نذرت "سهام أحمد الأحمد" من مدينة "القامشلي" حياتها لمساعدة الفقراء والمعوزين، وهي تمضي بثبات وعزيمة لتحقيق غايتها حتى باتت حديث القريب والبعيد.. حملت على عاتقها تنفيذ العديد من المبادرات الإنسانية والاجتماعية، في مناطق وبلدات محافظة "الحسكة"، وكان جلُّ اهتمامها مساعدة النساء المعيلات والأسر الفقيرة والمحتاجة وطلاب الجامعات أيضاً.

خطوة بخطوة

انطلقت "سهام" للعمل الإنساني بعد أن عاشت الفقر في طفولتها، تقول عن ذلك: «تأثرت بشكل كبير بمواقف والدتي، رغم أنها لم تكن غنية ومقتدرة، لكنها كانت تكرم الضيف أيما كرم، وتجله وتقدم له أطيب الطعام وأجوده، كانت تحثنا وبشكل دائم على فعل الخير ومساعدة المحتاج، تربيتُ على هذا المبدأ، اقتديتُ بها، سرتُ على نهجها وخطاها، في فترة مبكرة من عمري، بدأتُ بالمساعدة والتشجيع وتقديم أي نوع من أشكال التعاون سواء لزميلاتي في المدرسة أو أهل حيي، وربما امرأة أو أسرة لا أعرف عنها شيئاً، أسمع بحاجتهم للمساعدة ويمكنني تقديمها لهم».

تؤثر المحتاج على نفسها، وزعت مادة المازوت وتوزع اللحوم وتبحث عن احتياجات المريض والطالب واليتيم والنازح، بدأتْ منذ الآن ترتيب العدة لشهر رمضان المبارك، وصلتها رسالة من مجهول قبل فترة، وكانت من صبية، تشكرها لأنّها كانت السبب في إكمال دراستها الجامعية.. مع أول عام لانتشار وباء كورونا ساهمتْ بشراء 6 أسطوانات أوكسجين للمحتاجين، هذه إشارة إلى أنها تترك أثراً في أي حدث يتطلب مساعدتها

عندما فُرِضت الحرب، انتشر النزوح لدى كثير من الأسر وتوافد إلى المنطقة أهالي المحافظات الأخرى، أعلنت "سهام" عن مواقفها الإنسانية ومبادراتها الداعمة للخير، أبلت في سبيل ذلك البلاء الطيب، لم تهدأ عن مد يد العون والاستمرار بتقديم عطاياها.

مساهمتها في تأمين أسطوانات الأوكسجين

قامت بالخطوة الأهم لمساعدة الأسر النازحة والوافدة، تقول عنها: «اتفقت مع عدد من صديقاتي وأهلي، وقمنا بتأمين مكان واسع ليكون مستودعاً لمختلف أنوع البضائع الغذائية والتموينية والأدوات المنزلية والكهربائية، وكل ما تحتاجه الأسرة من مستلزمات ضرورية، بعضها جديد، وآخر مستعمل ولكنها مناسبة وجيدة ومن خلالها استفادت عشرات الأسر، وتطور الأمر بالنسبة لي في الجانب الإنساني، بدأ الناس يتواصلون معي ليعرفوني على أسر فقيرة ومحتاجة، بدأت التنقل بينهم للتعرف والتأكد من أحوالهم، وصلنا لليتيم وذوي الإعاقة، والمريض، قدمنا الدعم في مختلف المجالات، طبعاً تنقلت في مختلف أحياء مدينة "القامشلي" إلى جانب تقديم المساعدة في مناطق أخرى خارج المدينة، ولدي مصادر اجتماعية تدلني على الأسرة المحتاجة، مهما تكن منطقتها، وتصلها المساعدة».

نساء وطلاب

لم تقتصر المساعدات على الدعم الإغاثي وتقديم الدواء والحليب والمحروقات، بل كان هناك دعم للطلاب الجامعيين وطلاب الشهادتين أيضاً، ودعم للنساء وتأمين فرص عمل لهن، تقول "سهام": «لدي 400 استمارة في منزلي للأسر المحتاجة، أراجعها بشكل يومي، لأعرف حاجة كل أسرة وبشكل دوري، لاحقاً قمت بإنجاز فكرة أخرى أكثر أهمية لدعم النساء، وهي إقامة معارض أعمال يدوية للنساء المعيلات اللواتي يعرفن ويتقن المهن، وكانت النتائج ممتازة، بعد إقامة أكثر من معرض، وقد وصل عدد النساء المشاركات في آخر معرض لـ60 امرأة، والأمر الآخر الذي أجده ذا قيمة وأهمية، خضوعي لعدد من دورات الدعم النفسي، كانت نتائجها رائعة في خدمة الأسر وخاصة النساء والفتيات، زرت الكثير من الأسر ومنحتهم الدعم النفسي المطلوب، والعديد من النساء كنّ يعانين اليأس في أعلى درجاته، نجحت في هذا الجانب وأجده مهماً للغاية، والقصص عن ذلك كثيرة».

ضمن معرض للأعمال اليدوية دعماً للمرأة

لها تجارب جيدة مع مركز خاص بالتوحد، تزوره وتشرف على بعض الأطفال الذين يحظون بدعمها ومساعدتها، ومواقفها الطيبة لا تحصى، فهي تطرق أي باب يطلب الحاجة، وفي سبيل ذلك تساهم في الإشراف على صفحة "حملة القامشلي التطوعية..أنا أساعد".

مجالات دعم

"فاطمة خليل" شريكتها في العمل الإنساني، وصديقتها في حمل رسالتها الاجتماعية، تؤكد بأن "سهام" مثال للعطاء، وتضيف: «تؤثر المحتاج على نفسها، وزعت مادة المازوت وتوزع اللحوم وتبحث عن احتياجات المريض والطالب واليتيم والنازح، بدأتْ منذ الآن ترتيب العدة لشهر رمضان المبارك، وصلتها رسالة من مجهول قبل فترة، وكانت من صبية، تشكرها لأنّها كانت السبب في إكمال دراستها الجامعية.. مع أول عام لانتشار وباء كورونا ساهمتْ بشراء 6 أسطوانات أوكسجين للمحتاجين، هذه إشارة إلى أنها تترك أثراً في أي حدث يتطلب مساعدتها».

لها تواصل دائم مع مركز "بيسان" لعلاج أطفال التوحد، وحسب قول مدير المركز "ماهر الجلعو": «هي من الشخصيات الخيّرة على مستوى منطقتنا، أينما توجد يوجد العمل الخيري، وهي مبادرة دوماً لأعمال الخير، وتساهم فيها، إنسانة نشطة على مستوى المركز، ولها دور كبير في مساعدة كثير من الأطفال الذين تمنعهم الظروف من متابعة العلاج أو التسجيل فيه، بالتنسيق بيننا نتابع علاجهم، ولأكثر من 3 أعوام تواظب على التواصل مع المركز في سبيل استمرار تقديم دعمها لمن يحتاجه، هي مثال للمرأة الخيرة المتطوعة».

"سهام الأحمد" من مواليد "القامشلي" 1976، وأجريت لقاءات مدوّنة وطن معها ومع الضيوف بتاريخ 23 آذار 2022.