تابع موقع eSuweda عمليات تصوير مسلسل "أسمهان" في دار الأمير "حسن الأطرش" في بلدة "عرى" بالسويداء والتقى فريق العمل على مدى ثلاثة أيام بين 7-10 من شهر حزيران 2008 وقد أنجز قرابة 40% من العمل.

شملت مواقع التصوير في المحافظة "المجيمر" و"سليم" إضافة لعرى.

مخرج العمل التونسي "شوقي الماجري" استخدم نظام الكامرتين على غرار السينما، عمد إلى التصوير في الأماكن المفتوحة كما في أعماله، خاصة "الجزء الثاني من إخوة التراب" و"الاجتياح"- والكلام لمساعد المخرج "رائد الأطرش"- استقدم المخرج مصوراً ومدير تصوير بولونيين يقومان بتقنية خاصة للون وشكل الصورة، والمخرج المنفذ "بسام قطيفان" ومهندس الديكور "د. فؤاد دحدوح"، أهالي السويداء استقبلوا فريق العمل بشكل ممتاز وفتحوا بيوتهم مجاناً، وهو ما لفت انتباه فريق العمل السوري والمصري، حيث العمل من إنتاج سوري- مصري مشترك، "فرح ميديا المصرية" التي أنتجت "الملك فاروق" ويتم التصوير في حالياً في "دار الدروز" ومقر حاكم "جبل العرب" حيث تزوجت "أسمهان" الأمير حسن مرة ثانية عام 1939 وقد تم استبدال دار أسمهان في السويداء بدار في السودا بطرطوس أعد العمل كقصة ممدوح الأطرش وكتب العمل في حلقاته الأولى "رفعت الهادي"، وأكمل "قمر الزمان علوش" آخر عشرين حلقة كما قام "نبيل المالح" بإعداد العمل ليكون صالحاً للتصوير.

الأستاذ "فراس إبراهيم" قال: أنهينا مرحلة مهمة جداً من التحضيرات والتسجيلات الموسيقية وبدأنا التصوير اعتباراً من أول شهر أيار أي حوالي 40 يوماً وقد قمنا بالتصوير في تركيا وصورنا هروبهم إلى لبنان وولادة أسمهان على ظهر الباخرة، عملنا بيت العائلة بمصر وحالياً نصور في بيت الأمير حسن بالسويداء.

وأضاف: المسلسل يصور كيف جاءت "أسمهان" وتزوجت، وعلاقتها بالناس وبالفرنسيين والإنكليز وهو زاخر بالتفاصيل.. نحن نسير بمساعدة جميع المحبين لأسمهان ولهذا التراث الجميل وجميع محبي الفن الراقي الجميل! والعمل في عنوانه العريض هو سيرة ذاتية لأسمهان لكننا لم نغرق في بنية السيرة الذاتية، ولكن بعلاقة أسمهان بمن حولها وتأثيرها على من حولها، فقد كانت مؤثرة في الحياة الاجتماعية والسياسية أينما حلت في مصر وسورية ومن خلالها عملنا إضاءة على حياة المجتمع في فترة لم يسبق أن أضيئت بشكل كاف من 1917-1944 والعلاقة الجدلية في حياتها مع الموت مع الحرية مع الماء، وهي علاقة مركبة جداً أردنا أن نعمل على هذه التركيبة والتفاصيل ولكننا لم نغرق بالحدث اليومي.

وأضاف الفنان فراس: لكي نصنع فناً جميلاً يجب أن نستفيد من كل الطاقات الهامة في الوطن العربي والعالم ومسلسلنا صيغة لتعاون هام جداً جداً على الصعيد العربي، فبالإضافة إلى النجوم السوريين مثل "سلاف فواخرجي"، "عابد فهد"، "عبد الحكيم قطيفان" معنا من مصر "يوسف شاهين" و"أحمد شاكر"، "أحمد صيام"، ومن لبنان "فادي إبراهيم" و"ورد الخال" ومجموعة كبيرة من الفنيين على رأسهم المخرج "عبد الله الماجري" من تونس والماكيير "محمد عشوب" من مصر ولا أعتقد أن كل هذه الكوكبة من الفنانين الكبار قادرة حتى لو أرادت أن تفشل العمل!

الماكيير "محمد عشوب" قال: شرف كبير لي أن أقوم بعمل في مسلسل أسمهان الذي يصور حقبة تاريخية لعائلة من أعرق العائلات السورية وهي عائلة الأطرش بما لها من تاريخ أميري نضالي وتاريخ فني تمثل بالفنانة أسمهان والفنان فريد الأطرش الذين جابا العالم عن طريق أغانيهما، والعمل يجسد المسيرة النضالية المشرفة للعائلة ضد المحتلين الفرنسيين، وبالنسبة لي فأنا أكمل مسيرتي في تجسيد الشخصيات التاريخية بداية من "ناصر 65" وأيام "السادات" والماكيير شأنه شأن الرسام يحتاج إلى موهبة وهواية ولا تكفي الدراسة فأنا أقوم بتجسيد شخصية أسمهان على وجه سلاف فواخرجي، وشخصية فؤاد الأطرش على وجه "فراس إبراهيم" و"فريد الأطرش" على وجه الفنان المصري "أحمد شاكر عبد اللطيف" وغيرها من الشخصيات العديدة: "أحمد دياب" في دور "داود"، "حسني يوسف شعبان" في دور "محمد حسنين باشا"، بالاعتماد على الصور والوثائق التاريخية ولفت الفنان إلى تعاون الأهالي معهم فهم ليسوا مشاهدين بل أهل بمعنى الكلمة!

الفنان "عابد فهد" سألناه: هل أنت مرتاح لدورك ومنسجم معه؟!

  • الانسجام يأتي مع أيام التصوير عادة، الفنان يضع تصورات ويضع رؤية للدور بشكل معين تأتي الكاميرا وتأتي الإضاءة وتأتي الملابس وتفاصيل المشاهد والأحداث فتتبلور في النهاية مع هذا التعامل الفني للشخصية التي لها أثر جميل وكبير ولها قراراتها في هذه الفترة.. العمل يتحدث عن أسمهان والأمير حسن له دور كبير في حياة الفنانة أسمهان هذا الطائر الحر الذي غرد في أصقاع الوطن العربي وكان له الفضل في تطور ونجاح هذه الشخصية وإعطائها الحرية، وهذه الحرية هي التي ساعدت أسمهان بقرارها رغم أنها تعشق هذا الرجل، وأسمهان بالنسبة للأمير حسن هي الحب الكبير هذا الحب الذي توج بالعطاء الذي أسفر عن حرية المرأة العظيمة!
  • وحول تعامله مع بيئة "الجبل" قال الفنان: في بداية الأمر بدت اللهجة غريبة لكوني غير معتاد عليها ولكن خلال أيام قليلة تمكنت من أن أحتفظ بموسيقا هذه اللهجة وأصبحت مسألة جميلة وليست بالصعوبة التي تصورتها، لاشك أن شخصية الأمير حسن شخصية مركبة فليس لأحد في الحياة أن يعبر ويترك أثراً كبيراً في تاريخه إلا أن يكون هناك تركيبية وكلمة مركبة، هنا لا تعني معقدة إطلاقاً التركيب هو مجموعة من الأمزجة التي تؤثر وتسيطر على الشخصية من خلال مسارها من خلال يومياتها ومسؤولياتها المسؤوليات أيضاً تحتاج إلى مزاج عال من التعاطي مع كل الأحداث إن كانت اجتماعية أو عاطفية أو سياسية، فهي شخصية غير تقليدية ويجب ألا تكون تقليدية وإلا فلن يكون لها هذا الصدى وهذا التوقيع.. الأمير حسن كان له التوقيع الأخير في تاريخ هذه المنطقة له توقيعه كبطل وكسياسي ولا تخلو الشخصيات من سلبيات السلبيات يجب أن تتضح لكي نرى ما هو إيجابي.. ورداً على سؤال هل تستمر الشخصية حتى نهاية المسلسل قال: الشخصية تستمر حتى النهاية ولو كان المسلسل يتحدث عن الأمير حسن لاختلف السيناريو واختلفت الأحداث.. أسمهان تشكل ثلث حياة الأمير جزءاً من هذه الرباعية الكبيرة. الموضوع الوطني لا يتجزأ وهذه وثيقة تاريخية يجب أن نحترمها ونقدمها كما سطرها التاريخ.

    وحول الجوانب المركبة من شخص الأمير وهل يشبهه؟ يقول: الحكمة في تعامله مع أسمهان عندما أعطاها حريتها ونطق بكلمة: أنت طالق! هو يعلم أن هذا الطلاق لمصلحة أسمهان.. رجل كبير وقرار كبير، من خلال النص هناك فقر في تقديم شخصية الأمير حسن، فهو يحتاج إلى إضاءة، هناك وقائع وله حضور كبير كان يمكن إضاءتها، له تأثير كبير من خلال المادة بين يدي سأحاول أن أجسد ما لم يكتب هناك إضافات ومفروض أن أسمع أي كلمة بالنهاية قد تخدم العمل.

    الفنانة "سلاف فواخرجي": ما الجديد في دورك في شخصية أسمهان؟!

  • هناك الكثير من الأشياء الجديدة وأنا أحرص على أن تكون غنية جداً درامياً، وبالنسبة للدور هناك الكثير من الأشياء الجديدة وإلا لما كنت أخذت الدور، وشخصية أسمهان شخصية مهمة جداً بتاريخ الفن أسطورة من أساطير الغناء ليس فقط على الصعيد الفني وإنما على الصعيد السياسي والفكري شخصية موجودة في الوجدان العربي، فهي بالتأكيد شخصية غنية جداً من الناحية الدرامية ومن يريد أن يعمل شخصية "أسمهان" أو من يريد أن يفهمها يجب أن يفكر فيها بشكل فلسفي وتحليل فلسفي لأنها شخصية صعبة جداً، وأنا والمخرج نركز على فلسفة الشخصية وأعتقد هذا العمل سيعيد أسمهان التي لا أحد يعرفها والناس كلهم لديهم فضول أن يعرفوا قصتها ألغاز حياتها وأسرارها و"الشخصية" مكتوبة بطريقة ذكية جداً وأنا مع أن نعمل السير الذاتية للشخصيات المعروفة بألا تكون بشكل مثالي وأن تكون من لحم ودم، بنفس الوقت الحفاظ على الخط الأحمر لأنها شخصية مهمة موجودة في الموروث الفني والثقافي عند الناس.
  • وتتابع: "أسمهان" تنقلت في بيئات مختلفة وحكت بلهجات مختلفة وطورت نفسها ولهجاتها وحياتها وفنها وثقافتها وهي كانت متعطشة للحياة فكانت تستغل لحظات حياتها للتعلم والاعتقاد والحياة!

    سألتها: هل استطعت أن تجمعي بين شخصية الأميرة بأنفتها وكبريائها وبين شخصية الفنانة الرقيقة والحساسة في تناقضاتها في علاقاتها مع الناس ومع الإنكليز ومع الفرنسيين؟!ّ

  • "كل شيء موجود ولكن ينفذ بطريقة ذكية جداً".
  • وحول مدى رضاها عن دورها قالت: شخصية "اسمهان" مرحلة مهمة جداً في حياتي.

    وحول بيئة الجبل وتفاعلها معها قالت: بيئة الجبل أنا أعرفها من قبل وشعرت بالسعادة لأن الناس استقبلتني بشخصية "أسمهان" بشكل جميل وهو ما قدم لي الدعم!

    أما المخرج المنفذ "بسام قطيفان" فقد أجاب عندما سألناه: هل سينتهي العمل قبل رمضان "لا أضمن!". وحول مطابقة البيئة الفنية قال: نحن نحاول أن نوائم النص على المكان.. وللحقيقة لمسنا جهوداً كبيرة لفريق العمل ونأمل أن يتوج برائعة فنية تليق بهؤلاء الفنانين الكبار وبالفنانة الخالدة "أسمهان" وما تمثله من إرث وطني تاريخي وفني راق.