قامة علمية وتعليمية، اختار مجال الكيمياء حتى أصبح اسمه علامة فارقة كمحاضر جامعي وباحث أكاديمي، له حوالي مئة من المقالات المنشورة في مجلات علمية محكمة، كما شارك في ترجمة وتأليف عدة كتب في الكيمياء.

في الكيمياء

"مدونة وطن" تواصلت مع د."فاروق قنديل" وعن ميله لمجال الكيمياء واختصاصه بالكيمياء العضوية (الاصطناع العضوي) يقول: «أحببت الكيمياء لأن حياتنا تعتمد عليها وخاصةً الكيمياء العضوية التي تدخل في استخداماتنا اليومية، فالأغذية بالأساس هي مركبات عضوية، كما نستخدم المنتجات التي تشكل الكيمياء العضوية أساساً لها مثل (الأدوية، المنظفات، الدهانات، المشتقات البترولية، السلع البلاستيكية، الأنسجة الاصطناعية، مستحضرات التجميل والعطور).. بدأت الكيمياء باسم الكيمياء العضوية لأن المركبات الأولى التي تعرف إليها الإنسان كانت من مصدر حيوي، تستخرج من أعضاء الكائنات الحية والتي يجب أن تحتوي على عنصر الكربون أي الفحم، ولذلك أطلق عليها سابقاً اسم كيمياء الكربون، أما الآن يطلق عليها اسم الكيمياء العضوية وهي تدرس المركبات التي أساسها الكربون ويتجاوز عددها 35 مليون مركب، أما عدد المركبات اللا عضوية يصل إلى بضعة ملايين فقط».

تابعت التواصل معه حتى بعد انتقاله إلى جامعة "دمشق" حيث تربطنا علاقة علمية مميزة في التشاور العلمي وكان في معظم الأحيان عضواً في لجان الحكم عند تخريج طلابي في مرحلة الماجستير والدكتوراه

الرحلة الأكاديمية

حصل الدكتور "قنديل" على الدكتوراه في الكيمياء من "موسكو الحكومية" عام 1972 وحول ذلك يقول: «كان موضوع أطروحة الدكتوراه الخاصة بي هو "الاصطناع العضوي" وموضوع البحث العلمي (التريبتيسين ومشتقاته وتطبيقاتها في الاصطناع الدوائي)، حيث أوفدت إلى جامعة "موسكو" الحكومية وحصلت على الدكتوراه، وعملت عام 1967 معيداً ثم محاضراً في كلية العلوم بـ"حلب" منذ عام 1972 وحتى 1977، ثم تم إيفادي إلى "الاتحاد السوفييتي" السابق عام 1980بمهمة علمية أنجزت خلالها بحثاً نشر في مجلة المركبات الحلقية غير المتجانسة، كما أوفدت إلى "الولايات المتحدة الأميركية" 1981-1982 بمهمة علمية لمدة عام أنجزت خلالها بحثاً علمياً نشر في مجلة

من مناقشة أحد رسائل الدراسات العليا

"Chem.communs"، وأرسلت رسالة للنشر في مجلة جامعة "تكساس "13C-NMR Spectroscopy"، ثم انتقلت إلى جامعة "دمشق" حيث عملت أستاذاً مساعداً منذ عام 1986، نشرت حتى اليوم خمسة وتسعين مقالاً علمياً في مجلات علمية محكمة، وعندما ينهي طلاب الدكتوراه والماجستير الذين أشرف عليهم كتابة أطروحاتهم وهم 3 طلاب دكتوراه و7 ماجستير تصبح 110 مقالات، حيث يبلغ عدد طلاب الماجستير والدكتوراه الذين أشرفت عليهم منذ بداية عملي حتى اليوم 37 طالباً».

مؤلفات

تتجاوز سنوات خبرة الدكتور "قنديل" كمحاضر جامعي 51 عاماً درّس خلالها في كل من جامعات "دمشق"، "حلب"، "الفرات" و"الجامعة الدولية الخاصة للعلوم والتكنولوجيا"، يعتبر رسالته التربوية مرتبطة بالمعاملة الأبوية مع حفظ المسافة التي تريح الطالب نفسياً ثم إيصال المعلومة، شارك بترجمة ثلاثة كتب كيمياء عضوية من الإنكليزية، وشارك في تأليف تسعة كتب لطلاب الطب في الكيمياء العضوية وكتاب الكيمياء لطلاب التحضيرية في الكليات الطبية، ويشارك الآن في تأليف كتاب الكيمياء العضوية الفيزيائية للسنة الرابعة، كتب العديد من المقالات الكيميائية بتكليف من "هيئة الموسوعة العربية"، وشارك في تأليف تسعة كتب في الكيمياء لطلاب العاشر والحادي عشر والثاني عشر لصالح "المركز الوطني للمتميزين"، كما شارك في تأليف كتب في الكيمياء لصفوف العاشر والحادي عشر والثاني عشر والتاسع والثامن والسابع (كتاب الطالب، دليل المعلم، دليل الأنشطة) لصالح وزارة التربية.

من الشهادات الحاصل عليها

صداقة افتراضية

أنشأ "قنديل" صفحة بعنوان "جامعة دمشق ملتقى أصدقاء العضوية" على "فيس بوك" عنها يقول: «حملت في الصفحة 46 كتاباً منها ساهمت في ترجمتها وأخرى ساهمت في تأليفها وتتضمن تقنيات تستخدم في توصيف المركبات الكيميائية التي يتم تحضيرها في المخابر ومراجع عضوية عربية وإنكليزية وهي من أمهات الكتب المراجع في هذه، يستفيد من الصفحة طلابنا في الكيمياء العضوية وبلغ عدد زوار الصفحة 4000 زائر».

وحول ظروف البحث العلمي وأهميته يطالب "قنديل" المعنيين في وزارة التعليم العالي ورئاسة جامعة دمشق، تفعيل إيفاد مهمات البحث العلمي لتحديث توجهات البحث العلمي في كليات الجامعة، ونشرها وإفادة الجميع منها.

آراء أكاديمية

من جهته الدكتور "أسامة ضبيط" محاضر في الكيمياء العضوية، كلية العلوم في جامعة "حلب" يقول: «عرفت الدكتور "فاروق قنديل" منذ عودتي من الإيفاد من "بريطانيا" عام 1980 إلى جامعة "حلب" قسم الكيمياء، كنت محظوظاً علمياً بشكلٍ كبير إذ استوعبني في مخابر الكيمياء العضوية وأرشدني لأن أكون مُدرساً وباحثاً متميزاً منذ بداياتي».

ويضيف: «يتميز "قنديل" بأسلوبه العلمي والتدريسي في تدريس مقررات الكيمياء العضوية، ويُعد نفسه مسؤولاً عن الطالب محاولاً دائماً ومهما بذل من جهد لإيصال المعلومة الصحيحة، وكان محبوباً من جميع الطلاب وكانت محاضراته مشوقة وترك ذكرى علمية وأخلاقية عند جميع طلابه، وقد تخرّج على يده عدد كبير من طلاب الماجستير والدكتوراه الذين أصبح بعضهم زملاء لنا».

ويتابع بقوله: «تابعت التواصل معه حتى بعد انتقاله إلى جامعة "دمشق" حيث تربطنا علاقة علمية مميزة في التشاور العلمي وكان في معظم الأحيان عضواً في لجان الحكم عند تخريج طلابي في مرحلة الماجستير والدكتوراه».

بدوره الدكتور "عدنان شحادة" المحاضر في كلية العلوم "جامعة دمشق" يرى أن سيرة الدكتور "قنديل" هي خير شاهد على عطائه في المجالين العلمي والتعليمي ومشهود تعاونه مع زملائه وحرصه على طلابه، إضافة إلى إنجازه أبحاثاً ودراسات متخصصه، وتأليفه لعدد من الكتب التدريسية في مجال الكيمياء العضوية تُدرس في جامعتي "دمشق" و"حلب".

نشير إلى أن د. الباحث "فاروق قنديل" الحاصل على الإجازة في العلوم الكيميائية والفيزيائية "دمشق"، ولد في "سمخ- طبريا- فلسطين" عام 1939، وشارك في أعمال اللجنة الاستشارية في هيئة الطاقة الذرية، وقيّم ما لا يقل عن 60 مقالة علمية، وهو عضو في اللجنة المركزية للأولمبياد العلمي السوري، وشارك في وضع المعايير الوطنية لمنهاج الكيمياء للمركز الوطني للمتميزين ومنهاج الكيمياء في وزارة التربية.