الكثيرون من أهالي محافظة "السويداء" يغنون "الهولية" في أعراسهم، فهي أحد أنماط الفن الغنائي الممتد من الزجل الشعبي الذي انتقل من "الأندلس" إلى الشرق، ولكن الكثيرين منهم لا يعرف أن هذا النوع من الفنون له أكثر من لحن وإيقاع.
يقول الكاتب والباحث "محمد جابر" لموقع eSuweda يوم الخميس الواقع في 15/1/2009: «من المعروف في "الهولية" أن المغنين والراقصين يتخذون شكل دائرة تدور بعكس عقارب الساعة أثناء غنائها جماعياً بخطوتين باتجاه اليمين وخطوة باتجاه الشمال، وقد تأتي الأغاني على وزن على "مجزوء المنسرح" أو "مجزوء الرجز" أو "مجزوء المتدارك"، أو تأتي شاذة، وفي بنائها لا قاعدة ولا قانون يضبطها في الشكل أو الوزن، فقد تكون ثنائية، أو ثلاثية، أو ثلاثية، أو رباعية».
"الهولية" هي فن زجلي شبابي تزييني راقص متعدد القوافي والألحان والإيقاعات، ذو أنفاس صاعدة نازلة، وروحية، ومذاق مميز، دون ضابط أو قاعدة، خفيف رشيق، ممتع وجميل
وعن شعرائها المجهولين يقول "جابر": «إن أغلبية أشعار "الهولية" مجهولة القائل بل إن أكثرها من التراث وربما يكون بعضها لأكثر من قائل بحيث يجد الناس مقطعاً فيضيفون إليه، لذا نرى أن الكثير منها أقرب إلى "الطقطوقة" أو ما يمكن تسميته بالفن الملحق بالشعر العامي».
أما ألحانها وإيقاعها فهي أربعة: الأولى والأشهر "حبل المودع" وهي دائرة كاملة من رجال ونساء تكون منظمة بترتيب (رجل- امرأة) على طول محيط الدائرة، ونضرب مثالاً على ذلك في "الهولية" المشهورة جداً والتي لم يعرف من قائلها: "لكتب ورق وارسل لك/ يا للي مفارق خلك/ بديرتك بُعد وجفا/ بديرتي أحسن لك". أما "العرجة" فهي مؤلفة من دائرة كاملة من الرجال فقط مثل قصيدة الشاعر "هاني الشحف" التي قالها مفتخراً بأفعال المجاهدين في الثورة السورية الكبرى وقد كان أحد ثوارها: "موزر بيدينا/ ضربو عطايب/ يوم الأكواني/ موزر بيدينا- وليا انتخينا/ حنا قرايب/ سربة رجالي/ وليا انتخينا- وليا اعتلينا/ ظهور النجايب/ مثل الأشبالي/ وليا اعتلينا".
أما النوع الثالث فهو "الغز" أو "الزرعية" وهي مؤلفة من صفين صغيرين متقابلين يكون الرقص فيها بتقارب وتباعد بتموجات يحكمها المد والجزر وغالباً ما يكون أحد الصفين من الرجال والآخرين من النساء.
والرابع هو "العسكرية" مؤلفة من اثنين في الأمام واثنين من الخلف يدورون بعكس عقارب الساعة في مد وجزر أيضاً وقد تكون من رجال ونساء فقط أو من اثنين من الرجال واثنتين من النساء».
وفي النهاية يقول "محمد جابر" في كتابه "من الشعر العامي": «"الهولية" هي فن زجلي شبابي تزييني راقص متعدد القوافي والألحان والإيقاعات، ذو أنفاس صاعدة نازلة، وروحية، ومذاق مميز، دون ضابط أو قاعدة، خفيف رشيق، ممتع وجميل».