لا يمكن لمن يقصد مدينة "شهبا" زائراً أن يصل إليها دون المرور عبر بواباتها الأربع، التي كانت وما زالت شامخةً بحجارتها البازلتية، التي بناها وشيّدها الإمبراطور "فيليب العربي"، ورغم تعاقب الحقب الزمنية على هذه البوابات إلا أن من يقصدها كأنه يُجالس التاريخ ليحدثه عن قرونٍ من التاريخ مضت وأحداثٍ سُجلت على عتبات هذه البوابات، التي ولدت منذ آلاف السنين، ولا تزال حيةً تقصُّ علينا حكايا الماضي بحلوها ومرّها.

حصنُ المدينةِ

المكانة التاريخية المهمة التي كانت تحتلها مدينة "شهبا" في تلك الحقبة الزمنية، جعلتها محطّ أنظار جميع من حولها، لذلك عمل الإمبراطور "فيليب العربي" على تحصينها، وذلك من خلال بناء سورها المنيع وبواباتها الأربع، ويقول الباحث الأثري "وليد أبو رايد" لمدوّنة وطن eSyria": «كانت مدينة شهبا قبل أكثر من ألفي عام عبارة عن قرية صغيرة، وذلك زمن العرب الأنباط حيث كان ذلك في القرن الأول قبل الميلاد، إلا أن القرية الصغيرة هذه تألق نجمها، وأصبحت ذات مكانة مرموقة أيام حكم الإمبراطور "فيليب العربي"، الذي قام ببنائها وفق مخطط نموذجي روماني، وأول ما عمله "فيليب العربي" هو بناء أربع بوابات رئيسية، على شكل أقواس نصر من جهات المدينة الأربع، إضافة لبناء سور دفاعي حول المدينة مزوّدٍ بعدة أبراج دفاعية».

يبلغ عرض البوابات نحو أربعة أمتار وذلك كي لا يتم اختراقها بسهولة، وهذه البوابات لا تزال قائمة لتاريخه حيث أجري عليها بعض الترميمات، جراء ما لحق بها من تعديات، علماً أن هذه البوابات لا تزال وحتى هذا التاريخ تعدُّ المدخل الأساسي لمدينة "شهبا"، حتى باتت بمنزلة رمز المدينة والإشارات الدالة عليها

ويضيف "أبو رايد": «يبلغ عرض البوابات نحو أربعة أمتار وذلك كي لا يتم اختراقها بسهولة، وهذه البوابات لا تزال قائمة لتاريخه حيث أجري عليها بعض الترميمات، جراء ما لحق بها من تعديات، علماً أن هذه البوابات لا تزال وحتى هذا التاريخ تعدُّ المدخل الأساسي لمدينة "شهبا"، حتى باتت بمنزلة رمز المدينة والإشارات الدالة عليها».

الباحث الدكتور نشأت كيوان

أرشيفُ مدينةٍ

إحدى البوابات

بدوره يشير الباحث الأثري الدكتور "نشأت كيوان" إلى أنّ مدينة "شهبا" -التي تحمل أرشيفاً مملوءاً بالآوابد الأثرية- تحتضن داخل سورها الذي ما زال قائماً أربع بوابات رئيسية موزّعة غرباً وشمالاً وجنوباً وشرقاً، حيث يتخلل هذه البوابات ممرٌ كبيرٌ بعرض أربعة أمتار إضافة لممرين صغيرين بعرض مترين، وذلك للدخول عبرها من قبل قاطني المدينة آنذاك، وهذه البوابات تم تدعيمها بالأبراج الدفاعية».

وهناك أيضاً بوابتان صغيرتان إحداهما تقع في الجهة الغربية لسور المدينة، وهاتان البوابتان لتسهيل حركة المرور من وإلى المدينة، حيث يضيف "د. نشأت كيوان" بالقول: «بوابات "شهبا" بنيت وفق نمط روماني، إذ يقابل هذه البوابات شارعان رئيسيان يتعامدان شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، حيث ينتهي كل شارع من الجهتين ببوابة من بوابات "شهبا"، إذ بنيت هذه البوابات وفق طراز معماري وهندسي جميل، حيث تفننت في بنائها أيادٍ ماهرة متمرسة، ولتبقى بوابات شهبا بوابات عبور لمن يريد معرفة المزيد عن تاريخ هذه المدينة التي ما زالت آثارها قائمة رغم عمرها الزمني الذي يفوق الألفي عام».