بين همسات الشعر وإيماءات الترجمة ومتعة الحكمة والمثل الشعبي تنقل الكاتب "محمد خلف" ليصنع مناخات متعددة بين فروع الأدب ويطلق العنان لنفسه ليصوغ مشهدا أكثر اتساعا في محاكاة الطفل في رؤاه وخيالاته وينزل إلى مستوى الناس البسطاء في ضحكاتهم وآمالهم وآلامهم، eHasakeh التقى الكاتب "محمد خلف" بتاريخ 23/12/2008 وكان الحوار التالي:

  • بداية عرفنا على البطاقة الشخصية للكاتب "محمد خلف"؟
  • ** اسمي "محمد خلف خلف" من مواليد قرية "خربة كجي" التابعة لمنطقة "عامودة"- محافظة "الحسكة"، تولد عام 1955 حائز الإجارة في كلية الحقوق جامعة "حلب" عام 1988, انتسبت إلى نقابة المحامين وعملت في القضاء ثم حصلت على التقاعد الصحي وتفرغت للعمل الأدبي علما أن اهتمامي بالمجال الأدبي يرجع إلى المرحلة الابتدائية حيث إن لي بعض الأشعار احتفظ بها في قصاصات ورقية ترجع إلى السبعينيات من القرن الماضي.

  • لديك كتاب شعر موجه للأطفال ما الأساسيات التي يجب أن يستند إليها الكاتب عند ملامسته هذا النوع من الأدب؟
  • ** بداية عليه أن يعتمد لغة بسيطة يخاطب بها الطفل, وعليه أن ينزل إلى مستوى تفكيرهم من ناحية الأمثال والصور والقصص والألعاب وأن يكون قريبا من مفهوم الطفل, وأنيتكون في نهاية كل قصيدة أو قصة حكمة يستخلصها، مثلا من قصة معينة يستخلص أن القناعة كنز لا يفنى أو الصديق وقت الضيق... وغيرها.

  • تطرقت إلى العمل في مجال الترجمة ماذا عن هذه التجربة؟
  • ** الترجمة فرع من فروع الأدب, هناك من يقول: لا يحق للمترجم أن يجلس على مائدة واحدة مع الأديب والشاعر لأنهم يرون أن الترجمة كخيار بلاستيكي لا طعم له بينما أنا أقول: لا، هناك نوعان من الترجمة: الترجمة الحرفية وتكون بعيدة عن مذاق المتلقي وهذا النوع غير مرغوب به والنوع الآخر هو ما يضيف إليه الكاتب من روحه ودمه وعقله ما يجعله أحيانا بعيداً عن الشكل الأولي، بينما يحافظ على مضمون الفكرة وهناك أمثال عن الترجمة منها ما يقول: إن المترجم خائن وغيرها الكثير الكثير, أنا مع الترجمة الحقيقية والمترجم الحقيقي من حقه أن يكون أديبا وهناك من يقول إن "المنفلوطي" الذي ترجم الكثير من الكتب من الفرنسية إلى العربية ومنها "ماجدولين" لو لم يصرح إن الكتب مترجمة لما كان احد يعرف انه لم يكتبها بخط يده..

  • حقل الحكم والأمثال اخذ منك وقتا طويلا أثناء العمل به، برأيك إلى أي مدى تعبر هذه المأثورات عن التفاصيل الدقيقة في حياة الشعوب؟
  • ** ليس هناك تعريف دقيق للحكم، لقد أعطى علماء اللغة العربية تعريفات كثيرة لها، وبرأيي هي غير دقيقة وقد فسرها "الإمام الشافعي" بأنها "أن تعرف ما لك وما عليك" لأنه جمع بين الإحسان والمعروف والتعريف الذي أجده مناسبا هو تعريف "احمد أمين" بأنها "صوت الشعب" لأن الأمثال تكون شاملة لجميع شرائح المجتمع من فلاح وعامل وغيرهم, ومصادر الأمثال تعود إما إلى الكتب الدينية كالتوراة والإنجيل والقرآن أو إلى أقوال الشعراء والأدباء حتى يقولون إن مجمع الميداني للأمثال يرجع نصف الأمثال إلى الأدباء والشعراء, فالمثل يعبر عن أدب الأمة وثقافتها, وهو جزء مهم من تاريخ الشعوب لأنه يمثل نوعاً من الأدب غير المدون وحاليا يدون هذا الأدب, وهناك نوعان من الأمثال: أمثال محلية ربما تكون شائعة في قرية ما أو حي ما وأمثال عالمية تكون متداولة بين جميع شعوب العالم أحيانا.

    * كلمة أخيرة؟

    ** أريد أن أقول إن الأدب كالهواء الطلق يستنشقه جميع الناس وهو ليس ملكا لأحد، واذكر قولا لـ"توفيق الحكيم" عندما قال: الأدب يجب أن يتناول جميع شرائح المجتمع, أن يتناول هموم ومشاكل الجميع ويتسم بطابع إنساني بالدرجة الأولى.

    يذكر أن الكاتب "محمد خلف" له عدة مؤلفات مطبوعة منها: "عاصمة الآلام" شعر كلاسيكي و"أمثال دجلة والخابور" والآن "تاريخ الجزيرة" قيد العمل.