ثماني عشرة امرأة اجتمعن على حبّ العمل وصناعة الفرق، فحوّلن مهاراتهنّ اليدوية إلى مشروع جماعي حمل اسم متجر أنامل ذهبية، ليكون مساحة لتسويق منتجاتهنّ المتنوعة، من الحياكة والمواد الغذائية، والتجميل، والشامبو، ومواد التنظيف، والريزين، وإعادة تدوير الأقمشة، وصناعة الشوكولا، والشموع، والورود المخصّصة لتزيين صالات الأفراح. تجربة نسوية باتت عنوانًا للإصرار، ونبراسًا لحبّ الحياة.
تمكين المرأة ودعمها
تقول المربّية المتقاعدة فاطمة النظامي (مواليد 1965، خريجة معهد الفنون 1985، متقاعدة منذ 2019)، خلال حديثها لمدوّنة وطن، إن تقاعدها شكّل دافعًا للبحث عن معنى جديد للحياة، فانتسبت إلى الرابطة الثقافية متعدّدة الأنشطة، وكانت من المشجّعات على تأسيس متجر أنامل ذهبية.
أصنع الصابون اليدوي، والشامبو، والخلطات العشبية، والزيوت الطبيعية، وقد تميّزت بإنتاج شامبو مضاد للقمل
وتضيف:«لأنني من محبّي البيئة، أقوم بإنتاج أدوات من توالفها، مثل الأقراص المدمجة، والعلب الفارغة، وبقايا الأقمشة، ونفايات الأشجار، وورق الجرائد، لأصنع منها قطعًا لزينة المنزل أو للاستخدام الشخصي. شاركت في المعرض الذي أقامه المتجر، وأؤمن بأن العمل الجماعي داعم نفسي بحدّ ذاته، ودافع حقيقي لحبّ الحياة».
فيما وجدت سميرة أحمد حيدر من تل درا (مواليد 1958)، ربة منزل، وجدت في متجر أنامل ذهبية مساحة إيجابية لتفريغ طاقتها والتعبير عن موهبتها.
وأضافت :«تعلمت الخياطة منذ كنت في العاشرة من عمري، أما الحياكة فتعلمتها من اليوتيوب. أصنع المداس بأحجام متعددة من الألبسة منتهية الصلاحية، بعد تفكيكها وتحويلها إلى شرائط ملونة، ثم أحوكها باستخدام السنارة إلى قطع مفيدة مثل الجزدان أو الطواقي. التحقت بالمتجر في أيلول 2025، وهو نافذتي لتسويق منتجاتي».
من جانبها، تشير المربّية مجدولين أبو حلاوة (مواليد 1959، ثانوية عامة) إلى دورها في دعم المبادرة منذ بدايتها، موضحةً أنها من مؤسسي الرابطة الثقافية عام 2017، ومن الداعمين ماليًا لمتجرأنامل ذهبية.
وتقول:«أقوم بتوثيق أنشطة المتجر بالتصوير والفيديوهات ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، وأساعد زميلاتي بالمناوبة والوقوف في المتجر، وتسويق منتجاتهن، كما أحرص على التسوق منهنّ دعمًا وتشجيعًا. شاركت في المعرض بأعمال تراثية مثل التطريز اليدوي، والأدوات النحاسية، وأدوات الإضاءة القديمة».
منتجات بيتية وطبيعية
أما غادة السح (مواليد 1972، دبلوم تأهيل تربوي – مكتبات)، فتعمل في مجالات متعددة تبدأ من مؤونة البيت ولا تنتهي عند تزيين صالات الأفراح.
توضح قائلةً: «أصنع مؤونة البيت من دبس البندورة والفليفلة والرمان، والزيتون، والزبيب، والتين المجفف، وأسوقها للمطاعم. كما أقوم بتجفيف أوراق الغار، واللومي، وإكليل الجبل، وورق السدر، وأصنع خلطات زيوت لتغذية الشعر، مثل زيت السدر الذي أُحضّره بطرق تقليدية دقيقة».
وتضيف:«بمساعدة ابنتي، خريجة الهندسة الكيميائية، أصنع المنظفات مثل الشامبو وسائل الجلي والكلور والفلاش، وأسوقها لبعض المحال التجارية. كما أزيّن صالات الأفراح بالورد الذي أصنعه بنفسي. شاركت في معارض المرأة الريفية في حمص، وأسرتي تشكّل سندًا حقيقيًا لي في تأمين مصاريف أولادي الجامعيين، خاصة أنني أسكن في بيت أجرة».
وتختم نيروز أحمد حيدر (مواليد 1979، مهندسة زراعية) حديثها بالإشارة إلى تخصصها في المنتجات الطبيعية، قائلةً:«أصنع الصابون اليدوي، والشامبو، والخلطات العشبية، والزيوت الطبيعية، وقد تميّزت بإنتاج شامبو مضاد للقمل».
أما نرجس وسوف (مواليد 1975، خريجة كلية التربية ورياض الأطفال 2019) فاختارت عالم الحلويات، ولا سيما الشوكولا، لتكون مصدر دخل ورسالة.
تقول:«أحضر الشوكولا الخام من دمشق أو حماة، وأذيبها وأحشيها بالفستق، أو المكسرات، أو جوز الهند، أو الغناشات المتنوعة. تعلمت هذه المهنة عبر منصة سورية أونلاين منذ أيار 2025، ثم تابعت دورة عبر منصة مكنون الدولية. غلاء المواد الأساسية يشكّل عائقًا، لكنني أحرص على جودة المنتج وحفظه بطريقة صحيحة».
وتتابع: «أنا أرملة أعيل ابنتي البالغة من العمر 11 عامًا، وأحب أن أكون قدوة لها في الاعتماد على الذات. العمل ضمن المتجر يمنحني متعة العمل الجماعي والتسويق والشعور بالإنجاز».
نموذج نسوي للإنتاج والحياة
يشكّل متجر أنامل ذهبية نموذجًا حيًّا لتمكين النساء، ولا سيما بعد التقاعد أو في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، حيث تحوّلت الخبرات الفردية إلى طاقة جماعية منتجة، تعزّز الاستقلال المادي، وتمنح المشاركات دعمًا نفسيًا واجتماعيًا، ورسالة أمل بأن العمل المشترك قادر على صناعة الحياة.
