قد تكون النافذة الرقمية المتاحة لدخول اللغة العربية غمار العالم الرقمي الالكتروني ما زالت ضيقة بعض الشيء إلى وقتنا الراهن، ولكن هل يعني هذا الضيق عجزها عن مواكبة ما وصل إليه العالم من تقدم تكنولوجي؟، أم إن لغتنا ما زالت تنتظر على أعتاب مقررات عربية مشتركة تذلل العقبات التي تضعها في خانة اللغات المتراجعة؟ لعلها تستعيد مجدها القديم عبر بوابات شبكة الانترنت؟.
موقع eSyria التقى بعض المشاركين في الجلسة الثانية ليقف على أهم الآراء المطروحة للبحث:
إن هذا المشروع بدأ في الأساس بالتعاون بين دول السعودية والخليج العربي، وتحول إلى مشروع عربي بناء على اتفاق أعضاء الفريق
المهندس "عبد القادر كاملي" شدد على ضرورة تفعيل دور اللغة العربية وزجها في ملعب التكنولوجيا والشبكة العالمية قائلاً: «إن استخدام اللغة العربية في مواقع التجارة الإلكترونية العربية- العربية، يؤدي إلى توسيع قاعدة مستخدمي الإنترنت سواء في البيع أو الشراء أو التعاملات المصرفية، وتحويلها إلى خدمة شعبية لا تقتصر على من يتقن الإنجليزية، ما يسرع في انتقال مجتمعاتنا إلى الاقتصاد الرقمي».
وحول طرحه لمقترحات تخص مشروع لتنمية المحتوى السياحي يقول: «المشروع يهدف إلى جمع معلومات مفصلة وصور عن المعالم الجغرافية والتاريخية لكافة المناطق الريفية والحضرية في سورية، وذلك بالاستفادة من شبكة المدارس المنتشرة في كافة أنحاء البلاد، إذ يتم هذا المشروع بالتنسيق بين وزارتي السياحة والتعليم، وبدعم ورعاية من شركات القطاع العام والخاص».
ومن بين المتحدثين كان الدكتور "إباء عويشق" (رئيس الفريق العربي لأسماء النطاقات وشؤون الانترنت) الذي تطرق إلى المشروع العربي لأسماء النطاقات قائلاً: «إن هذا المشروع بدأ في الأساس بالتعاون بين دول السعودية والخليج العربي، وتحول إلى مشروع عربي بناء على اتفاق أعضاء الفريق».
وأضاف: «إن الهدف الأساسي من هذا المشروع هو إنشاء مخدمات علوية واختبار استخدامها والأدوات المصاحبة لذلك (متصفحات، بريد إلكتروني، أدوات التسجيل الخاصة بالمسجلين، إلخ)».
كما تحدث الدكتور "عويشق" عن دوافع استخدام اللغة العربية في أسماء المواقع مفنداً هذه الدوافع والتي تتجلى بعجز اللغة الإنجليزية من تمثيل الأحرف العربية، وصعوبة الوصول إلى المواقع العربية (بسبب مشاكل التهجئة والنطق)، إضافة إلى تشجيع المستخدم العربي على استخدام الإنترنت، وحقه في استعمال لغته حيث ليس من المتوقع جعل جميع العرب يتحدثون باللغة الإنجليزية».
وتساءل مستغرباً: «تخيل حكومة إلكترونية بلغة أجنبية!!».
وحول المكونات المختلفة لحلول استخدام اللغة العربية في أسماء النطاقات قال: «هناك قضايا لغوية كتعريف مجموعة المحارف التي يمكن استخدامها في كتابة أسماء النطاقات، وتعريف أسماء النطاقات باللغة العربية، وإيجاد معايير دولية والبحث عن التعاون مع منظمات المعيرة والتقييس للوصول إلى منظومة قابلة للاستخدام. وهذا يحتاج إلى التفاهم مع المنظمات المسؤولة عن إدارة المخدمات العليا لمنظومة أسماء النطاقات».
أما عن المشروع العربي لأسماء النطاقات فبين الدكتور "إباء" قائلاً: «إنه مشروع بدأ في الأساس بالتعاون بين دول: السعودية والخليج العربي، ثم تحول إلى مشروع عربي بناء على اتفاق أعضاء الفريق، وكان الهدف الأساسي منه: إنشاء مخدمات علوية عربية واختبار استخدامها والأدوات المصاحبة لذلك (متصفحات، بريد إلكتروني، أدوات التسجيل الخاصة بالمسجلين، إلخ).
وفي جانب آخر تحدث المهندس "رازي إبراهيم" في بحثه المشترك مع كل من "م. أمل شحادة، د. خليل عجمي، د. ماهر سليمان، د. رامز حاج إسلام، م. هنا شعاع"، عن مفهوم التفاعلية في المحتوى الرقمي وهو المستند بالدرجة الأولى على التعلم أو التعليم بالتجربة حيث بدأ بتساؤل: «ما هدفنا من دراسة موضوع التفاعلية؟».
وكان الجواب حاضراً عنده إذ قال: «نهدف من خلال مفهوم التفاعلية للوصول إلى محتوى تعليمي يعمق من فهم المتعلم للمادة التعليمية ويحقق أهدافها التعليمية أيضاً. فالتفاعلية: هي وسيلة تسمح بالتعلم عن طريق الفعل (Learning by Doing) وتحفز قدرات الاستكشاف والاستنتاج عند المتعلم ما يسمح له بتوليد خبرة أكبر، وإن أكثر الشواهد على أهمية التفاعلية، ما قاله في القرن الخامس قبل الميلاد الفيلسوف الصيني "لاو-تسي" منظِّر وواضع أسس المعتقدات "التاوية" في الصين القديمة: "إذا أخبرتني، فسأنصت، وإذا أريتني، فسأشاهد، أما إذا تركتني أجرب، فسأفهم"».
واضاف قائلاً: «بالنتيجة، يمكن أن نعرف التفاعلية في إطار التعلم الإلكتروني بأنها جزء لا يتجزأ من المحتوى التعليمي توفرها مجموعة من الوسائل والأدوات التي تجبر المتعلم على الخروج من حالة التلقي السلبي للمعلومة لتشغله بسلسلة من الأفعال وردود الأفعال الموجهة والتي تساعد في تعميق فهمه للموضوع من خلال: التجريب، والتعلم من الأخطاء التي يرتكبها، والتعامل مع وقائع غير متوقعة».