لا يختلف واقع الزراعة في السلمية عن الواقع الزراعي العام؛ إذ يجمع بينها قواسم مشتركة سواء من ناحية صعوبات تأمين المستلزمات الضرورية أو لجهة معوقات التسويق، ما أدى إلى انخفاض العائد الاقتصادي للفلاح وتعرضه لخسائر مستمرّة نتيجة ارتفاع التكاليف الزراعية، ومن هذا المنطلق قامت مؤسسة الآغا خان بدعم العمل التشاركي للمزارعين، وشجعتهم على عملهم بتقديم القروض، وتوفير الأدوية الزراعية، وتأمين مصادر الطاقة للري، وإقامة المعامل لتحقيق قيمة مضافة لإنتاجهم، ومنها التعاونية الإنتاجية لفلترة وتعبئة زيت الزيتون.

مؤسسة الآغا خان على خط التنمية

يصنف زيت الزيتون السوري كأفضل منتج بالجودة عالمياً بعد الزيت الإسباني والإيطالي، ويصدر إلى العديد من دول العالم، وغالبيته يكون دون معالجة أو فلترة ما يخفض من قيمته وعائداته المالية، من هنا كانت أهمية ترخيص العمل.

من منتجات الجمعية

إنتاجية فلترة الزيت بالسلمية التي تحدث عنها لمدونة وطن "معز القطلبي" مدير الجمعية التعاونية الإنتاجية قائلاً: حصلنا على ترخيص العمل بالإنتاجية لفلترة الزيت بتاريخ 28 نيسان 2024 برقم السجل الصناعي 8، ضمت في عضويتها عدداً من مزارعي الزيتون في "سلمية" وريفها، في محلها الكائن في شارع الأقمشة.

وعن دور مؤسسة الآغا خان في التنمية أضاف "تمام الحاج" 1970، ثانوية، مزارع زيتون، مدير التسوق والمبيعات في التعاونية: قدمت المؤسسة خط إنتاج مجانياً للفلترة تجاوزت كلفته 400 مليون ليرة سورية وبالاعتماد على طاقة بديلة بتكلفة 100 مليون ليرة سورية ومحرك ديزل مع محولة بكلفة 75 مليون وخزانات ترقيد للزيت بكلفة 25 مليون، كما قدمت منحاً داعمة للمزارعين بتأمين صناديق لنقل مواسم الزيتون إلى المعصرة، ومنحاً مادية تغطي تكلفة مواد زراعية للمزارعين من أدوية ومبيدات حشرية منشار كهربائي ومرشات يدوية.

من اليسار رئيس مجلس الإدارة معز القطلبي وتمام الحاج وجانب من مشاركة في السوق الخيري

عمل تشاركي يؤتى ثماره

من الأعلى تمام الحاج وحازم الحموي ونيازي عبدو

أمتلك 200 شجرة زيتون تمتد على مساحة 10 دونمات من الأرض، أجني 50 صفيحة زيتون سنوياً، بحسب المزارع "تمام الحاج" الذي أضاف: في عام 2022 انتسبت للتعاونية الإنتاجية لفلترة زيت الزيتون حباً بالعمل التشاركي ولما له من مردود مادي وفائدة تغطي نفقات موسم الزيتون من فلاحة وأدوية، وري، وجني، وأجور نقل، وتكاليف عصير والجهد الشخصي.

ويقول "الحاج": تم تسوّيق المنتجات في "سلمية" وريفها لأعضاء التعاونية المساهمين والذي بلغ عددهم 320 عضواً من المزارعين، وتعمل التعاونية على استيعاب إنتاج جميع المزارعين في "سلمية" وريفها، وطرحه بعبوات تتراوح سعتها بين 250/500 /750 ميللتراً، وصوغلا إلى تعبئة أحجام أكبر لتر أو2 لتر أو4 لترات، إضافة لصفائح 16 كيلو غراماً مفلتر، وطرحه في السوق المحلي والمحافظات السورية والتعاقد مع وكلاء في المحافظات كالساحل السوري و"دمشق" و"حمص" و"حلب"، ما يضع المادة في متناول جميع شرائح المجتمع حتى الفقيرة منها كما لدينا عقود تسويق إلى "لبنان" و"بلجيكا" و"العراق"، ولكنها مؤجلة بسبب الظروف التي تمر بها "سوريا.

إنتاج زيت مطابق للشروط والمواصفات العالمية

بعد استلام زيت الزيتون من المزارعين المساهمين، وبعد اختباره ومطابقته للشروط النظامية (أسيد وبروكسيد وخلوه من الغش) يفرغ الزيت في خزانات للترقيد لمدة 10 أيام صيفاً و15 يوماً شتاءً، ثم ينتقل الى جهاز الفلترة، وبعدها ينتقل إلى خزانات التعبئة ثم إلى خط التعبئة النهائي في عبوات ذات سعات مختلفة، وفي النهاية تجمع الرواسب من الحوض الأول ليصنع منها الصابون، وتم اعتماد مركز في "سلمية" لتسويق الزيت والصابون المضاف إليه زيوت طبية وعطرية ذات أحجام متنوعة.

وأشار "حازم الحموي" 1981 بكالوريوس تمريض ومزارع زيتون إلى امتلاكه حقلاً بمساحة الأرض 24 دونماً يضم 400 شجرة زيتون يجني منها 300 صفيحة سنوياً.

ويتابع حديثه: كنت أعاني من التسويق بسبب ارتفاع الأسعار وعدم قدرة المستهلك على الشراء، والسبب ارتفاع التكلفة من حيث الأدوية والفلاحة وأجور العمال وأجور النقل، والأرض المروية تكلفتها عالية، بسبب ارتفاع المحروقات، ولكن بعد انتسابي للتعاونية أصبحت هذه الأمور ميسرة وأسهل وتعود عليّ بالأرباح تكفي لتغطية تكاليف الإنتاج والعيش الكريم.

وقال نيازي عبدو 1976 ثانوية عامة ومزارع زيتون: أمتلك مساحة 8 دونمات فيها 130 شجرة بعل، ومروي، ويتراوح الإنتاج السنوي بين 15 و20 صفيحة زيت، ولإيماني بالعمل التعاوني بادرت بالانضمام للتعاونية منذ تأسيسها، إضافة للفائدة والمردود المادي، ولا سيما أنني تخلصت من الاستغلال المادي سابقاً، وحققت لي العدالة والفائدة.

عروض تسويقية تدعم منتجات التعاونية

أضاف "وائل عبود" مدير صالة تعاونية التبادل التجاري في "سلمية": بدأت قيمة المنتجات المعروضة بعشرة ملايين ليرة سورية، حسب المبيع للترويج للمنتجات، لبت حاجة السوق المحلية، وتسويق سعة أربع ليترات لـ"الإمارات"، وكسب المنتج ثقة الجميع لإشراف مؤسسة الآغا خان عليه، ولقد تماشى السعر حسب الأوضاع السابقة واللاحقة للظروف من ارتفاع وانخفاض السعر وبحسب السوق، إضافة إلى تسويق الصابون بقوالب جديدة وجميلة ومتنوعة، إضافة لتقديم عروض تسويق أسوة بمراكز عرض الماركات من منتجات متنوعة على الساحة».

وختاماً نتيجة عملية فلترة الزيت بالمنشأة حصلنا على أجود زيت سوري أثبت جدارته عالمياً فبعد التحليل في "حماة" ضمن مخابر معتمدة نظامياً، ومقارنته بالزيوت المصنفة عالمياً بالجودة، صنف الثالث عالمياً وفق المواصفات التالية: نسبة الحموضة 2%، البروكسيد 20% من مكافئ 0كيلو غرام، أما المحتويات (دهون 22%، دهون مشبعة 10%، دهون أحادية مشبعة 1غرام، الكوليسترول 0%،الصوديوم0%، كربوهيدرات0%، البروتين0%).