استطاع أن يجمع في ألحانه تلوينات بيئته وثقافاتها المتعددة ، ويقدمها بأسلوب بسيط، لتكون قريبة من الناس، ومن روح المنطقة وبيئتها، المغني "ريناس اليوسف" الذي نشأ في منطقة "القامشلي" الملوّنة ببيئتها ولغاتها "اليوسف" الذي تعلم الغناء على يد عمه، ومن ثم صقل موهبته بالدراسة الموسيقية في عدة معاهد خاصة.

المزج اللحني

يجيد "ريناس اليوسف" العديد من أشكال الغناء لاسيما أغاني منطقة الجزيرة السورية منها "المردلي" و "الفراتي" ويغلب على مسيرته الفنية الغناء الكردي، وفي جعبته ألحان خاصة به، ممزوجة بتلوينات بيئته، ونستطيع القول إنها ألحان من روح المنطقة، وفي ذات الوقت ابتعد عن المزج الفاضح، والذي لا يخدم الشرقية عامة، والكردية خاصة، وهنا يردف قائلاً: «إذا أخذنا الموسيقا العربية فنجد العديد من التجارب المزج منها تجربة الموسيقار "محمد عبد الوهاب" مثالاً وتجربة "الأخوين رحباني" وغيرها، أني لا أجد أي ضرر للموسيقا العربية في هذه الطريقة من المزج، إنما الضرر هو في المزج العشوائي عبر إدخال الألات الغربية التي لا تخدم موسيقانا، ومنها الكهربائية والإلكترونية إلى حقل آلاتنا الموسيقية، وكذلك المفاتيح والقفلات الغربية حيث يكون الناتج هجيناً من دون هوية، ولابد أن أذكر هنا تجربة المغني السوري الكردي "جوان حاجو" الذي استعمل بعض الآلات الغربية في موسيقاه، ولكن بشكل مدروس والجمل الشرقية فيها واضحة، ومن خلاله يمكن القول بأن بعض الآلات أيضاً يمكن أن نضعها في خدمة موسيقانا».

بأدائه لعدة ألوان غنائية سورية يبرهن الفنان "ريناس اليوسف" بأنه متمكن من أدواته، عبر المساحة الصوتية لديه وألحانه الجميلة، ويسجل له بأنه يؤدي الأغاني التراثية بكل صدق وأمانة في ظل هذا الصخب والتشويه الذي نعيشه هذه الأيام

أصالة التراث

اهتم في مسيرته بالغناء التراثي، لا بلغته الأم فحسب، بل غنى من التراث الفراتي والمردلي والساحلي، وذلك من مشاركاته مع الفرق المختلفة مثل فرقة "نارين" وفرقة "خلات" في "القامشلي" بين عامي ٢٠٠٤ و ٢٠٠٩ ومن ثم فرقة "ازادي" وفرقة "آشتي" وفرقة "التراث السوري للموسيقا" والعديد من المهرجات برعاية وزارة الثقافة بدمشق، كمهرجان قوس قزح سورية على دار الأوبرا ومجمع دمر الثقافي، ومهرجان الأغنية الفراتية، ومهرجان الأغنية التراثية السورية في "قصر العظم".

على مسرح مجمع دمر

وعن أهمية التراث وتأثيراته يضيف: «مؤخراً عاد التراث إلى الواجهة الثقافية نوعاً ما عبر بعض المهرجانات والنشاطات، وحتى بعض الفرق الشبابية، ولكن البعض منها تقدم التراث بصورة محّورة بعيداً عن نقائه الأصلي، وهي صورة لا تشكل حفاظاً ولا تطوراً، ينبغي أن يكون هناك حرص شديد على أداء التراث وتقديمه بكل أمانة يحفظ لها مقوماتها الجمالية بعيدة عن أي تحريف، وطالما بالمقابل هناك من يؤدي التراث الغنائي بحكمة وبصيرة من منطلق ثقافي متوازن فأعتقد لا خوف على تراثنا في الشرق، فليس للتجديد الموسيقي حدود تكبل خيال الفنان لأن لغة الموسيقا بطبيعتها مرنة، وليس أوفق من التجديد على اسس موضوعية، وهنا يجب أن يحفظ التراث بشكل متقن وكما هو عندها لا خطورة على استلهامه أو إعادة صياغته برؤية جديدة، ويضيف: هناك وسائل متعددة للتعامل مع التراث تربط بين القديم والجديد منها تشجيع التأليف الموسيقي الجديد على أساس جوهر ومقومات التراث واستلهام الألحان التراثية في مؤلفات ذات صياغة وإطار خارجي جديد، إعادة صياغة بعض المقطوعات التراثية وذلك بلغة موسيقية جديدة مع الاحتفاظ بالشكل الخارجي والإطار العام للمقطوعة، ولكن كل ذلك بعد حفظ وأرشفة الموسيقا والغناء التراثي كما هو بعيداً عن التشويه عندها لاخوف أبداً على تراثنا».

ألوان غنائية

يقول "اليوسف" عن تأثير الفنان بالبيئة: «البيئة منبع يستمد الموسيقي أو المغني ألحانه، والابتكار إبداع اللحن نغماً وإيقاعاً، والأسلوب بصمات الفنان وملامح شخصيته، بشكل عام الفن ظاهرة تعبيرية جمالية ملازمة لمختلف أطوار الوجود الاجتماعي، ومن ثم إن الفن إجمالاً منفعل بانفعال الإنسان بالبيئة الطبيعية من حوله، والبيئة الاجتماعية التي يتحرك ضمن دائرتها، متأثراً بكل ما يطبع هذه البيئة أو تلك من سمات ومميزات».

مع الفرقة الموسيقية

الموسيقي والملحن "جمو سعيد" يقول: «بأدائه لعدة ألوان غنائية سورية يبرهن الفنان "ريناس اليوسف" بأنه متمكن من أدواته، عبر المساحة الصوتية لديه وألحانه الجميلة، ويسجل له بأنه يؤدي الأغاني التراثية بكل صدق وأمانة في ظل هذا الصخب والتشويه الذي نعيشه هذه الأيام».

وبدوره يقول المهندس "محمود مارديني" المتابع لنشاطات "اليوسف": «له حضور جذاب على المسرح، كما يحاول أن يكتب القصيدة لاسيما التي تخدم ألحانه، وهو شخص بسيط، محب، وحبه للتراث الغنائي السوري ليس دليلاً إلا على محبته لبلده وتأثره الشديد يتراث بيئته.

الموسيقي جمو سعيد

يشار أن "ريناس اليوسف" من مواليد القامشلي عام 1987 وفي رصيده العديد من الأغاني الخاصة به، من كلماته وألحانه، وتم تصوير بعضها بطريقة فيديو كليب، منها أغنيتي باللغة الكردية وأغنية باللغة العربية.