فن المديح النبوي، نشأته ولمحة عامة عنه، مع وقوف عند قصيدة (البردة) للشاعر "البوصيري" هو ركيزة الموضوع الذي تناوله الأستاذ العلامة "محمود فاخوري" في فرع "حلب" لاتحاد الكتاب العرب بتاريخ (2/12/2008)م

حيث تحدث الأستاذ "محمود فاخوري" لموقع eSyria عن موضوع (المدائح النبوية في الشعر العربي) قائلاً:

أردت أن أوضح هذا الفن في الأذهان لأن الفنون الأخرى واضحة كـ (الهجاء، الغزل، المدح..)، وحتى لا يفهم الناس عنه فهما واسعا يخرج عن الموضوع. فالمقصود من قولنا فن المديح النبوي محصور في قصيدة على البحر البسيط، وروي الميم، تسير على نهج "البوصيري"، ولا يمكن أن ندخل فيه أي قصيدة تتحدث عن الرسول أو تذكره، وأنا غايتي فقط هي أن أوضح ما المقصود بفن المديح النبوي، ما هي مواصفاته، وما هي ملابساته، وضوابطه..

«تحدثتُ اليوم عن المدائح النبوية ووقت ظهورها، حيث إنها بدأت مع "البوصيري" المتوفي سنة (696) هـ، فقد نظم قصيدته (البردة) التي مطلعها:

أمن تذكـر جيــرانٍ بذي ســلم/ مزجت دمعا جَرَى من مقلةٍ بـــــدم

َأمْ هبَّت الريـحُ مِنْ تلقاءِ كاظمةٍ/ وأَومض البرق في الظَّلْماءِ من إِضم

ولهذه القصيدة ظرفها الخاص حيث إن "البوصيري" كان مريضاً فرأى الرسول عليه الصلاة والسلام في المنام ومدحه بهذه القصيدة، وعوفي من وقتها، فأصبح لهذه القصيدة مكانة خاصة في نفوس الناس، يتبركون بها وينشدونها؛ ويحفظونها، وقد ترجمت هذه القصيدة إلى عدة لغات أجنبية».

وعن فن المديح قال الأستاذ "فاخوري":

«فن المديح ليس جديداً تماما في أيام "البوصيري"، هو موجود من قبل "البوصيري"، ولكنه كان على نطاق ضيق كما عند شعراء الدعوة الإسلامية كـ "حسان بن ثابت"، و"كعب بن زهير"، وأيضا في العصر الأموي بعض الشعراء مدحوا، ولكن لم يصبح هذا النوع من الشعر فناً قائما بذاته إلا مع "البوصيري"‘ فهو الذي فتح الباب على مصراعيه ونهجه الشعراء من بعده حتى يومنا هذا، وفي كل عصر هناك الكثير من الشعراء الذين نظموا فن المدائح النبوية وجمعها "يوسف النبهاني" في (4) مجلدات عنوانها مجموعة المدائح النبوية، ومن شعراء عصرنا الشاعر "أحمد شوقي"، و"محمود سامي البارودي"، إضافة إلى شعراء مسيحيين أعجبوا بسيرة الرسول فأشادوا به، ومدحوه في قصائدهم..».

وعن الهدف الذي أراد إيصاله من تناوله لموضوع المدائح النبوية قال الأستاذ "فاخوري":

«أردت أن أوضح هذا الفن في الأذهان لأن الفنون الأخرى واضحة كـ (الهجاء، الغزل، المدح..)، وحتى لا يفهم الناس عنه فهما واسعا يخرج عن الموضوع.

فالمقصود من قولنا فن المديح النبوي محصور في قصيدة على البحر البسيط، وروي الميم، تسير على نهج "البوصيري"، ولا يمكن أن ندخل فيه أي قصيدة تتحدث عن الرسول أو تذكره، وأنا غايتي فقط هي أن أوضح ما المقصود بفن المديح النبوي، ما هي مواصفاته، وما هي ملابساته، وضوابطه..».