إن ثورة "بياندور" الوطنية ردة فعل على الظلم الذي فرض من المستعمر واحتجاجاً مسلحاً على ممارساته اللاانسانية مع العشائر الكردية والعربية في المنطقة. موقع eHasakeh نقل أحداث هذه الثورة من مقابلات أجراها مع الأستاذ "محمد ملا أحمد" والسيد "جميل آغا" ابن "حاجو آغا" والسيد "محمد عباس" آغا قرية "نصران" وهو ابن المغدور "عباس محمد عباس" حيث يقول:
«في شهر حزيران من عام 1923 قامت ثورة "بياندور" ضد ظلم واضطهاد الفرنسيين المنتدبين على سورية، فبعد دخول الفرنسيين لسورية عام 1920 قاموا يتحكمون بمصيرها ومصير شعبها، فجعلوا منطقة الجزيرة السورية ضمن مخططهم المستقبلي لتكون منطقة تابعة لـ"دير الزور" بشكل مؤقت، إلى أن يتم تنظيمها إدارياً، فأوجدوا قضاءً في الشرق مركزه "عين ديوار" على نهر دجلة، ثم نقلوه إلى "ديريك"، "المالكية" حالياً، أما في الغرب من الجزيرة فجعلوا بلدة "رأس العين" مركزاً آخر لهم، واحتاجوا لمركز يتوسط بين المركزين لكون المسافة بينهما أكثر من 200 كم لذا وجدوا قرية "بياندور" الواقعة شرق "القامشلي" بـ 20 كم مركزاً آخر لهم، حيث أقاموا في القرية قاعدة عسكرية وأماكن إدارية وعينوا الكابتن "روكان" المسؤول عنها.
باقتراف جريمة قتل "عباس محمد عباس" عزمت عشيرة "دوركان" الأخذ بالثأر من قاتلها، حيث كانت الشرارة الأولى لثورة "بياندور"، وتم إرسال رسالة من "سليمان عباس" إلى "حاجو آغا" رئيس العشائر "الآشيتية" في المنطقة، يطلب منه المساعدة وتم بالفعل إرسال 400 من رجاله بقيادة أحد أبنائه إلى قرية "تل شعير" للمشاركة مع رجال عشيرة "دوركان" وعشيرة "حاجي سليمانا" وعشيرة "جوالة الطي" العربية حيث اشترك رجال هذه العشائر في أولى المعارك مع الفرنسيين في معركة "كري توبى" أي "تل المدفع" قرب محطة القطار، حيث تسللوا ليلاً عبر وادي بين قرية "تل شعير" و"بياندور" وفاجؤوا الفرنسيين وقتل عدد كبير من الجندرمة، كما قتل القائم مقام وإحراق القاعدة العسكرية، أما بقية الجند ففروا إلى الثكنة العسكرية الموجودة في "الحسكة". ولم يكتف الثوار بهذه المعركة وتقدموا نحو الشرق لملاقاة الكابتن "روكان" الذي كان عائداً من جولة له، ونصبوا له كمين ما بين بلدة "تربسبي" ومحطة قطارها وباقترابه منهم اشتعلت المعركة بينهما حيث سدد "عباس عموكة" وهو أحد رجالات عشيرة "حاجي سليمانا" ببندقيته نحو الكابتن "روكان" وأرداه قتيلاً، ثأراً لـ"عباس محمد عباس" المقتول غدراً على يد "روكان"
وبدأ الكابتن بعد تمركزه بفترة في "بياندور" باستدعاء رئيس "عشيرة "الدوركان" الآغا "سليمان عباس" وابن أخيه الآغا "عباس محمد عباس" حيث تم القبض عليهما غدراً داخل مركزه وسجن الآغا "سليمان عباس" بينما تم وضع ابن أخيه "عباس" في حفرة عميقة مملوءة بالتراب حتى رقبته ورشوا الماء عليه حتى توفي، ظناً منهم أنه رئيس عشيرة "الدوركان".
وشاءت الصدف أن يكون أحد شيوخ عشيرة "جوالة الطي" العربية الشيخ "محمد العبد الرحمن" موجوداً في المنطقة وسمع بسجن "سليمان عباس" ووفاة ابن أخيه من قبل الكابتن "روكان"، واستنكر عمل الكابتن ونصحه بإطلاق سراحه وفي يومها افتدوا "سليمان عباس" رئيس العشيرة بـ 300 ليرة ذهبية و12 حصاناً حتى تم إطلاق سراحه في صباح اليوم التالي».
ويضيف الأستاذ "محمد": «باقتراف جريمة قتل "عباس محمد عباس" عزمت عشيرة "دوركان" الأخذ بالثأر من قاتلها، حيث كانت الشرارة الأولى لثورة "بياندور"، وتم إرسال رسالة من "سليمان عباس" إلى "حاجو آغا" رئيس العشائر "الآشيتية" في المنطقة، يطلب منه المساعدة وتم بالفعل إرسال 400 من رجاله بقيادة أحد أبنائه إلى قرية "تل شعير" للمشاركة مع رجال عشيرة "دوركان" وعشيرة "حاجي سليمانا" وعشيرة "جوالة الطي" العربية حيث اشترك رجال هذه العشائر في أولى المعارك مع الفرنسيين في معركة "كري توبى" أي "تل المدفع" قرب محطة القطار، حيث تسللوا ليلاً عبر وادي بين قرية "تل شعير" و"بياندور" وفاجؤوا الفرنسيين وقتل عدد كبير من الجندرمة، كما قتل القائم مقام وإحراق القاعدة العسكرية، أما بقية الجند ففروا إلى الثكنة العسكرية الموجودة في "الحسكة".
ولم يكتف الثوار بهذه المعركة وتقدموا نحو الشرق لملاقاة الكابتن "روكان" الذي كان عائداً من جولة له، ونصبوا له كمين ما بين بلدة "تربسبي" ومحطة قطارها وباقترابه منهم اشتعلت المعركة بينهما حيث سدد "عباس عموكة" وهو أحد رجالات عشيرة "حاجي سليمانا" ببندقيته نحو الكابتن "روكان" وأرداه قتيلاً، ثأراً لـ"عباس محمد عباس" المقتول غدراً على يد "روكان"».
بعد هذه المعركة اضطرت فرنسا عن التقدم نحو الشرق السوري، لما لاقت من مقاومة من العشائر الكردية والعربية الموحدة في المنطقة، إلى تغيير موقع قاعدتها من "بياندور" إلى موقع "القامشلي" على "نهر الجغجغ" عام 1926 وجعلته مركزاً جديداً، عوضاً عن مركزها القديم في "بياندور" الذي تم إحراقه من قبل الثوار.