«كما أن اختيار العطر الصحيح ليس سهلاً، فكذلك تصنيعه ليس بالشيء السهل على الإطلاق».
بحسب كلام السيد "أبو حسين محمد الخالد" صاحب محلات "البيان" للعطور والاكسسوارات، في بلدة "خان ارنبة"، في حديث لموقع eQunaytra (يوم الخميس 13/11/2008) مضيفاً: «العطور هي الفن الوحيد، الذي لا تقال فيه الحقيقة، كلمة قالها "تورين" مؤلف كتاب "العطور"، ورغم انه كان يقصد بذلك المجاملات والدعاية التسويقية وغيرها، إلا أن البعض يرى أن اختيار العطر، يخضع لحالات شخصية وفردية، تعتمد على الذوق الخاص والمزاج لكل شخص منّا. ومن المؤكد أن صعوبة اختيار العطر تساوي تماماً صعوبة تصنيعه، وأن صنع عطر جديد يشبه عملية الطهو والطبخ، لأنه تخلط فيه مكونات مختلفة ومتنوعة، لإنتاج عطر جديد ومختلف تماما. وأن عدد المواد العطرية التي يحتويها العطر الواحد، يتراوح بين خمسة الى مئة وخمسين مادة، وتوليفة هذه المواد العطرية مع بعضها بعضاً، أهم بكثير من العطور الفردية. وبالتالي فالعطور التي تتكون من مواد اقل، يتراوح عددها ما بين 25 الى 30 مادة. وهي السائدة في الأسواق حالياً».
أحاول لفت أنظار الفتيات إلي من خلال الإكثار من العطر، خصوصاً أثناء المشاوير او المناسبات، كما أنني شديد الحرص على التركيز على بعض أنواع العطور ذات الرائحة القوية
وعن طرق صناعة العطور يضيف السيد "أبو حسين" قائلاً: «يبدأ مبتكر العطر الجديد، بعدد كبير من المواد، يقللها خطوة بخطوة، بحذر شديد لانه لا يعرف ما إذا كان سيفقد شيئاً أساسيا ومهماً ام لا. ومن المهم أن يتمتع صانع العطور، بنوع من المزاجية العالية، وتذوقه للروائح العطرية، حيث يكون لدى العميل فكرة، ويكون لديه وصفة يعطيها لصانع العطور، الذي قد يستغرق أيام وأسابيع او أكثر. ثم يقوم صانع العطور بعد ذلك بمزج مجموعة من المواد العطرية مع بعضها بعضاً، وبعد أن يصل الى عطر محدد، يقوم بتوصيل العينات الى العميل، الذي يقرر بدوره نوع العبير الذي يريده، حيث تتبدى في صناعة العطور المنافسة بين صانعي العطور كل واحد يحاول أن يثبت أن عطره هو الأفضل من بين العطور. ومن المفضل للشخص الذي يريد شراء عطر ما، أن يعرف من اللحظة الأولى لاستنشاق العطر، ما إذا كان يحبه أم لا، وهناك بعض العطور تجذبك رغماً عنك، برائحتها الطيبة. ومن المفيد أن ينتبه الشخص عند شرائه لعطر من نوع غير محدد، أثناء زيارته لأحد محلات العطور، من عدم تنشق عينات كثيرة من العطور، لان الإنسان سيجد نفسه منجذباً دوماً، لعطور قريبة من بعضها بعضاً، حيث تكون من نفس العائلة العطرية، كتلك القريبة من الفواكه والتوابل ام ثمر "الونيلية"، على سبيل المثال. ويبقى أمام الشخص البحث في هذه المجموعة، حتى يقع اختياره على العطر الذي يحبه. ومن النصائح التي ينصح بها الأشخاص، عند البحث عن نوع جديد ومفضل من العطور، أن يختبر العطر في البداية، على قطعة من القماش، ثم على الجلد، لان رائحة العطر تختلف من شخص الى آخر، بحسب اختلاف نوع البشرة. وهذه معلومة قد لا يعرفها الكثير من الناس».
السيد "أبو حسن" يعمل عطاراً في محلات "البيان" لصنع وبيع العطورات، في بلدة "خان أرنبة" أشار الى بعض العطور ذات الحدين، والتي يمكن أن تترك بعض الآثار الجانبية على الجلد، وبقعاً غير مستحبة إذا أسيء استخدامها، خصوصا في فصل الصيف».
وأضاف قائلاً: «هناك بعض النصائح، التي لا بد للشخص أن يتنبه إليها، سواء أكان سيدة ام رجلاً، ومن هذه النصائح، اختيار العطر الذي يلائم شخصية المرأة او الرجل، ويشعره بالراحة. عند استخدام العطر لا بد من أن يكون الجسم نضيفاً. الاستحمام بالطبع أفضل، إضافة الى ضرورة الانتباه الى التنظيف بمنشفة، في الأماكن التي يكثر فيها التعرق مهم أيضا. فاختلاط العطر برائحة العرق سيأتي بنتيجة عكسية. أفضل الأماكن التي يفضل وضع العطور عليها، هي أماكن النبض في الجسم، ومن هذه الأماكن الثنية الخلفية للركبة وراء الركبة، وتجويف الذراع في مواجهة الكوع، والمنطقة الواقعة خلف الأذنين، وعند جذور الشعر من الخلف، لينتشر العطر مع حركة الشعر. العطر للبهجة أولا، فيجب إلا يكون الهدف منه لفت الانتباه والنظر، بقدر ما يكون إسعاد النفس، لذلك ينصح بوضع القليل منه، حتى لا يفوح العطر في كل مكان، ما قد يصيب البعض من المحيطين بحالة من الضيق، خاصة إذا منهم من يعاني من أمراض الحساسية. وبالتالي فالاعتدال برش العطر شيء مطلوب».
الصيدلاني "فاضل حامد" يشير الى ضرورة اختيار العطر المناسب بعناية، إضافة الى انتقاء أنواع من العطور ذات الروائح الخفيفة على الذوق وحاسة الشم وليس لها تأثيرات ضارة على الجلد. ويضيف: «العطور ولأنها تحتوي على زيوت طيارة، وتستخرج من أصول نباتية مثل الياسمين والفل، وبعض الأخشاب والتوابل والفواكه، تكون ضارة على الجلد، إذا تم التعرض مباشرة لأشعة الشمس بعد وضع العطر. حيث يمكن أن يصاب الجلد بالاحمرار، وبعض الالتهابات المصحوبة بحكة بالجلد، وبعد أيام تنحسر الالتهابات لتخلف مكانها بقعاً سوداء او بنية اللون، تختلف قتامة السواد بحسب اختلاف تركيز نوع الزيت الطيار، الذي يدخل في صنع العطر. إضافة الى أن رائحة العطر تتأثر بعوامل عديدة، تتعلق بالمرأة، كنوع بشرتها وجلدها ونوعية الطعام الذي تتناوله، فتناول أطعمة كثيرة التوابل، قد ينعكس على رائحة العرق، وبالتالي رائحة الجلد، وهذا ما يفسر إحساس البعض بالاختناق او الاشمئزاز، من بعض أنواع العطور. ومن المفضل اختيار العطور التي تتناسب مع طبيعة الجو، واختلاف الفصول وتعاقبها، ومن المفضل في هذا الإطار، وضع عطور تكون خفيفة نوعاً ما في فصل الشتاء والخريف، على عكس فصلي الصيف والربيع، لأن الأجواء في الشتاء تكون محصورة ومغلقة، على عكس الصيف حيث الانطلاق والحركة».
من جهتها أشارت السيدة "ميساء" احدى السيدات التي التقيناها في محلات "البيان"، الى أنها تحرص على اختيار نوع العطر بعناية فائقة، كذلك فهي من السيدات اللواتي لا تفضل الإكثار من كمية العطر، أثناء خروجها من المنزل الى العمل. على عكس الشاب "أنور" الذي يقول: «أحاول لفت أنظار الفتيات إلي من خلال الإكثار من العطر، خصوصاً أثناء المشاوير او المناسبات، كما أنني شديد الحرص على التركيز على بعض أنواع العطور ذات الرائحة القوية».