فور معرفتها بافتتاح دورة لتعليم الحلاقة النسائية في "معهد الثقافة الشعبية" بمدينة "القامشلي"، سارعت الشابة "سامية كلش" للتسجيل مع كثيرات من زميلاتها ممن وجدن في ما يقدمه المعهد من دورات تدريبية فرصة للتدريب على مهن تناسب ميولهن، للدخول بها إلى سوق العمل وتأمين موارد مادية هنّ بأمس الحاجة لها.

رسومٌ تشجيعيّة

عن تجربتها في المعهد تقول "سامية" خلال حديثها مع مدوّنة وطن "eSyria": «تعرفتُ على تفاصيل الدورة التي يقيمها المعهد من صديقاتي، توجهت فوراً للتسجيل في دورة لتعليم الحلاقة النسائية (الكوافيرة)، والآن مضى على وجودي في الدورة قرابة الشهرين، تعلمت خلالها الكثير من تفاصيل العمل في المكياج وقصّات الشعر، فالجانب العملي له الأولوية في التدريب، وهناك اهتمام كبير من قبل إدارة المعهد والكادر التدريبي لإنجاز الدورة خلال مدتها المحددة بثلاثة أشهر وتخريج المتدربات».

نقوم بتوفير وتأمين كل مستلزمات نجاح الدورة، ولا بدّ من الإشادة بدعم ومتابعة مديرية الثقافة في "الحسكة" وكذلك اهتمام ومساندة وزارة الثقافة لهذه الدورات

ولعل ما دفع "سامية" وزميلاتها للالتحاق بالمعهد -كما تشير- الشهادة المعتمدة التي يجري منحها للمتدربات في نهاية الدورة، والأهم هو رسومه البسيطة التي لا تتجاوز ستة آلاف ليرة عن كامل الدورة، مقارنة بالمبالغ الباهظة التي كانت صالونات الحلاقة تطلبها للتعليم والتي تجاوز بعضها 500 ألف ليرة.

دورة للحلاقة النسائية

شهاداتُ خبرة

مديرة المركز الثقافي

ولا تقتصر الدورات التي يقيمها المعهد على الإناث فحسب، فثمة دورات للحلاقة الرجالية أيضاً، حيث يشهد المعهد إقبالاً ملحوظاً من قبل فئة الشباب الذين توافدوا للتسجيل في الدورات من المدينة ومن القرى والبلدات المجاورة.

تقول "رندة جودت أسعد" أمين سر "معهد الثقافة الشعبية" : «يوجد حالياً 28 متدرباً في المعهد لتعليم الحلاقة فقط، 17 متدرباً منهم يتعلمون الحلاقة الرجالية، و11 شابة لتعليم الحلاقة النسائية، وخلال العام الحالي استفاد 30 متدرباً من الحلاقة الرجاليّة والنسائيّة، هناك دائماً مدرب لديه خبرة كبيرة في مجال تخصصه، ويهمنا أن الإقبال من مختلف المناطق، لذلك تتعزز الحالة الاجتماعية بين المتدربين والمدربين، وهو هدف من أهداف الدورة الثقافية».

يسعى معهد الثقافة الشعبية إلى تقديم كل ما يحتاجه الشاب من مهن ودورات تدريبية، ورغم العوائق والتحديات، فهو يستمر بتقديم خدماته، تقول مديرة المعهد "فائزة القادري": «الدورات المهنية مستمرة في المعهد رغم الظروف الصعبة وسنوات الحرب، فلم تنقطع دورات الحلاقة الرجالية والنسائية، يتم تدريب الشباب والفتيات على الحلاقة لمدة ثلاثة أشهر برسوم رمزية، وتخرّج عدد كبير منهم إلى الحياة العملية، حيث يمنحون شهادة خبرة من وزارة الثقافة».

دوراتٌ للغة

وفضلاً عن دورات الحلاقة، تقام في المعهد حسب قول "القادري" دورات لتعلم اللغات الروسية والإنجليزية، وتمت المباشرة بافتتاح دورة للخط العربي، لتلبية حاجة الراغبين بتعلم هذا الفن الذي جرى تخصيصه بدورة تدريبية وبإشراف خطاطين أكْفَاء.

وتضيف مديرة المعهد: «نقوم بتوفير وتأمين كل مستلزمات نجاح الدورة، ولا بدّ من الإشادة بدعم ومتابعة مديرية الثقافة في "الحسكة" وكذلك اهتمام ومساندة وزارة الثقافة لهذه الدورات».

مدوّنة وطن "eSyria" زارت معهد الثقافة الشعبية بتاريخ 9 تشرين الثاني 2021 وأجرت اللقاءات في اليوم نفسه.