جولة على عدة مكتبات متخصصة ببيع أو استعارة كتب باللغة الإنكليزية تجعلك تدرك أن أهمية الكتب لم تتغير لدى كثيرين لكنها تأثرت بعدة عوامل كالوضع الاقتصادي وارتفاع الأسعار التي جعلت من الصعب توفيرها أو اقتناءها خاصةً الأصلي منها.

مكتبة "اكسليبرس" لبيع الكتب

من ناحية القراءة لم يتراجع عدد القراء بسبب الحرب بل على العكس يزداد رواد المكتبة يوماً بعد يوم، لكن الحرب أثرت على توفر الكتاب، واضطررنا لرفع رسوم الاشتراك بالمكتبة، وفرض رسوم أعلى للمحافظة على الكتب من التلف أو الضياع لأنه أصبح من الصعب تعويضها، ولأننا نستهلك قرطاسية وهناك فواتير يترتب علينا دفعها، إضافة ً إلى رسوم تطوع للمشرفات

مدونة وطن زارت مكتبة "اكسليبرس" بأبو رمانة والتقت مديرتها "أيلا هدايا" التي تقول: «تأسست المكتبة عام 2002 على يد السيدة "ريما السماقية" وكان إلهامها الأول هو حب أولادها للقراءة واختارت الكتب باللغة الإنكليزية لتشجيع الأطفال على تعلم اللغة الإنكليزية من خلال القصص والكتب العلمية، ولقلة توفر بعضها كتلك الخاصة بالأطفال والتي تتضمن شرحاً وصوراً ملونة ولافتة، حيث أن أغلب الكتب الموجودة في مكتبة "إكسليبرس" باللغة الإنكليزية إلى جانب قليل من الكتب باللغتين الفرنسية والعربية للأطفال والكبار».

"أيلا هدايا" و"ريما سماقية" صاحبة ممتبة "إكسليبرس"

الطلاب أبرز روادها

من مكتبة "صائغ" ساحة عرنوس

وحول الفئات التي ترتاد المكتبة تقول "هدايا": «رواد المكتبة من طلاب المدارس وجامعات، وأغلب طلاب الجامعات يدرسون في كلية الآداب، إضافةً إلى أساتذة المدارس وأهالي الطلاب، وأساتذة اللغة الإنكليزية الذين يدَرسون في المعاهد، والنسبة الأكبر من الزبائن هي للأطفال أو طلاب المدارس، وموضوعات الكتب شاملة منها الكتب العلمية للأطفال والكبار، الروايات، كتب الهوايات والرسم، وأخرى تخص هندسة العمارة والديكور، والتصميم الغرافيكي، كتب تاريخية، سير ذاتية، حيث نستطيع رفد المكتبة بالكتب الجديدة عن طريق معرض الكتاب الذي تقيمه مكتبة "الأسد"، ولم نحصل على كتب جديدة منذ فترة لكننا بالمجمل نختار عناوين الكتب التي تدوم لفترة طويلة ونبتعد عن تلك الدارجة لمدة عام أو عامين فقط، بل أغلب الكتب الموجودة بالمكتبة تتسم بديمومة الطلب عليها (مهما مضى عليها من زمن تبقى مطلوبة) سواء للأطفال أو الكبار».

انعكاس الأزمة

تأثرت المكتبة بظروف الحرب وحول ذلك تشرح "هدايا" بقولها: «تأثرت من ناحية ارتفاع أسعار الكتب، والوضع الاقتصادي الحالي الذي لم يعد يسمح لكثير من الأشخاص بشراء الكتب، وأصبحوا يفضلون شراء نسخ غير أصلية لأنها أوفر ولكنها بالمقابل تكون مطبوعة محلياً، ومن ناحية أخرى كان لدينا قبل الأزمة عدة موزعين بالمحافظات الأخرى ولكن حالياً توقفنا عن التعامل معهم ورغم تراجع القراءة بشكل عام لكن لازال عدد الأطفال والأهالي الحريصين على تشجيع أولادهم على القراءة والأشخاص الذين يحبون القراءة مثيراً للإعجاب».

من مكتبة "ركن القصة" أو "THE STORY CORNER"

مكتبة "صائغ" لبيع الكتب

بدوره "عمر اسكندرون" المدير التنفيذي لمكتبة "صائغ" المتخصصة ببيع الكتب الإنكليزية والموجودة في "الصالحية"وساحة "عرنوس" يقول: «تأسست مكتب "صائغ" في أواخر خمسينيات القرن الماضي على يد المرحوم "خليل صائغ" اختارت بيع كتب باللغة الإنكليزية لقلة المتاح منها للطلاب في ذلك الحين وتخصصت بكتب تعليم اللغة وكتب الأدب الإنكليزي التي تهم طلاب كليات الأدب وهم بالإضافة لطلاب معاهد اللغة الزبائن التقليديون للمكتبة، وخلال السنوات الماضية تأثرت المكتبات عموماً بانخفاض الإقبال على القراءة واقتناء الكتب الورقية مقابل زيادة الإقبال على المصادر الرقمية كالإنترنت، كما تأثر عدد الكتب المباعة بارتفاع أسعارها وانتشار النسخ (القرصنة) وبالتالي انخفضت المبيعات عاماً بعد عام».

مكتبة "ركن القصة" للاستعارة

من بيع كتب اللغة الإنكليزية نتجه إلى الاستعارة ومن المكتبات المتخصصة بالاستعارة مكتبة "ركن القصة" أو "The story corner" الموجودة في منطقة "المالكي" التي تشكل كتب اللغة الإنكليزية حوالي 70% من الكتب الموجودة فيها إلى جانب كتب العربية والفرنسية وحول تأسيسها تقول د. "ليلى معتوق" مديرة المكتبة: «تأسست المكتبة عام 2001 على يد سيدة كندية الأصل اسمها "كريستين مورغان" أسستها بجزء من منزلها، كانت عبارة عن غرفة واحدة ثم أضافت غرفة أخرى والآن أصبحت بثلاثة غرف وفسحة خلفية لحركة المشتركين بالمكتبة، واخترنا الكتب الإنكليزية لأننا نلاحظ أن هناك خوف بالتعامل باللغة الإنكليزية في مجتمعنا سواء بالكلام أم الكتابة، حيث تساعد القراءة للكتب الإنكليزية غير النمطية عن طريق القصص والتي تختلف عن تلك التي تدرس بالمدارس على كسر حاجز الوهم باستخدام هذه اللغة والتعامل بها مع الآخرين، كما أن القراءة تدعم الكتابة».

محتوى متنوع جداً

وتتابع د. "معتوق": «نحن كمشرفات في المكتبة نحاول التحدث باللغة الإنكليزية مع المشتركين لنساعدهم على استخدامها بالمحادثة، تحتوي المكتبة على 8 آلاف كتاب 70 % منها باللغة الإنكليزية، و25% باللغة العربية و5% باللغة الفرنسية وهو الأقل طلباً، ورواد المكتبة من مختلف الأعمار ويتراوحون بين أطفال من عمر 4 سنوات مروراً بطلاب المدارس والجامعات وحتى الكبار ومنهم أمهات، شباب وشابات، وغير ذلك بحيث يرافق الكتاب الطفل منذ الصغر عبر المراحل العمرية المختلفة فمثلاُ لدينا مراجع جامعية وكتب تنمية بشرية وروايات».

ارتفاع أسعار الكتب الأصلية وندرتها

حول انعكاسات الحرب على الكتاب تقول د. "معتوق": «أثرت ظروف الحرب من ناحية صعوبة تأمين الكتب ذات الجودة لأن استيراد الكتب شبه متوقف، والتكلفة أصبحت عالية لأنه ليس لدينا ترخيص استيراد للكتب بل نتوجه لدور النشر والمكتبات العامة لاقتناء الكتب منها، والتي انخفض واردها من الكتب المستوردة وأصبحت تلجأ لكتب "الكوبي" النسخة عن الكتاب الأصلي، التي من الممكن أن تكون مأخوذة من الانترنت أو تم تصويرها في الخارج مسحوبة كملف (pdf) ثم تمت طباعتها، وحتى النسخ ارتفعت أسعارها، كنا نقوم بإضافة كتب جديدة للمكتبة عربية وأجنبية بشكل شهري، ولكن حالياً يمكننا إضافة 4 كتب باللغة العربية وكتاب واحد باللغة الإنكليزية لارتفاع سعره، خاصةً النسخ الأصلية حيث تقابل تكلفة النسخة الواحدة بالإنكليزية تكلفة خمسة كتب باللغة العربية».

وتتابع د. "معتوق": «من ناحية القراءة لم يتراجع عدد القراء بسبب الحرب بل على العكس يزداد رواد المكتبة يوماً بعد يوم، لكن الحرب أثرت على توفر الكتاب، واضطررنا لرفع رسوم الاشتراك بالمكتبة، وفرض رسوم أعلى للمحافظة على الكتب من التلف أو الضياع لأنه أصبح من الصعب تعويضها، ولأننا نستهلك قرطاسية وهناك فواتير يترتب علينا دفعها، إضافة ً إلى رسوم تطوع للمشرفات».

نشير إلى أن اللقاءات جرت بتاريخ 13 و14 نيسان 2022.