«"الحطة والعقال" يتزين بهما الكثير من الشباب والرجال في المناسبات المختلفة، بينما يحرص الآباء والأجداد على ارتدائهما صيفاً وشتاءً، لما له من دلالات تشير إلى الفخر والبطولة والرجولة، ويشير ارتداؤه الى اكتمال عود الشباب واستحقاقه، بأن يطلق عليه لقب الرجل».
بحسب كلام السيد "احمد قهيدو" من اهالي بلدة "الحميدية" في حديث لموقع eQunaytra، وأضاف: «يعد زي "الحطة والعقال"، من اللباس التقليدي للرجل، يلبسه على رأسه في كافة الاوقات والمناسبات. ومع انعدام الحاجة ودخول الموضة العصرية، الى لباس الأهالي ولا سيما زيادة الاختلاط المدني. تحول هذا اللباس التقليدي الى عادة لدى كبار السن، وراح يختفي مع الوقت عن رؤوس الشباب، ولكنه ما زال محافظاً على مكانته بين أزياء الرجل في القرية والريف. يحرص الرجال على شراء الحطة والعقال، ذات القماش الجيد، الذي يحاك عادة من القطن. وقلة من الأشخاص تستعمل الحطة المصنوعة من الحرير، للدلالة على يسر الحال. أما العقال فهو عبارة خيطان سوداء سميكة مجدولة بطريقة معينة مع شرابة طويلة من الخلف، وكانت مبادرة الأب الى الأبناء إهداء حطته لابنه موضع فخر واعتزاز، لدى الأبناء دليلاً على ثقة الأب بهم، ونقله مسؤولية البيت الى احد الأولاد من بعده».
يعد زي "الحطة والعقال"، من اللباس التقليدي للرجل، يلبسه على رأسه في كافة الاوقات والمناسبات. ومع انعدام الحاجة ودخول الموضة العصرية، الى لباس الأهالي ولا سيما زيادة الاختلاط المدني. تحول هذا اللباس التقليدي الى عادة لدى كبار السن، وراح يختفي مع الوقت عن رؤوس الشباب، ولكنه ما زال محافظاً على مكانته بين أزياء الرجل في القرية والريف. يحرص الرجال على شراء الحطة والعقال، ذات القماش الجيد، الذي يحاك عادة من القطن. وقلة من الأشخاص تستعمل الحطة المصنوعة من الحرير، للدلالة على يسر الحال. أما العقال فهو عبارة خيطان سوداء سميكة مجدولة بطريقة معينة مع شرابة طويلة من الخلف، وكانت مبادرة الأب الى الأبناء إهداء حطته لابنه موضع فخر واعتزاز، لدى الأبناء دليلاً على ثقة الأب بهم، ونقله مسؤولية البيت الى احد الأولاد من بعده
يشير الحاج "مصطفى التمر" من اهالي بلدة "جبا"، الى أن لارتداء "الحطة والعقال" تقاليد وأصولاً، فقد كانت تنكس الحطة والعقال، الى الأكتاف في حالات الحزن، وتربط على الرأس، للإشارة الى أن مرتدي الحطة مستعد للقتال عند احتدام النزاعات، بين الأشخاص والعائلات، بينما كان العقال يستعمل للضرب كالكرباج.
أما رفع العقال عن الرأس ورميه على الأرض، من قبل صاحبه. فإن ذلك يدل على أن الأمور وصلت الى حد لا يطاق، أما نزعه من قبل شخص آخر أمام الناس، فتلك إهانة لا تغتفر. وعند وقوع النزاعات، فان غنم حطة او عقال شخص ما فتعتبر غنيمة ثمينة. ومن هنا وبعد هزيمة العرب "بفلسطين" انقلب لون الحطة من اللون الابيض الى اللون الأسود عند البعض، تعبيراً عن الحزن والقهر والهزيمة. للحطة والعقال أكثر من لون، فمنها الابيض والسكري، أما بالنسبة للعقال، فيمتاز بلونه الأسود فقط. كما للحطة والعقال أصولهما في الأفراح أيضا، حيث يستعمل العقال بدل السبّحة، خلال الدبكة والاستعراضات وزف العريس. كما أن للحطة أصولاً وطرقاً في طيها وترتيبها، بحيث يتم كيها وطيها بشكل دقيق جداً لتظهر كسراتها بوضوح، وتوضع بعناية فائقة وتنسيق على الرأس. فيما يحرص مرتديها على أن تكون بشكل مسنن على مقدمة الرأس تماماً وطبعاً ناصعة البياض».
الشاعر "فيصل المفلح" الذي عمل مديراً للثقافة في محافظة "القنيطرة" قبل فترة من الزمن يقول: «تعتبر الحطة والعقال، من عناوين تلك الأيام الجميلة، التي تؤرخ لعادات الأجداد والآباء، اللذين حرصوا على توريثها الى أبنائهم. وأضحت الحطة والعقال، الرداء الوحيد الثابت الذي يوضع على الرأس، كي لا يبدو "اقرع" كما كان يقال، ولطريقة وضعه على رأس الرجل طرق وأصول وفنون ثابتة، ابتداء بالشكل وليس انتهاء بالمضمون.
من حيث الشكل فان الحطة عبارة عن قطعة بيضاء رقيقة من القماش، توضع على الرأس، بينما يرفع جنباها على الأكتاف ويتم تثبيتها على الرأس بعقال اسود. تعود بدايات ارتداء هذا الزي، الى القديم حيث لا يمكن لنا تحديد تاريخ معين لذلك، او شريحة معينة من الناس، كما أنها غير محصورة بمنطقة معينة دون أخرى، بل هي وليدة الحاجة لدى اهالي تلك الحقبات من التاريخ. فهي بتشبيه معاصر كانت في الكثير من الأحيان، تقوم مكان القبعة في زماننا، او مكان الطربوش عند شريحة معينة. وذلك لحماية الرأس من أشعة الشمس الحارقة، حيث كانت جميع الأشغال تنجز بالفلاة».
السيد "خالد المصري" يشير الى أن المرأة عرفت "الحطة" تحت مسمى "الشماغ" وارتدته، وحرصت على التمسك به لتجعل منه شالاً يلتف على أكتافها، كما تجعل منه عصبة تشد بها رأسها. يستخدم "الشماغ" في الأصل غطاءً للرأس، يقي حر الصيف وبرد الشتاء، ومن الصعب تحديد مسمى خاص "للشماغ" وفقاً للعادات الاجتماعية واللهجة المحلية، حيث يعرف "بالسلك" في منطقتي "الجولان وحوران" ويسمى في بعض أجزاء بلاد الشام "الحطة" أي ما يحطه الرجل على رأسه، وكان يربط على الرأس برباط لتثبيته مما عرف لاحقاً "بالعقال". يعد "الشماغ" اليوم وفي بعض المناطق جزءاً من اللباس الرسمي وطريقة وضعه تعبر عن شخصية واضعه، أو على الأقل الشخصية التي يريد أن يظهر بها أمام الناس، و"للشماغ" عدة طرق في ارتدائه، منها الشكل الاعتيادي وتدعى "الهدب" وتكون على شكل تاج وتعني الاعتزاز والافتخار والشباب والتأنق، الطريقة الثانية توضع جهة واحدة من "الشماغ" وطيه فوق الرأس وترك الجهة الأخرى متدلية، أما الطريقة الثالثة فتتقاطع الأهداب من الخلف ليعقد على مقدمة العقال واليمين واليسار، والأخيرة يوضع "الشماغ" فوق الرأس دون "عقال" وكثيرا ما تستخدم من قبل رجال الدين الذين يرتدون طاقية بيضاء تحت "الشماغ". كما يحرص الكثير من الناس على ارتداء "الشماغ المهدّب" إذ أصبح له عدة أشكال منها، المهدّب الثقيل ويكون سميكاً يتدلى منه على شكل أجراس "شرائب"، والمتوسط وهو اقل سماكة من السابق، وهو ابسط الأنواع وغالبا ما يشترى على نحو جاهز، ليحاك على أطراف "الشماغ".
البعض من النساء والرجال يفضل اللون الأبيض "للشماغ" على اللون الأحمر، الذي استوحي لونه من لون "الطربوش التركي الأحمر" الذي كان سائداً في البلاد العربية، وقد سبق الرجل المرأة في لبس "الشماغ"، لكن لجماليته أدخلته المرأة في لباسها على شكل لباس "العصبة" الخفيفة وأصبح يوضع "كشال" يلتف حول الرقبة ويتدلى على الكتفين. وفيما يتعلق بالمناسبات التي يرتدى بها، فان "اللصمة أو اللثمة" تلبس في حالات الحزن للتعبير عنه، وفي الصحراء يلبس "الشماغ" في حالات البرد والحر ولتفادي الغبار. وعن عادة قلب "الشماغ" ووضعه أسفل الذقن، فهي عادة استخدمها الناس عند طلب الثأر، وفي حالة الدخيل وطلب الأمان أو الجلوة حيث يوضع حول رقبة المدخول عليه وكأنه يقول: "ما يمسني يمسك أنت".
أما قيمته فتكمن في اعتباره تراثا عربيا اشتهر به البدو منذ القديم، أضافت إليه الصبايا في وقتنا الحالي بعض الحبكات الجديدة أو ما يعرف بـ"الشراشيب" التي تحاك على أطراف "الشماغ"، وتعتمد جودته على نوع القطن المصنوع منه وجودة النسيج ودرجة البياض، إضافة إلى مدى ارتكازه على الرأس».