من شارعه الحلبي القديم "قنطرة الجديدة" بدأت موهبته الكروية تتفتح وبشكل مميز وملفت مع أبناء حيه، وقاد فريق مدرسته الابتدائية "سليمان خاطر" إلى نيل بطولة المدارس على مستوى المحافظة.
لعب الكابتن "عبادة السيد" لنادي الأهلي وللمنتخب الوطني وتدرج بكافة فئاته وصولاً للرجال، وختم مشواره كمدرب ناجح صقل موهبته بدورات عالية المستوى.
مشوار الملاعب
موقع "مدونة وطن eSyria" حاور لاعب وكابتن كرة نادي الأهلي سابقاً والمدرب الحالي في صفوف النادي أثناء تواجده بإحدى الحصص التدريبية للصغار، ليحدثنا عن مسيرته التي امتدت على مدار أكثر من ربع قرن قضاها بالملاعب ما بين لاعب دولي ومدرب قدير.
يقول "السيد": "منذ صغري كنت مولعاً كثيراً بحب كرة القدم وتشجيع "نادي الأهلي" الاتحاد سابقاً، وبمساعي عمي "إبراهيم السيد" الذي اصطحبني وضمني لنادي الأهلي للصغار للعب تحت قيادة المدرب "سعد قرقناوي"، وتابعت مسيرتي في النادي بفريق الأشبال مع المدرب "محمد ديبو دياب"، ثم لعبت لموسمين بفريق الناشئين تحت قيادة الكابتن "عمار أيوبي" ونلنا معه البطولة لموسمين، ومن بعدها لعبت لفريق الشباب ونلنا مع الكابتن "عمار" أيضاً بطولة دوري الشباب بعد أن فزنا في المباراة النهائية على "فريق الكرامة" بهدفين".
ويتابع "السيد": "تم ضمي للعب في صفوف المنتخب الوطني للناشئين في نهائيات آسيا، ومن بعده لعبت لمنتخب الشباب الذي تأهل لنهائيات كأس العالم تحت قيادة الكابتن "كيفورك مارديكيان"، وتابعت مشواري في الملاعب الدولية باللعب للمنتخب الأولمبي تحت قيادة المدرب العراقي "أنور جسام" واللعب ضد "البحرين واليابان وقطر"، وأيضاً تحت قيادة الكابتن "ياسر السباعي" في "فيتنام".
استحضار البطولات
ونظراً لتألقه أثناء مباراة نهائي الكأس بين فريقي "الأهلي وتشرين" والتي انتهت بفوز فريقه بثلاثة من دون مقابل ونيل الكأس، تم استدعاؤه من مدرب منتخب "سورية" للرجال اليوغسلافي "غوربا" للالتحاق بصفوف المنتخب الأول، وشارك المنتخب بمناسبة افتتاح المدينة الأولمبية بـ"الصين" ولعب ضد منتخبات "إيران وليبيا والعراق والأردن".
ويستذكر الكابتن "السيد" أيامه الجميلة مع ناديه الأم الأهلي قائلاً: "انتقلت إلى فريق الرجال مبكراً ولعبت موسم ٢٠٠٤ ثماني مباريات للفريق مع المدرب المصري بوقتها الراحل "أبو رجيلة"، وفي الموسم الذي تلاه ٢٠٠٥ نلنا لقب الدوري والكأس مع الكابتن "ياسر السباعي"، وكأس الجمهورية موسم ٢٠٠٦ مع الكابتن "حسين عفش"، وكأس الاتحاد الآسيوي مع المدرب الروماني "تيتا فاليرو" بعد فوزنا بالمباراة الشهيرة على فريق "القادسية" الكويتي موسم ٢٠١٠، ونلنا بعدها لقب دورة "الجزيرة" الإماراتي موسم ٢٠١١، وختام البطولات التي شاركت بها مع النادي كان موسم ٢٠١١، ونيل لقب كأس الجمهورية بعد فوزنا على فريق "الوثبة" بثلاثة مقابل واحد".
مباريات للذكرى
ومن أجمل المباريات التي لعبها كما يقول الكابتن "السيد": "كانت أمام فريق الكرامة والفوز بتلك المباراة التاريخية، والتي اعتبرت واحدة من أجمل المباريات الآسيوية، حيث فزنا بثلاثة مقابل اثنين بعد أن كان فريقنا متأخراً بهدفين من دون مقابل أمام جمهور قدر بـ خمسين ألفاً، أما على صعيد المنتخب الوطني فكانت أمام منتخب "العراق" وفيها تعادلنا من دون أهداف، ونلت لقب أفضل لاعب محلي بخط الوسط موسم ٢٠٠٧، وبسبب تعرضي لإصابة قاسية أنهيت مشواري كلاعب في أرض الملعب وأعلنت بعدها اعتزالي اللعب بشكل نهائي".
ميادين التدريب
عشقه الكبير للكرة دفع الكابتن "عبادة" لمواصلة مشواره في الملاعب كمدرب، وصقل ذاته بعدة دورات تدريبية متلاحقة عالية المستوى ونال شهادة "A" تحت إشراف المدرب "مهند الفقير"، وبدأ مشواره في عالم التدريب متدرجاً بالفئات العمرية بناديه موسم ٢٠١٣ بفريق الشباب مع المدرب "عمار أيوبي"، ومن بعده مع فريقي الأشبال والناشئين، وكلف بموسم ٢٠١٩ بتدريب شباب "نادي الأهلي" ومساعدة الكابتن "أحمد هواش" بقيادة فريق الرجال، ومع الكابتن "حسين عفش" في فريقيّ "حطين والجيش"، وأخيراً هذا الموسم كان مع الكابتن "حسين عفش" بتدريب نادي "الأهلي" ونال معه لقب الوصافة خلف فريق "الفتوة" البطل.
شهادات كروية
المدرب الوطني "عبد اللطيف مقرش" يقول: "الكابتن "عبادة" لاعب من طراز الكبار لديه الكثير من المهارات كلاعب خط وسط، قمت بتدريبه بفئة الناشئين، ونلنا معاً بطولة الدوري بعد فوزنا على فريق الكرامة بخمسة مقابل اثنين وكنا نلعب بعشرة لاعبين.. هو لاعب فنان وممتع بأرض الملعب وله تاريخ وإنجازات وبطولات، وقد أبعدته الإصابة مبكراً عن الملاعب وحسناً فعل بالتوجه لميادين التدريب وصقل ذاته بدورات عالية المستوى، وأتوقع له مستقبلاً وناجحاً في عالم التدريب مثلما كان نجماً في الملاعب".
أما زميله اللاعب الدولي السابق "محمد الحسن" يقول: "تربطني بالكابتن "عبادة" علاقة وثيقة وذكريات جميلة، لعبنا معاً في فترة واحدة بفريق "الأهلي" ونلنا ألقاباً عديدة ومن أهمها كأس الاتحاد الأسيوي موسم ٢٠١٠، كان نجماً موهوباً، وهو مدربٌ مجتهد ومكسبٌ لمن يدربهم من جيل الشباب، يمتاز بمعلوماته وخبرته التي اكتسبها على مدار ربع قرن".
ويقول الصحفي الرياضي"علي رضا": "عملنا أنا والكابتن "عبادة" بالموسم المنصرم معاً، وكنت شاهد عيان على عمله بفريق الرجال.. هو مدرب خلوق ومحبوب من جميع اللاعبين ومخلص ووفي لمهامه لأبعد الحدود، يحضر للحصة التدريبية قبل ساعة من الموعد، وينفذ تمارينه بمنتهى الدقة والانضباط حتى آخر لحظة من زمن الحصة، خرّج عدداً كبيراً من اللاعبين الواعدين ويدير أكاديمية خاصة للمواهب التي يتوقع لها مستقبلاً باهراً".
تم إجراء اللقاءات والتصوير داخل أكاديمية الأهلي بتاريخ الرابع عشر من شهر حزيران لعام ٢٠٢٣.