تنبع أهمية المكتبة الشخصية من دورها المهم في تكوين شخصية صاحبها سواء على الصعيد الأدبي أو الفني أو الفكري، ولا شك فنوعية ونمط الكتب التي تضمها أي مكتبة شخصية تعبر عن نمط أفكار صاحبها وتدعم أهدافه في الحياة، وتتأثر بظروفه الاجتماعية والاقتصادية وبالجو الثقافي العام.

ليس من السهل!!

يرى الكاتب والأديب "أكثم علي ديب" أن أي كتاب يقتنيه هو مهم، وهنالك مجموعة كتب حصل عليها ليس من باب الأهمية الشخصية لربما تكون بمنزلة هدية لمناسبة ما ويضيف قائلاً: «بالنسبة للعناوين فيوجد في مكتبتي كتب منذ كنت في عمر الـ 16، وبدايات قراءاتي كانت عن الأدب الروسي، ثم باشرت بقراءة روايات شكسبير وأقتنيت معظم كتبه، وبتلك الفترة كنت أجمع بعضاً من كتب والدي، التاريخي منها والفلسفي وكنت أنقلها معي أينما سافرت، وما زلت أحتفظ بها حتى اليوم، بعد الروايات انتقلت إلى قراءة واقتناء بعض الكتب المتخصصة، بالمسرح والنقد والإخراج المسرحي، خصوصاً عندما كنت بالمرحلة الجامعية، وكنت أملك حينها حوالي 500 كتاب متنوع، ثم تعلقت بقراءة واقتناء الكتب ذات الطابع الديني العلمي، بسبب حبي لزيارة الأماكن الدينية ودور العبادة والعلم التي تحوي على الكتب الفقهية وتحوي في طياتها كل ما يخص المذاهب والأديان بالإضافة إلى ذلك كتب القديسين، ثم اتجهت إلى الكتب الفلسفية ذات النسخ قديمة، التي تحوي بعضاً منها على مخطوطات، ومنها ما يعود إلى بعض الفلاسفة كابن رشد والفارابي والرازي وغيرهم، ومن المخطوطات النادرة المحتفظ بها ولها مكانة خاصة عندي هي "ديوان المكزون" وشروحاته والمكتوب بخط اليد، بالإضافة لوجود مخطوطات ضمن مكتبتي اقتنيتها سابقاً أثناء سفري إلى "تركيا" وإلى "فرنسا".

كنت أشتري الكتب بأعداد قليلة، خصوصاً عندما كنت أعمل في مجال البحث العلمي، واعتمدت على بناء المكتبة أولاً على النوع ثم الكم، وحاولت أن أكون انتقائياً في اختياري للكتب، تحوي مكتبتي الآن عدداً ضخماً من الكتب حوالي 1000 كتاب تتنوع ما بين التطوير الشخصي وإدارة الأعمال باللغات العربية والإنكليزية، وتحوي أيضاً مجموعة من كتب الـpdf وبشكل عملي

تنوع فكري

يتابع الأديب حديثه بالقول: "بعد ذلك انتقلت إلى مرحلة قراءة كتب الفلاسفة الحديثين "كنيتشه" مثلاً، وخلال كل الفترة السابقة وما بعد الجامعة عند صدور أي كتب أدبية جديدة سواء لبالوكويلو، الندي، وكتب نجيب محفوظ، العقاد" وغيرهم كنت أشتري أيضاً حوالي 30 كتاباً يخص الإصدار نفسه، حتى أحيط بكل معارف وأفكار الأديب صاحب الإصدار وفهم جميع جوانب ومعطيات الكتاب، كما اقتنيت أغلب الإصدارات لأشهر الأدباء العالميين "غابرييل ماركيز، أحلام مستغانمي، أنيسة عبود مثلاً، لكن بالوقت الحالي ابتعدت عن كل ما هو أدبي بحت ليصبح اهتمامي ما يخص الكتب النقدية والفلسفية، ولا تخلو مكتبتي من كم لابأس به من دواوين الشعر "الأموي، الجاهلي، العباسي" عدا عن كتب الشعراء المعاصرين، لكن يؤسفني فقداني لعدد من كتبي بسبب حدوث "فيضان" أتلف بعضاً منها، وعلى الرغم من قراءة ما فقدت لكن لا بدّ أنني أحياناً أحتاج إلى البحث عن معلومة ما وهذا الأمر يتطلب العودة حتماً إلى الكتاب أو المرجع الذي قد يكون من الكتب ذات الأهمية حيث لا يمكن إيجاده بسهولة أو ربما يكون غير متوفر أساساً».

المدرب حسام عطايا

كتب إدارية

أكثم علي ديب

المدرب والباحث "حسام عطايا" مدير عام مركز "آفاق بلا حدود" يقول لموقع مدونة وطن، إنه بدأ في بناء مكتبته الشخصية منذ عام 2000 وذلك بسبب حبه الدائم للقراءة واكتشاف كل ما هو جديد في علم الإدارة، وتابع حديثه قائلاً: «كنت أشتري الكتب بأعداد قليلة، خصوصاً عندما كنت أعمل في مجال البحث العلمي، واعتمدت على بناء المكتبة أولاً على النوع ثم الكم، وحاولت أن أكون انتقائياً في اختياري للكتب، تحوي مكتبتي الآن عدداً ضخماً من الكتب حوالي 1000 كتاب تتنوع ما بين التطوير الشخصي وإدارة الأعمال باللغات العربية والإنكليزية، وتحوي أيضاً مجموعة من كتب الـpdf وبشكل عملي»..

كتب "أون لاين"

ويضيف "عطايا": "بسبب انخراطي أكثر في مجال التدريب يوجد عندي كتب إدارية حديثة أمتلكها منذ حوالي العشر سنوات تقريباً بالإضافة للكتب البحثية منها والعلمية التي تحوي معلومات عامة، ومعظم الكتب الموجودة غير متوفرة محلياً اقتنيتها أثناء سفري لعدة بلدان أجنبية، ومعظم الأحيان بحكم العمل ومواكبة المعارف والتطور مقارنة ببلدان أخرى، نضطر إلى شراء الكتب "أون لاين" لنقوم بطبعها بعد عملية الشراء نظراً لأهميتها في مجال التدريب، وبالطبع قبل أكثر من عشر سنوات كانت تخصص المكتبات العالمية مثل "هارفرد وأكسفورد" إصدارات خاصة للشرق الأوسط، وكان لحسن الحظ موضوع شراء الكتب أسهل بالعموم مقارنة بالوضع الحالي، كما أن الحظر الاقتصادي والأزمة الحالية زاد الأمر صعوبة، لكن نعمل على مواجهتها بكل الوسائل الممكنة، وأعتمد ما أمكن في العمل وزيادة الخبرات العلمية والمعرفية على موضوع الحقائب التدريبية، وفق منهجية البحث العلمي، وذلك من خلال الكتب التي أقوم بتأمينها والتي تساهم في إعطاء المزيد من المعارف والمهارات والخبرة للمتدربين».

الكاتب أكثم في دراسة لبعض الكتب والمراجع