«وأنا أوصيت أن يزرع قلبي شجرة... وجبيني منزلا للقبّرة، هكذا قال "محمود درويش"، وتنفيذاً لوصية قامت "الأمانة العامة لاحتفالية "دمشق" عاصمة للثقافة العربية" بزرع شجرة "زيتون" تحية إلى الشاعر الكبير "محمود درويش"».
موقع "eSyria" بتاريخ 14/10/2008 رافق القائمين على الفعالية إلى "المعهد المسرحي" بـ"دمشق" وخلال وجودنا هناك التقينا بالدكتورة "حنان قصاب" عميدة المعهد المسرحي ومديرة الأمانة العامة لـ"دمشق" عاصمة للثقافة العربية، التي قامت بيديها بزرع شجرة "زيتون" في المعهد تحية للشاعر العربي الكبير "محمود درويش" فتقول لموقعنا عن هذه الفعالية: «إننا فكرنا في هذا الشهر أن نقوم بعدة فعاليات لنحيي بها أدب "درويش" وفكره العظيم، حيث قمنا بصنع طائرات ورقية من القماش كل واحدة بطول "30" مترا وكتبنا عليها بعضا من شعره وذلك لتحلق هذه الطائرات بشعر"درويش" الرائع فوق سماء "دمشق"، وكما ترون تضيف "الدكتورة" قمنا بزرع شجرة زيتون تحية لهذا الشاعر "الفلسطيني" الكبير فشجرة الزيتون الدائمة الخضرة لها قوة عظيمة ولها ربط جميل مع أرض فلسطين الحبيبة، وهي تدوم لمئات الأعوام وتبقى جذورها متعمقة في قلب الأرض أينما كانت، وكل هذه الصفات كانت من صفات شعر "درويش" الذي كان قويا ومخضرا بشعره ومتعمقا في قلوب أهلنا وأبنائنا، "درويش" كان رمزا للمقاومة والنضال وفقدانه خسارة كبيرة للأمة العربية كلها ولكل من قرأ "درويش" وحاول أن يفهم شعره الذي يتعمق في القلب عمق الزيتون في الأرض، "درويش" هو رسالة للأمة العربية ورمزا سيبقى في ذاكرة العرب دائما، وكلنا نعرف -تضيف الدكتورة "حنان"- أن شجرة الزيتون هي الشجرة المباركة في الكتب السماوية وكل الكتب الأدبية، و"درويش" سيظل موجودا وقصيدته تشبه استمرارية جذور هذه الشجرة المباركة، أما سبب اختيار زرع الشجرة هنا في المعهد المسرحي بـ"دمشق" فهو لما لهذا المكان من عمق ثقافي وفكري حيث في هذا المكان يوجد المعهد "الموسيقي" و"المسرحي" و"دار الأوبرا" وكل هذه الأماكن تتوسط قلب "دمشق" هذه العاصمة والمدينة الجميلة التي كانت دائما مرحبة بشاعر المقاومة "محمود درويش"».
أنا مسرورة جدا لهذه الفعالية، فلهذا الشاعر الكبير مكانة خاصة في قلبي وتكريمه وأحياء ذكراه هو واجب على كل عربي لأن "درويش" كان عربيا عن كل شخص ومقاوما عن كل طفل وأباً لكل يتيم ومحروم من الوطن، ولا يسعني هنا إلا أن أشكر جميع القائمين على هذا العمل الكبير والعظيم
وتضيف "يارا نصير" عضو في الأمانة العامة لـ"دمشق" عاصمة للثقافة العربية: «لقد قمنا في "الأمانة العامة" في هذا الشهر بصنع طائرات ورقية من صنع الفنان السوري "توفيق شيال" لنطيرها في سماء العاصمة السورية ولسوء حالة الطقس سننتظر في يوم آخر أن يكون الجو مناسبا لنحلق بهذه الطائرات المدونة عليها شعر "درويش" في سماء "دمشق"، "دمشق" بلد الياسمين هذه العاصمة التي كانت "لدرويش" لديها معزة خاصة، وكما سيتم إلقاء بعض من القراءات الشعرية لـ"درويش" وذلك إلى أن يتم اختيار وتأمين المكان الواسع والملائم، فلهذا الشاعر الكبير محبة ومكان خاص في قلوبنا ونحن بدرونا في "الأمانة العامة" وبإشراف الدكتورة "حنان قصاب" نقوم بكل ما نستطيع به لنحيي ذكرى الشاعر العربي الكبير "محمود درويش"».
وخلال وجودنا في المعهد التقينا بطالبة "الفنون الجميلة" "روشك أحمد" التي كانت مسرورة لهذه الفعالية فتقول: «أنا مسرورة جدا لهذه الفعالية، فلهذا الشاعر الكبير مكانة خاصة في قلبي وتكريمه وأحياء ذكراه هو واجب على كل عربي لأن "درويش" كان عربيا عن كل شخص ومقاوما عن كل طفل وأباً لكل يتيم ومحروم من الوطن، ولا يسعني هنا إلا أن أشكر جميع القائمين على هذا العمل الكبير والعظيم».
وفي ختام هذه الفعالية وبعودتنا للدكتورة "حنان قصاب" التي زرعت الشجرة وروتها بماء "بردى" قالت لموقعنا: «نحن مستمرون في فعالياتنا وفي الأشهر القادمة حيث سيتم إقامة مهرجان شعري كبير وضخم تحية لـ"درويش"، وكما سنستقبل الفنان "اللبناني" "مارسيل خليفة" ليحيي حفلة تحية إلى الشاعر الكبير "محمود درويش"، ونهاية أقول لـ"درويش" -تكمل الدكتورة- أنت مازلت حياً بشعرك وستبقى رمزا حتى إن رحلت، وسيرسم الأطفال دائما صورتك في حلمهم ويقظتهم ليحيوك ويحيوا شعرك أيها الشعر العربي الكبير».