«لم أتبع أية دورة فنية ولم أدرس الفن دراسة أكاديمية...»، بهذه الكلمات بدأ الفنان "عبد الخالق الصالح" حواره معنا بتاريخ 16/1/2009.
وفي مرسمه حيث رائحة الألوان ودفء المكان سألناه:
** كانت بداياتي الفنية في المرحلة الإعدادية حين لمس لدي أستاذ مادة الرسم الأستاذ الفنان "مصطفى الراوي" حساً فنياً، فعزز لدي هذه المقدرة ولم يبخل علي في التعليم وبقي مثابراً معي حتى المرحلة الثانوية وبعد أن أنهيت دراستي أكملت المشوار مع الفنان الكبير "حسن حمدان" حيث عملت معه في مرسمه واكتسبت فيه الخبرة اللونية لسنوات وتعلمت في مرسمه الخط وقواعده وأموراًً كثيرة كنت أجهلها.
** الحركة التشكيلية في سورية تعيش ازدهاراً ملحوظاً في هذه الفترة، ومن لديه القراءة الفنية يلمس وبشكل واضح الكم الهائل من الفنانين والأعمال التي تثبت جدارتها عالمياً، أما عن الفن التشكيلي في مدينة "الحسكة".. فماذا أقول؟ هناك من الفنانين من للوحاته سحراً خاصاً يختلف كل الاختلاف عن غيره، وهناك أسماء كثيرة أثبتت جدارتها محلياً وعالمياً ولكن للأسف في مدينة "الحسكة" لا يجدون الملجأ الآمن أو الطريق السالك للوصول بفنهم الجميل إلى العيون التي تتلهف للغوص في أعماق هذه الألوان، والكثيرون منهم أصيب بالإحباط، وانصرف إلى غير طريق، ويكتفي بالنظر إلى لوحاته مع كثير من الحسرة.
** متطلبات اللوحة الناجحة هي بالدرجة الأولى التقانة الفكرية والبصرية لدى الفنان والإلمام الكامل والحسي باللون والضوء ومدارك الإحساس المختبئ في انفعالات الريشة، فهناك سؤال من القماش الأبيض يسأل ماذا سنرسم اليوم في هذا الزخم الفني الهائل من اللوحات التي نراها في المعارض وعلى الانترنت وهنا الذكاء والفطرة يلعبان دوراً هاماً في نجاح اللوحة وتحقيق الدهشة للمتلقي.
** تطرقت كثيراً لكافة المدارس الفنية وتهت في بحورها ولا أستطيع أن احدد بسهولة ماذا أريد أن أطرح من موضوعات في لوحاتي ولكنني دائم البحث عن شيءٍ خاصٍ بي أتميز به ويكون منفرداً عن غيري وهذا ليس بالأمر السهل ويلزمه الكثير من العمل والمتابعة.
** هذا أمر أكيد، لابد أن تؤثر البيئة على الفنان بشكل ٍ أو بآخر، والفن هو قمة الإحساس، فكيف لا يتأثر الفنان بما حوله؟ وهذا أمر طبيعي وصحي، واللون جزء من البيئة، وهو المكون البصري الأساسي في حساسية الفنان تجاه الأشياء.
* أهم مشاريعك الجديدة؟
** أهم مشاريعي هي الخوض في تجربة تقديم الخط وبشكل جديد وغير مطروق من قبل بشكلٍ فني يحقق الدهشة للناظر وإدخال اللون إلى الحرف كضيف خفيف الظل. * كلمة أخيرة تود قولها؟
** أتمنى من المعنيين بأن ينتبهوا إلى محافظة "الحسكة" لأنها تضم خامات جيدة، وأن يجمعوا هذا الفن المتناثر تحت جناح يؤمن لهم الخبرة ويسهل لهم الطريق للوصول ومهما كبر الإنسان يبقى يتعلم.
يذكر أن الفنان "عبد الخالق الصالح" شارك في العديد من المعارض المحلية والخارجية أهمها:
معرض فناني "الحسكة" في المركز الثقافي العربي بـ"الحسكة" 1984.
معرض فناني "الحسكة" المتجول في "القامشلي" و"عامودا" و"المالكية" و"رميلان" عام 1985.
معرض فردي في مدينة "بنغازي" الليبية عام 1990.
معرض فردي في المغرب عام 1990.
معرض فردي في القاهرة 1992.
معرض فردي في مدينة "دير الزور" عام 1993.
وهو من مواليد "الميادين" عام 1962، وخريج المعهد الصناعي.