تعدّ النبعة السوداء إحدى أهم الينابيع في منطقة "الجواديّة"، لها عديد الفوائد، وأهمية كبيرة، خاصة في الماضي، فهي التي سقت مساحات كثيرة من الخضار والفواكه والمحاصيل، إلى جانب جذبها للزوار والضيوف من مختلف مناطق المحافظة.

مكانة تاريخية

تلك النبعة لها قصص جميلة وذكريات من الماضي ما فارقت ذاكرة أجيال ذلك الزمن، ويبقى للسبعيني "خلف رقية" من أهالي المنطقة، أحد كبار السن في المنطقة حالياً ومن يحفظ الأكثر عن النبعة السوداء، فيقول عنها: «أنا من اهالي قرية "طيب" المجاورة لموقع النبعة، تأسست قريي عام 1930، ومع تأسيس القرية كانت النبعة موجودة، ويقال بأن عمرها جاوز المائة عام، فقد روى عنها ووالدي وجدي، ولم يكن يعلموا بدقة ولادتها في المنطقة، والمعلومة الأهم عن هذه النبعة، بأنها وعلى الرغم من عمرها الطويل في العطاء، فلم يؤكد أحد بأنها جفت في يوم من الأيام، وكل من عاشها وعاصرها، أشار إلى تدفق المياه فيها بشكل دائم، أمّا بالنسبة لتسميتها بهذا الاسم، لأنّ شكل المياه مائلة للسواد، فسميت بالنبعة السوداء، ومن مزاياها بالمقارنة مع باقي ينابيع المنطقة، فهي كبيرة نوعاً، وبذلك تكون المياه كثيرة، والمياه تعتبر مناسبة وممتازة بشكل خاص لتجهيز الشاي، مع مرور الأيام والسنين حافظت النبعة على وجودها ومكانتها حتّى تاريخنا هذا».

اعتبرها من أجمل الاماكن السياحيّة والترفيهيّة، الينابيع بشكل عام تكون عامل جذب للأهالي، لكن بالنسبة للنبعة السوداء، تملك مزايا أخرى، منها وجود الأشجار والخضار والطبيعة الساحرة حولها، لذلك هي مكان ملائم جداً لقضاء أوقات للاستجمام والراحة على جنباتها، لذلك تكون لنا زيارات شبه دائمة إليها

الخير والعطاء

النبعة السوداء سقت مئات الأشجار المختلفة، ومساحات كثيرة من مختلف المحاصيل الصيفيّة والشتويّة، وكانت لها الفضل في سقاية ورعاية الخضار والفواكه، بالإضافة إلى مساهمتها بطحن الحبوب من خلال تغذية المطاحن المائية بالمياه، وهو ما أضافه "خلف".

فقد أكّد "خلف" بأن السنوات البعيدة كانت تشهد وجود مطاحن مائية في المنطقة، منها مطحنة مائية بجانب النبعة، وكانت السبب لبناء تلك المطحنة والتي ساهمت بطحن الحبوب لسنين طويلة، ويضيف: «كنّا نستفيد من النبعة بزراعة القطن والقمح والشعير والسمسم، حتّى زراعة الرز، مع سقاية شجار التفاح والرمان والمشمش، بما في ذلك البصل، وهذا الامر استمر فترة طويلة، وحالياً نكتفي بزراعة بعض المحاصيل الشتوية والخضار، طبعاً هذا الأمر لم يقتصر على أبناء قريتنا، بل كانت الفائجة تعم للقرى المجاورة أيضاً، فقد كانت مياهها غزيزة جداً قبل عدة سنوات، بصراحة أكثر نحن أبناء القرية وحتّى القرى الاخرى وكل من استفد من عطايا وخيرات هذه النبعة، نتذكرها ونذكر من قدمته للأجيال اللاحقة والتي لم تعاصر قيمتها الكبيرة، فلا يمكن نسيان عظيم الفوائد لنبعتنا، وسعادتنا أنها حتّى اللحظة محط الإعجاب والرواد والضيوف».

طبيعة جاذبة

"محمد مجيد" من أهالي المنطقة، ومقيم حالياً في مدينة "القامشلي" يتحدث عن تواصله الدائم مع النبعة، من خلال حديثه التالي: «اعتبرها من أجمل الاماكن السياحيّة والترفيهيّة، الينابيع بشكل عام تكون عامل جذب للأهالي، لكن بالنسبة للنبعة السوداء، تملك مزايا أخرى، منها وجود الأشجار والخضار والطبيعة الساحرة حولها، لذلك هي مكان ملائم جداً لقضاء أوقات للاستجمام والراحة على جنباتها، لذلك تكون لنا زيارات شبه دائمة إليها».

محمد مجيد

"محمود حسكو" يرافق عدداً من شباب "مدينة "القامشلي" إلى موقع النبعة، فقد سمع بها وتاق لمشاهدتها عن قرب، ماذا قال عن تفاصيل زيارته: «سمعتُ عن جمالها وتميزها، فكان القرار بأن نتجه صوبها، لتناول الطعام والشراب وقضا عدد من الساعات عندها، حقاً كانت زيارة هادئة وطيبة وممتعة، لذلك تم تكرارها بأن كانت الرحلة عائلية، هي مكان مناسب جداً للسيران، تمتاز بالهدوء، وكل ما حولها جميل، طبعاً لكل ما ذكر، تعد النبعة وجهة عدد كبير من أهالي المنطقة وضيوفها».

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 16 أيلول 2023 زارت النبعة وأجرت اللقاءات السابقة.

بلدة الجوادية