إلى الغرب من مدينة "سلمية" وعلى طريق المساكن الغربية، تقع "طاحونة المعبد" التي تؤكد بعض الآراء والدراسات أنها كانت تعمل بقوة مياه قناة "العاشق"، وتأتي أهميتها من تلبية حاجة السكان في هذه المنطقة من المياه، واستخدامها أيضاً في إنتاج كميات ضخمة من الطحين تصل إلى عدة أطنان في اليوم الواحد.

آراء ووصف

يقول الآثاري "سليم الحموي" من شعبة الآثار في "سلمية" في حديثه لمدونة وطن : << تتوفر لدينا دراسة تاريخية، ووصف سريع منقول عن الباحث الألماني "هارت مان" الذي زار المنطقة في بدايات القرن العشرين، ووصف طاحونة المعبد بقوله: << هناك حجارة كبيرة نقشت عليها كتابات تشبه الطلاسم، وعمودان من البازلت مؤلفان من عدة قطع ولهما تيجان كورنثية الطراز، وعلى عامودين آخرين نقشت كتابات يونانية وعربية كوفية غير واضحة >>.

"الفرقانية"

بدوره يقول الباحث التاريخي "أمين قداحة" لمدونة وطن عن طاحونة المعبد: << من المحتمل أن سكان المشرق العربي هم أول من ابتدع الطاحونة المائية، مستفيدين من قوة الماء المنحدر من المرتفعات والأنهار والمجاري المائية الأخرى، فقد استخدم القدماء أنواعاً مختلفة من الطواحين المائية، أساسها أن تدار بعجلة أو (دولاب) خشبي بقوة الماء المندفعة نحو مسنناتها الخارجية، محركة بدورها أحجار الطاحونة دون أي جهد إنساني أو حيواني، وتختلف هذه الطواحين بشكل أساسي حسب ضخامتها وشكل (دولابها) المتحرك بقوة الماء وكيفية تركيبه في الطاحون أفقياً أو عمودياً، لكن أهم ميزة لهذه الطواحين هي إمكانية إنتاج كميات ضخمة من الطحين تصل إلى عدة أطنان للطاحونة الواحدة في اليوم، وهذا يدلنا على أهمية المنطقة التي تخدمها الطاحونة المائية وعلى كثافة السكان في هذه المنطقة هذا النموذج من الطواحين ينطبق على طاحونة المعبد المعروفة (الفرقانية) >>.

الآثاري سليم الحموي

قناة العاشق

الباحث التاريخي أمين قداحة

ويشير الباحث "قداحة" إلى أنه ورغم أن هناك بعض الآراء التي ترى أن هذه الطاحونة كانت مركبة على قناة تدعى باسمها، إلا أن معظم الدراسات تؤكد أنها كانت تعمل بقوة مياه قناة العاشق (قناة سلمية)، ويؤكد ذلك العقد الذي يوثق بيع قطعة أرض هذه الطاحون وهو يعود لعام 988 هجرية، 1580 ميلادية.

أجري هذا اللقاء في 5 حزيران 2022.