رفدت الأديبة "رواد ابراهيم" مكتبتها الشخصية خلال عقود من الزمن، بمجموعات متنوعة من الكتب القيمة التي ضمت عناوين ومؤلفات تندرج ضمن موضوعات أدبية وتاريخية، وأثرتها تدريجياً خلال مسيرة طويلة في عالم الإبداع الأدبي والثقافي.

أكثر من 3000 كتاب

تتنوع مكتبتها بين الأدب والفلسفة وعلم الاجتماع والتاريخ، ولديها مجموعات لكتّاب مثل "غبرييل ماركيز" وكتب "قصة الحضارة" 22 جزءاً وكتب "زافون"، تقول الأديبة والكاتبة "رواد ابراهيم": «مكتبتي متنوعة جداً فيها حوالي 3000 كتاب ومرجع وأكثر، ومن أهم المجموعات ضمن رفوفها سلسلة من 5 أجزاء عن الآثار السورية، وعن التسلسل التاريخي للأماكن الأثرية في "سورية"، اقتنيتها منذ 15 سنة تقريباً، وكتبي ضمن مكتبتي الخاصة هي بمنزلة مجموعة كبيرة من أصدقاء حولي دائماً، ولا أستطيع الاستغناء عنها، فهي تؤنسني باستمرار، وأعيش حتى مع شخصيات كتبي وأتحاور معها كل يوم، وأشعر بأنه كلما أحتاج فكرة ألجأ لمكتبتي للتأكد منها، وكلما أريد أن أبدأ بكتابة قصة جديدة تكون كتبي هي ملاذي الوحيد، فهي ضماني الأكيد لتكون التحريض الحقيقي لكل هواجسي وخيالي وأفكاري عند الكتابة، أحياناً أختار منها الشعر مثل كتب "محمود درويش" أو الشاعر "نزار قباني" ، أو "عادل محمود".

تروي الكاتبة "رواد" الحدث دون انفعال ودون مبالغات، فالقارئ يشعر بسحر قصتها إذ لا يمكن أن ينساها، ومكتبتها غنية تحرسها وتصونها وتدعمها بالكتب، كما أنها تتابع الروايات والكتب الحديثة، وكاتبة مبدعة مثل "رواد إبراهيم" ثروتها الحقيقية هي الكتب والمكتبات، وأقول بصدق أنها من أهم كاتبات القصة القصيرة ليس في "سورية" فقط بل هي عالية الموهبة والإبداع، وأتمنى لو تدرس قصصها في المدارس فهي نموذج رائع لفن القصة القصيرة، وهي برأيي تمتلك حرفية وموهبة عالية في كتابة هذا الفن، إذ لا تسقط في إغواء الإطالة في السرد، لأن اللغة غالباً ما تكون فخاً للكاتب تغويه بالاسترسال، فيصاب النص بالترهل ويشعر القارئ بالملل، وفي قصصها يستحيل حذف جملة، أو عبارة فهي تتقن الإيجاز الإبداعي وتذكرني بقصص "إدغار ألان بو"، وقصصها إنسانية ووجدانية والأهم تواكب الأحداث في وطنها ومع شعبها

وتضيف الأديبة: "مع الوقت أيقنت أن جمع الكتب ليس سهلاً أبداً، فعندما كنت بالمرحلة الثانوية بدأت بجمعها كتاباً تلو الآخر، كما خصصت جزءاً من مصروفي الشخصي في تلك المرحلة لشراء الكتب التي كنت أراها مهمة وذات عناوين شائقة، عدا عن اطلاعي على بعض الكتب وقراءتها في المكتبات العامة، وعندما بدأت بمرحلة العمل وبشكل دوري، كنت أخصص قسماً من راتبي لشراء كتابين أو ثلاثة، ومع مرور الوقت وخلال الأربعين سنة الماضية، أصبح عندي مكتبة فيها عدد ضخم من الكتب تحوي كل المواضيع التي أهتم بها بشكل خاص كعلم الاجتماع والأدب بالدرجة الأولى».

جزء من مكتبتها

جزء من حياة

الأديبة رواد ابراهيم

في مرحلة من المراحل تأثرت المكتبة من ناحية تزويدها بالكتب وخصوصاً منذ أعوام عندما كانت قذائف الهاون تطال العاصمة وأطرافها، تقول الكاتبة "رواد ابراهيم"، وتضيف: «دفعتني ظروف الحرب للسكن في "بيروت" لفترة من الزمن، وكان حينها شراء الكتب باهظ الثمن وكانت متابعة الإصدارات فيها صعوبة، ومع انتهاء الحرب بدأت بالبحث عن العناوين التي صدرت، والتي ترشحت لأن تكون عناوين قيمة لاقتنائها قدر الإمكان، وهذا الجهد لا يعود لي وحدي فقط، بالحقيقة كان لزوجي الفضل أيضاً عندما بنينا معاً مكتبة المنزل فهو يهتم بشكل جيد جداً بالقراءة، ودعم بنائها من خلال خياراته المتميزة في اقتناء الكتب، لذلك هذه المكتبة تقريباً مكتملة من كل شيء، بالمقابل أولادي تأثروا بوجود المكتبة منذ تأسيسها كركن ثقافي أساسي ومهم داخل المنزل، وبالطبع جميع أفراد أسرتي يهتمون بشكل واضح فيها حيث تجلى تأثيرها على الجو العام، من خلال متابعة الإصدارات والبحث في المراجع عند الضرورة بالإضافة لقراءة الكتب، وكان التأثير حتمياً من خلال النقاشات شبه اليومية بيننا حول معلومات الإصدار ومدى أهميته كما كانوا يطلبون مني أحياناّ ترشيح كتاب محدد لقراءته، إلى أن أصبح لديهم قدرة اختيار العناوين المهمة لمطالعتها، لذلك وجود مكتبة في أي بيت مهم جداً لأنها تؤدي إلى خلق اهتمامات ثقافية إلى حد ما مهما كانت الأسرة إذا امتلكت مكتبة ستعتاد افراد هذه الأسرة على وجودها وبالتالي يعدّونها كجزء من حياتهم اليومية، لا غنى عنه أبداً».

ثروتها الكتب

تتميز كتابة "رواد إبراهيم" بخصوصية إبداعية، فهي تكتب بشفافية وبسرد موجز وكتابتها جمر تحت الرماد، تقول عنها الدكتورة والكاتبة "هيفاء بيطار": «تروي الكاتبة "رواد" الحدث دون انفعال ودون مبالغات، فالقارئ يشعر بسحر قصتها إذ لا يمكن أن ينساها، ومكتبتها غنية تحرسها وتصونها وتدعمها بالكتب، كما أنها تتابع الروايات والكتب الحديثة، وكاتبة مبدعة مثل "رواد إبراهيم" ثروتها الحقيقية هي الكتب والمكتبات، وأقول بصدق أنها من أهم كاتبات القصة القصيرة ليس في "سورية" فقط بل هي عالية الموهبة والإبداع، وأتمنى لو تدرس قصصها في المدارس فهي نموذج رائع لفن القصة القصيرة، وهي برأيي تمتلك حرفية وموهبة عالية في كتابة هذا الفن، إذ لا تسقط في إغواء الإطالة في السرد، لأن اللغة غالباً ما تكون فخاً للكاتب تغويه بالاسترسال، فيصاب النص بالترهل ويشعر القارئ بالملل، وفي قصصها يستحيل حذف جملة، أو عبارة فهي تتقن الإيجاز الإبداعي وتذكرني بقصص "إدغار ألان بو"، وقصصها إنسانية ووجدانية والأهم تواكب الأحداث في وطنها ومع شعبها».