على الرغم من الحياة الصاخبة التي نحياها يومياً، وانتشار ضجة الفن الغربي انتشار النار في الهشيم، إلا أن الناس لم يستبدلوا هدوء الفن الشرقي وأصالته وقدرته على التعبير التي لا يمكن لأي فن أن يحدثها، وهذا ما برهنته الأمسية الشرقية الخالصة التي قدمها "الكورال الشرقي"،

حيث عاشت "حماة أمسية" أخذت بقلوب وعقول الحاضرين فأعادت كبارها إلى سبعينيات القرن الماضي وذكرت شبابها بالمعنى الحقيقي للفن بموسيقا أشهر أغنيات عمالقة الفن العربي أمثال "السيدة فيروز" و"وديع الصافي" و"فريد الأطرش" ومقطوعات من التراث الشعبي ووصلات من مقامات متعددة يرافقها أصوات نخبة من الشباب المبدعين أحبوا وأتقنوا الفن الشرقي.

هذه المرة الثانية لنا في "حماة" كفرقة، ولا بد أن أهالي "حماة" احتفظوا في قلوبهم بمساحة لنا لذا دعونا مرة أخرى، وقبل "الكورال الشرقي" نحن ضمن "كورال كنيسي"، ومنذ انضمامي قبل سنتين وجدت أن الفن الشرقي لا يمكن مقاومته، وربما جماعيتنا وإعادتنا للفن القديم سر إقبال الناس نحونا، ومن خلال وجودنا سويا بـ"الكورال" كونّا علاقات أخوية شديدة مع بعضنا ومن خلال هذا الشيء رسالتنا باتت تصل بشكل أسرع للمستمعين والمشاهدين لنا، ونوجه كل الشكر للآنسة "حلا" التي تساعدنا لتطوير قدراتنا الصوتية، وصحيح أننا سنقدم مجرد ساعتين لكنها ستأتي بعد أيام كثيرة من التعب والعناء المتواصل

eSyria بتاريخ 21/4/2009 التقى الآنسة "حلا سري نقرور" قائدة هذا الكورال وصاحبة الصوت "الفيروزي" المميز والعذب لتحدثنا عن هذا الكورال حيث قالت:

الانسة حلا نقرور

«للمشاركة هذه طابع مميز بالنسبة لي، لأنه أول اجتماع فني لي بأهالي مدينة "حماة" وأول أمسية شرقية يقيمها "الكورال" منذ سنتين في نفس المكان هنا في "مدرج الباسل" في "كلية الطب البيطري"ويومها حققنا نجاح كبير لأننا قدمنا حفلة تلت أخرى لأشهر الفرق الفنية السورية وبقيت "حماة" تذكر عرضنا لأيام عديدة، وتأسس هذا الكورال في عام (2006) وهو بقيادتي حيث درست الموسيقا الشرقية في جامعة "روح القدس" في لبنان، ويتألف من (40) شاباً وفتاة من خريجي وأساتذة الجامعات وخاصة "كلية الموسيقا" بـ"حمص" اتخذوا من هواية الفن الشرقي الراقي طريقاً لهم، ونحن منذ البداية هدفنا هو "إحياء التراث الشرقي" ضمن قالب معاصر وبذات الوقت أعمل ليكون لـ"الكورال" هدف إنساني أيضا، فنحن نشارك في جمعيات إنسانية خيرية و"لا نتقاضى أجراً" على أي حفلة سوى للفرقة الموسيقية، وأنا دوري أن أقدم الشيء القديم لكن ضمن قالب جديد ومعاصر طبعاً ضمن أصول الفن، حيث اعتمدت على المقامات والفلكلور والطرب والموشحات، ونحن كفرقة جماعية نواجه منافسة شديدة من الفنانين "الأفراد" لكننا نتخطاهم بجماعيتنا وتفاهمنا، وأكبر دليل على ذلك كثرة العروض الموجهة لنا لنحيي الحفلات الشرقية، وحصدنا خلال سنتين العديد من الجوائز وكرمنا في "دار الأوبرا" بـ"دمشق" من قبل "جمعية أصدقاء دمشق"، ونحن ندعى كثيراً لحفلات افتتاح الجامعات ودعينا لافتتاح "دار الأسد" في "حمص"، وعروضنا تنال إعجاب الجميع، وتمت دعوتنا لإحياء حفل تكريمي للمشاركين في "مؤتمر الدواجن الرابع بحماة" من قبل الدكتور "دارم الطباع" صديق العائلة».

أما عضو الكورال الآنسة "عبير غاتا" قالت:

الانسة عبير غاتا

«هذه المرة الثانية لنا في "حماة" كفرقة، ولا بد أن أهالي "حماة" احتفظوا في قلوبهم بمساحة لنا لذا دعونا مرة أخرى، وقبل "الكورال الشرقي" نحن ضمن "كورال كنيسي"، ومنذ انضمامي قبل سنتين وجدت أن الفن الشرقي لا يمكن مقاومته، وربما جماعيتنا وإعادتنا للفن القديم سر إقبال الناس نحونا، ومن خلال وجودنا سويا بـ"الكورال" كونّا علاقات أخوية شديدة مع بعضنا ومن خلال هذا الشيء رسالتنا باتت تصل بشكل أسرع للمستمعين والمشاهدين لنا، ونوجه كل الشكر للآنسة "حلا" التي تساعدنا لتطوير قدراتنا الصوتية، وصحيح أننا سنقدم مجرد ساعتين لكنها ستأتي بعد أيام كثيرة من التعب والعناء المتواصل».

أما الأستاذ الدكتور "دارم الطباع" مهندس هذه الأمسية والذي تعرف على الموهبة الموسيقية للآنسة "حلا" عندما كان يعالج لها "قطتها" فقد قال:

جانب من الكورال

«طبعاً الحفل هام جداً، أولاً لأنه نسق ضمن نظم "التخت الشرقي" ويحوي على كل المقاطع الموسيقية، ولأول مرة لا تقدم الأغاني بل بدؤوا بأسلوب جديد محبب للناس وهو البدء بموسيقا أغنية معينة ثم اتباعها بكلماتها، بالإضافة إلى طواف حول بعض المقامات فقد كانت هناك وصلة "بيات" ووصلة "عجم" ومقاطع متنوعة، وما يميزه بالنسبة لي وللحاضرين أنه أعد خصيصاً لحفلة "الطب البيطري" وبالتالي يميز الحس الموسيقي والتذوق الكبير للموسيقا عند طلاب "الطب البيطري" وجمهورها الذي بات من أساسيات النشاط سنوياً عندهم هو تنظيم حفلة موسيقية ترافق نشاطه العلمي والاجتماعي والرياضي، وهذا يدل على موقف حضاري لهذه الكلية وطلابها، وبالتأكيد هذا الحضور وهذا الانسجام مع أداء الفرقة من ناحية الطلاب والحاضرين شجع الفرقة على زيادة عدد حفلاتها في "حماة" والتي اقتصرت على حفلتين كان لكلية الطب البيطري شرف وسبق تنظيمهما».