أرسلت "حمص" إلى المهجرين الشمالي والجنوبي نخبة من الشعراء المتميزين الذين رفعوا اسم "حمص" عالياً...
نذكر منهم "نسيب عريضة" و"ندره حداد" و"ميشال مغربي" و"نصر سمعان" و"نبيه سلامة" و"حسني غراب" و"مدحت غراب" و"موسى الحداد" و"دواود قسطنين الخوري" وغيرهم وتميزوا بعاطفة الشوق والحنين إلى "حمص" وعاصيها وميماسها وحجارتها السود.
ولد "حسني غراب" في "حمص" عام/1899/ وتوفي في "البرازيل" /1950/ وكان أحد أهم عناصر العصبة الأندلسية في المهجر، ولم يكن مكثرا في شعره ولم يجمع ما كتبه في ديوان بل كان متفرقا في الصحف والمجلات التي كانت تصدر في وأغلبها في مجلة "العصبــة الأندلسية" في "البرازيل "التي هاجر إليها بعمر /20/ سنة، قال عنه الشاعر "عمر أبو ريشة" أنه أصفى شعراء المهجر ومن شعره لـ"حمص": أبعد "حمص" لنا دمع يراق علـى منازل أم بنا من حــادث هلع دار نحِنُّ إليهـا كلَّما ذكـــــــــرت كأنَّما هي من أكبـادنا قطــعُ وملعب للصبــا نأسى لفرقتـه كأنَّه من سوادِ العــين مُنتزعُ. إضافة إلى أن الشاعر "حسني" كان إلى جانب الفقراء والمعدمين في شعره
وقد اختار لنا الأديب والصحفي "عيسى فتوح" خلال لقائنا معه في 9/2/2009 ثلاثة من أهم هؤلاء الشعراء المهاجرين ليعطينا لمحة عن حياتهم ويقرأ لنا شيء من شعرهم عن مدينتهم التي خرجوا منها وقد بدأ بالشاعر "حسني غراب" فقال عنه: «ولد "حسني غراب" في "حمص" عام/1899/ وتوفي في "البرازيل" /1950/ وكان أحد أهم عناصر العصبة الأندلسية في المهجر، ولم يكن مكثرا في شعره ولم يجمع ما كتبه في ديوان بل كان متفرقا في الصحف والمجلات التي كانت تصدر في وأغلبها في مجلة "العصبــة الأندلسية" في "البرازيل "التي هاجر إليها بعمر /20/ سنة، قال عنه الشاعر "عمر أبو ريشة" أنه أصفى شعراء المهجر ومن شعره لـ"حمص":
أبعد "حمص" لنا دمع يراق علـى
منازل أم بنا من حــادث هلع
دار نحِنُّ إليهـا كلَّما ذكـــــــــرت
كأنَّما هي من أكبـادنا قطــعُ
وملعب للصبــا نأسى لفرقتـه
كأنَّه من سوادِ العــين مُنتزعُ.
إضافة إلى أن الشاعر "حسني" كان إلى جانب الفقراء والمعدمين في شعره».
أما الشاعر الثاني الذي حدثنا عنه الأستاذ "عيسى" الذي وصف بشاعر العروبة في المهجر الجنوبي فهو "نصر سمعان" الذي ولد عام /1905/ في قرية "القصير" وتوفي عام /1967/ قال عنه الأستاذ "عيسى": « "نصر" شاعر وطني مهاجر تغنى بالعروبة وأمجادها ومفاخرها وهو بعيد عن الوطن وكرس لها العديد من قصائده التي ألقاها على منابر "سان باولو" وغيرها في "البرازيل" في المناسبات الوطنية والقومية والاجتماعية التي كانت تقيمها الجاليات العربية هناك و من شعره عن "حمص":
قالوا اتصّبوا إلى "حمص" فقلـت
قلبي بغير هواها غير خفاق
ما "حمص" إلى يد الله فاتنـــة
بوابل من عيون الجود مغداق
و"حمص" تنثر في الدنيا نوافحها
شذى تؤديه آفاق لآفاق
يا "حمص" لولا سناك ما عرفت
روحي سنا أمل في العيش براق
كان "حسني غراب" صديقا للشاعر "نصر سمعان" وعمِلا في مجال التجارة ولم ينس لغتـــه وشاعريته فتولّى الخطابة في النادي الحمصي في "سان باولو" حيث سُمِّي بشاعـــر النادي الحمصي وانتسب إلى العصبة الأندلسية.
أما الشاعر "ميشيل مغربي" فقد تحدث عنه قائلا: «ولد عام /1901/ عاش طفولته في "حمص" قبل أن يهاجر إلى "البرازيل" وكان من مؤسسي العصبة الأندلسية وله ديوانان مطبوعان وكانت له فلسفة خاصة في الموت والحياة، وقد كتب عن "حمص" عندما زارها بعد غربة أكثر من ثلاثين عاما حيث قال:
"حمص" يا "حمص" الحبيبة مرحبا
بنسيمك المتعطر الأذيال
برياضك الغناء، بالأزهار بالـ
أثمار بالأشجار بالأظلال
إن تنجبي الشعراء لست بعاقر
من خالدي الشهداء والأبطال.
توفي "المغربي" عام/1977/ وهو آخر حبة في عنقود شعراء المهجر الجنوبي البارزين».
ثلاثة من شعراء العصبة الأندلسية الذي حملوا "حمص" في شعرهم وقلبهم وكان خير سفراء لهذه المدنية التي عُرفت بمدينة الشعر.
الجدير ذكره أن الأستاذ "عيسى فتوح" يحمل إجازة باللغة العربية من جامعة "دمشق" وله أكثر من ثلاثين كتابا في الدراسات الأدبية والنقدية.