رغم تعدد الآلات الموسيقية الغربية والشرقية والوترية والكهربائية إلا أن لكل مجتمع خصوصيةٌ وتقاليد يتمسك بها وتكون صلةُ الوصل بين ماضيه وحاضره، فمن أشد العادات التي مازال لها طابعها الخاص في المجتمع العربي والريفي منه على وجه الخصوص العزف على "الربابة" في المضافات والسهرات الريفية.

موقع eIdleb التقى السيد "نواف الفاعور" أحد أبناء قرية "معرة الأخوان" عازف "الربابة" والذي يقوم بغناء شعر الزجل الذي يكتبه على ألحانها ليحدثنا عن أقسامها وطريقة صناعتها حيث قال: «الربابة هي الآلة الموسيقية العجوز وهي آلة عربية بدوية المنشأ ويطلق عليها العرب اسم "الفاطر"».

الربابة هي الآلة الموسيقية العجوز وهي آلة عربية بدوية المنشأ ويطلق عليها العرب اسم "الفاطر"

ويضيف قائلا: «تقسم الربابة إلى عدة أجزاء ومن أهمها "جسم الربابة" أو "الهيكل" والذي يصنع من الجانبين من الخشب وغالباً ما يكون من خشب "الجوز" ويوصل الجانبان بجلد الماعز الذي يعطي تضخيماً للصوت عند العزف، والجزء الثاني "العصا" المصنوعة من خشب "الجوز" أيضاً ووظيفتها حمل "الوتر" الذي يثبت على الهيكل من الطرف الأول ومن الطرف الثاني على العصا و"الوتر" يصنع من شعر ذيل الخيل العربية الأصيلة حيث يجدل مع بعضه بشكل جيد ثم تضاف له مادة "القلفونة" وهي صمغ يأتي من المناطق الاستوائية ويرفع الوتر بواسطة قطعة خشبية مثبتة على جسم الربابة تسمى "الغزال"، تدوزن "الربابة" بواسطة مفتاح صول واحد يثبت على العصا والجزء الأخير من أجزاء الربابة "القوس" الذي يصنع من خشب "الرمان" ويشد له وتر من شعر الخيل وتضاف له مادة "القلفونة" حتى يصبح عزفه على الوتر جيداً».

الفاعور يعزف على الربابة

وعن ميزات "الربابة" يقول "الفاعور": «"الربابة" من أساسيات البيت البدوي فكان العرب يمتدحون الوالي أو الأمير من خلال قصائد يتم تلحينها على أنغام "الربابة"، فلا يكاد يخلو بيت بدوي أو مضافة منها وتستعمل في القرى والأرياف في "المضافات" ليعزف بها في مضافات الوجهاء في القرية لتَطرب من يأتي ليُمضي السهرة في المضافة، ويلحن فيها الطرب الشعبي البدوي وأنا أقوم بكتابة القصائد الزجلية وألحن القصائد الغنائية منها وأرددها أمام ضيوفي وأصحابي ليطربوا بصوت الربابة التي تنعش السامعين».

وقبل أن ينهي حديثه قال: «رغم تعدد الآلات الموسيقية الكهربائية والوترية الأخرى إلا أن لـ"الربابة" أجواء خاصة و(سميعة) يأتون لزيارتي من أجل سماع ألحانها».

السيد نواف وبجانبه الأستاذ حليم باكير