"عيد المعلم"، كان المناسبة التي بدأ منها في سنوات دراسته الابتدائية، ولأنه لم يستطع أن يحضر لمعلمه هدية يومه العظيم، فاتفق مع زملائه لتكون هديتهم عملاً مسرحياً صغيراً بمثابة هدية غالية للمعلم، وبداية طيبة للطفل الموهوب.
"مصطفى محمد" طفل بطعم الإبداع على الرغم من قلة الموارد إلا أنه صارع ومنذ صغره كل مكامن اليأس ليكون الاسم المسرحي المعروف من خلال ما يقوم به وما يقدمه للمسرح ولشباب جيله من هواة المسرح والتمثيل.
المسرح حياتي اليومية، وحتى كل وقتي وتراني طوال الوقت أسرح بتفكيري بين أشواط أعمالي وأقسامها ومشاهدها، وتراني أسير بشوارع "اللاذقية" أبحث من خلال عيون الناس عن مصدر عمل أو حتى منشأ مشهد لأكون أنا ومن خلال فكرة ما الموصل الحقيقي لهذه الفكرة على أفضل الأماكن بالنسبة لي وهي خشبة المسرح الفقيرة والحاملة لكل هموم من عليها ومن سيأتي إليها
eLatakia التقى يوم الجمعة الموافق لـ24/10/2008 "مصطفى محمد" في موقعه وعلى خشبة المسرح بجامعة "تشرين" على الرغم من تعرضه لوعكة صحية إلا أنه كان على رأس بروفات أعماله.
قال: «المسرح حياتي اليومية، وحتى كل وقتي وتراني طوال الوقت أسرح بتفكيري بين أشواط أعمالي وأقسامها ومشاهدها، وتراني أسير بشوارع "اللاذقية" أبحث من خلال عيون الناس عن مصدر عمل أو حتى منشأ مشهد لأكون أنا ومن خلال فكرة ما الموصل الحقيقي لهذه الفكرة على أفضل الأماكن بالنسبة لي وهي خشبة المسرح الفقيرة والحاملة لكل هموم من عليها ومن سيأتي إليها».
ثم يكمل "محمد" حكايته متحدثاً عن مسيرة حياته وهو ابن السابعة والعشرين: «بدأت من عيد المعلم وحين متابعتي لفيلم الراحل "عبد الحليم حافظ" "أبي فوق الشجرة" ومن خلال مسرحيته الغنائية التي أحببتها، وأتقنت مع مجموعة من الأطفال الذين لم يستطيعوا أن يحضروا هدية عيد المعلم لمعلمهم فقدمنا له هذه المسرحية، وفي معسكر الطلائع أعطاني الأستاذ "سليم زوزو" دوراً في مسرحية، ومع مرور الزمن وخلال المرحلة الإعدادية استطعت ومن خلال المسرح الشبيبي ومع المخرج "سعيد وكيل" أن أكون في فريق عمل مسرحية "الشجرة الطيبة" حيث صادفتني وفي يوم العرض مشكلة صحية واضطررت أن أخضع لعمل جراحي أبعدني عن المشاركة فيه، إلى أن وصلت إلى الصف العاشر ومسرحية "طريق النجوم" ذات الطابع النقدي والكوميدي، والتي طلبت مني لكتابتها وتمثيلها أنا ورفاقي لتقدم أمام مدير التربية آنذاك حيث لاقت إعجاب الجميع وحتى ثقة من أوكل إلينا ولي شخصياً القيام بهذا العمل إخراجاً وتمثيلاً».
الظهور المسرحي الرسمي لـ"مصطفى محمد" كان في أروقة "جامعة تشرين" وهو طالب في كلية الآداب في السنة الرابعة، وعلى يدي المبدع الراحل "محمود القيم" الذي تميز برعايته للشباب المسرحي وإتاحة الفرص لهم للعمل والتمثيل، فكان للـ"محمد" نصيب كبير من رعاية "القيم" بسبب وعيه المسرحي وحبه الكبير لخشبته الموقرة وكل هذا تعلمه من خلال ما مر في مخيلته حين طفولته، إضافة إلى مرافقته للدكتور "محمد إسماعيل بصل" في محاضراته المسرحية وفي بروفات عمله الشهير "حكايا النساء".
فيتابع "مصطفى" ليقول: «أول أعمالي التي تمرنت عليها كان "عالبال يا بحر" تأليف "الياس الحاج" وإخراج "محمود القيم" والذي لم نستطع متابعته بسبب مشكلات تقنية فتابعنا بعمل آخر كان "عالبال يا جبل" أما "عالبال يا بحر" فأنا أعمل هذه الأيام على إعادة إنتاجه من جديد ليكون هدية لائقة إلى روح "محمود القيم" الأستاذ المبدع، وبعدها استمرت الأعمال المسرحية عملاً وراء عمل، حتى عملي الإخراجي الأول "حب المساكين" والذي عرض على خشبة مدرج "الباسل" بجامعة "تشرين"، ومن ثم استفدت من دورة إعداد الممثل التي أشرف عليها الفنان "نضال سيجري" وحصلت على فرصة إخراج عمل ليشارك بأول مهرجان مسرحي فرعي جامعي تقيمه جامعة "تشرين"، فكان العمل "مجنون بالإكراه" الذي حصلت من خلاله وبمدة تحضير دامت شهراً واحداً وبكادر كبير من شبان الدورة، حصلت على المركز الثاني وجائزة أفضل مخرج بالمهرجان».
خبرة وإبداع "محمد" أدى بجمعية "قوس قزح" ومشروع "أطفال سورية" للاستعانة بخبرته وكفاءته للإشراف على الفرقة المسرحية الخاصة بالأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الصف الثالث والثامن، وبالتالي صناعة أطفال لمسرحهم بأيديهم وبإشراف "محمد" نفسه.