بدأ الشاعر والمسرحي "مهتدي غالب"، تأسيس مكتبته الخاصة منذ عام 1980، بعد تخرجه من الجامعة، وهو الذي ورث نواة مكتبة عن والده الباحث الدكتور "مصطفى غالب"، فواصل الشاعر رفد مكتبته بالكتب والمجلات، حتى بلغ عدد عناوين كتبها 4314، بالإضافة للمجلات الفكرية وعددها 5 آلاف مجلة، وتعدُّ من أهم المكتبات الخاصة بعددها وتنوعها، وتعد مرجعاً أساسياً مهماً لطلاب الماجستير والدكتوراه.

حياته ودراسته

ولد الشاعر والمسرحي "مهتدي غالب" في مدينة "حمص" عام 1955، وعاش في مدينته "سلمية"، درس في مدارسها، وتابع دراسته حتى حصوله على شهادة الهندسة الزراعية من جامعة "حلب" عام 1980.

كان مهتماً منذ سنوات شبابه بقراءة القصص وخاصة البوليسية منها والخيال العلمي، ومع الوقت زاد شراؤه للكتب، وخاصة الشعرية والمسرحية والروايات، والكتب الفلسفية، وعلم النفس، وظهر نتاج ثقافته في مسرحياته.

الجانب الغربي في مكتبة الشاعر والمسرحي مهتدي غالب

عناوين التاريخ

شادي أبو حلاوة أمين مكتبة المجلس الأعلى في سلمية

في حديثه لمدوّنة وطن يستعرض الشاعر والمسرحي "مهتدي" أبرز محتويات مكتبته، وتتضمن الكتب التاريخية، وخاصةً التاريخ العربي والإسلامي وأهم المراجع فيه (قصة الحضارة، البداية والنهاية لـ"ابن كثير"، تاريخ الطبري، بروج الذهب لـ"المسعودي")، وكتب الفلسفة، وأهمها ما يتعلق بالفلسفة العربية والإسلامية منذ عصور ما قبل الإسلام وحتى الآن (رسائل إخوان الصفا، وكتاب الجمع بين رأيي الحكمين لـ"ابن رشد"، المعارف العقلية لـ"الغزالي"، الخطابة لـ"أرسطو"، البر مينيزيس لـ"أفلاطون"، وكل مؤلفات "الفارابي" ومؤلفات "ابن سينا" وبعض رسائل "الكندي").

موسوعات

وفي علم النفس تضم المكتبة حسب قول الشاعر عشرات العناوين وأهمها :(في سبيل موسوعة نفسية لـ"مصطفى غالب"، معجم علم النفس لـ"فاخر عاقل"، مذاهب علم النفس للدكتور "علي زعبور"، علم النفس التربوي "فاخر عاقل"، مدارس علم النفس "فاخر عاقل"، موسوعة علم النفس للدكتور "أسعد رزوق" (مراجعة عبد الله عبد الدايم)، أما في مجال التصوف الإسلامي، فتضم كتباً أهمها: (كل مؤلفات "ابن عربي" حتى نادرة الوجود، نصوص الحكم لـ"ابن عربي"، حقيقة الحقائق، رسائل "ابن عربي"، شطحات صوفية "عبد الرحمن بدوي"، الحكم الخالدة لـ"ابن مكسويه"، بد العارف "ابن سبيعين").

الجانب الشرقي من مكتبة مهتدي غالب

كتب أدبية وتراثية

أما أهم الكتب الأدبية التي تضمها المكتبة، تشمل أغلب مؤلفات الشعر لأدباء "سلمية" ( "سليمان عواد"، "إسماعيل عامود"، "محمد الماغوط"، "أنور الجندي"، "علي الجندي"، "فايز خضور"، "صدر الدين الماغوط"، "منذر الشيحاوي"، "حسين الحموي"، بالإضافة للكتب الفكرية والتراثية وأهمها: مؤلفات "ابن العلاء المعري" جميعها (اللزوميات، الفصول والغايات، شرح التنوير، رسالة الغفران، وغيرها).

وتتجاوز المؤلفات الشعرية السورية والعربية في المكتبة، 500 كتاب ومنها (المجموعة الكاملة لـ"جبران"، "نزار قباني"، "أدونيس" و (إصدارات وزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب تتجاوز ال400 كتاب)، كما تضم المكتبة، (قاموس المحيط لـ"الفيروز أبادي"، المنجد، مختار الصحاح، المتوسط).

سير ومجلات

ويعرج الشاعر "مهتدي" في حديثه للمدوّنة على ما تحتويه مكتبته من تراثيات الحكايات العربية والسير الشعبية وأهمها: (ألف ليلة وليلة بعدة طبعات، "عنتر"، سيرة بني هلال، تغريبة بني هلال، مجروية الزير، كليلة ودمنة بعدة طبعات)، والمجلات الفكرية ومنها (الموقف الأدبي، المعرفة، الناقد أعدادها كاملة، الفكر العربي، دراسات تاريخية، لوتس ، الباحث، الفكر العربي المعاصر، الحياة الثقافية التونسية، ثقافات، الأديب، الآداب، نزوة عمانية، فكر لبنانية، مجلة المجلة المصرية، مجلة الكاتب العربي مصرية، فكر ونقد مصرية، التراث العربي، اتحاد الكتاب العرب، سلسلة عالم المعرفة الكويتية).

وللمسرح نصيب

وتحجز الكتب المسرحية مكانها في مكتبة الشاعر، حيث تضم 800 كتاب لأهم كتاب المسرح العربي كنصوص مسرحية للسوريين، أمثال "أبو خليل القباني"، "سعد الله ونوس"، "ممدوح عدوان"، "محمد الماغوط"، "وليد إخلاصي"، "عبد الفتاح قلعجي"، "محمد معتوق"، سلسلة المسرح الصادرة عن وزارة الثقافة عربي ومترجم، ومن المسرح العربي، (المصري "الفرو فرج" أعماله الكاملة ،"لينين الرملي"، "سعد الدين وهبي" "نجيب سور" أعماله المسرحية والشعرية بالإضافة لسلسلة المسرح العالمي إصدار "الكويت" وإصدارها الأخير العدد 360، مجلة الحياة المسرحية كامل أعدادها حتى الصادرة حديثاً، عالم المعرفة الكويتية)، بالإضافة للكتب الإسماعيلية وأبرزها، (مؤلفات وتحقيقات لـ"مصطفى غالب" و"عارف تامر"، و" محمد كمال حسين"، وإصدارات المعهد الإسماعيلي بـ"لندن" لـ"فرهاد دفتري" و"فاروق ميثا"، "فيرنا كليم">>.

مراجع وقواميس

يقول "شادي أبو حلاوة" أمين مكتبة المجلس الأعلى في "سلمية": <<تضم مكتبة الشاعر والمسرحي "مهتدي غالب" كتباً متنوعة قديمة وحديثة، وفيها العديد من المراجع والموسوعات والقواميس لمختلف مجالات المعرفة، منها اللغوي والديني والفلسفي، وأبرزها (الكامل في اللغة لابن منظور، وألفية ابن مالك، والأغاني للأصفهاني، ومراجع في المسرح ومعاجم لغوية وقواميس عربي وانكليزي، وأما دواوين الشعر فمتنوعة، كديوان "المتنبي" و"عنترة" و"البحتري"، و"نزار قباني" و"محمود درويش" و"توفيق زياد"، فضلاً عن روايات منوعة منها مترجم عن الروسي مثل (الحرب والسلم، والأم، والمتشردون)، ومن العربية لكبار الروائيين العرب أمثال "نجيب محفوظ" و"إحسان عبد القدوس" و"فاطمة المرنيسي" ، إضافة للكتب السماوية الإسلامية والمسيحية، ودراسة تاريخية عن الإسماعيليين وفلسفتهم العقلية، بالإضافة لكتب المسرح والأدب، مؤلفات أو نقد لكبار المسرحيين العالميين والعرب>>.

إرث من المخطوطات

ويشير "حلاوة" إلى أن الاهتمامات الأدبية والمسرحية للأديب "مهتدي" بدأت منذ طفولته، وازدادت في المرحلة الثانوية في منتصف السبعينيات، حيث بدأ ينشر في الصحف السورية واللبنانية شعراً وقصة ومقالات وبعض الدراسات النقدية والمسرحية، ولا سيما أنّ والده الباحث "مصطفى غالب"، ترك له إرثاً من المخطوطات تبلغ 248 مخطوطة ومعظمها ذات مواضيع دينية من فقه وتفسير ومنها ما يعود للعهد الفاطمي، ولم يكتف بالحفاظ عليها بل تابع بما بدأه والده في تحقيق هذه المخطوطات ونشرها، وبلغ ما حققه 16 مخطوطة مثل (الافتخار لـ"السجستاني"، والبيان لمباحث الأخويان وتفسير القرآن لـ"ابن عربي"، وراحة العقل لـ"الكرماني"... بالإضافة لأشرطة كاسيت مسرحيات الرحابنة، وعمالقة الغناء العربي، ومقطوعات موسيقية عالمية شهيرة لـ"بتهوفن" و"موزارت" و"فيردي">>.