاء من الطحن تعبأ في أكياس وتصبح جاهزة للاستعمال».

"مروة جمال" قالت: «أشتري الحناء أنا وصديقاتي من أجل رسم بعض الزخارف على أيدينا وهذا نوع من التسلية بالنسبة لنا، وقد لاحظنا بعد ذلك أن بشرة أيدينا أصبحت أنعم في كل مرة نقوم بالرسم عليها، لذلك في الكثير من الأحيان نضعها على أيدينا من أجل نعومة بشرتها».

الحناء الحمراء

السيدة "سامية الزعبي" قالت: «صديقتي زواجها في الأيام القريبة القادمة لذلك قررت أن أقدم لها حنتها كهدية في أهم يوم بحياتها (يوم الحنة) لأنه لا يأتي مرة ثانية، وللعلم أنه في يوم الحناء عند تزيين العروس هناك أغانٍ شعبية وتراثية تقال في هذا الطقس وتحوي كلمات هذه الأغاني على ذكر لكلمة "حناء" مثل "حنيت أيدي ولا حنيت أصابعي"».

شجرة الحناء