تناست الطفلة "استبرق" آلامها الجسدية ومرضها بالسرطان، وهي تدخل مركز السرطان بمدينتها "القامشلي" مع افتتاحه بيومه الأول، فمن الآن لم تعد مجبرةً هي وأمها على تكبد عناء السفر إلى "دمشق" بين الحين والآخر لتلقي العلاج الكيميائي، ودفع مصاريف سفر أثقلت كاهل أسرتها.

خطوةٌ وارتياح

"استبرق العبد" ابنة الست سنوات مريضة بسرطان بالدم، كانت تعاني منذ عام ونصف العام من الذهاب إلى "دمشق" لأخذ الدواء والعلاج، تقول عن وجودها في مركز السرطان "بالقامشلي": «كنت أتعب مع والدتي في كل مرة أسافر فيها إلى "دمشق" للعلاج، اتصلوا بنا منذ يومين وأخبرونا أن العلاج هنا صار ممكناً، هي خدمة كبيرة لي ولأسرتي، لأن علاجي يحتاج لوقت طويل».

كنت أتعب مع والدتي في كل مرة أسافر فيها إلى "دمشق" للعلاج، اتصلوا بنا منذ يومين وأخبرونا أن العلاج هنا صار ممكناً، هي خدمة كبيرة لي ولأسرتي، لأن علاجي يحتاج لوقت طويل

افتتاح مركز السرطان بمدينة "القامشلي" يخدم الكبار والصغار، كل الفئات والأعمار، من مختلف المناطق والبلدات والقرى التابعة لمدينة "القامشلي"، يوفر على الأهالي عناء السفر ومشقته، إلى جانب تخفيف مصاريف النقل والسفر الكثيرة.

الطفلة استبرق تقص شريط افتتاح المركز

في وقته

استبرق العبد تنتظر العلاج في مركزها بالقامشلي

خلال افتتاح المركز رصد موقع مدوّنة وطن "eSyria" سيدة قادمة من ريف بلدة "رأس العين" 65 كم عن مدينة "القامشلي"، بهدف تلقي جرعتها واستكمال علاجها، يرافقها ابنها الشاب "عز الدين محمد الخلف" الذي أعرب عن سعادته بهذه الخطوة بالقول: «والدتي مريضة سرطان منذ عامين.. منذ ذلك الوقت وهي تسافر إلى مشفى "البيروني" في العاصمة بين الفترة والأخرى، مريض السرطان يحتاج لمرافق، وهذا يعني تكبد مصاريف إضافية، كانت كل سفرة لوالدتي تكلف ما لا يقل عن 300 ألف ليرة إذا كان السفر لأيام قليلة وسريعة، هذا طبعاً عدا عن الدواء والعلاج الذي يقدّم مجاناً، لذلك هذا المركز يعدُّ هدية ثمينة لمنطقتنا، فهو يوفر على أبناء المنطقة ممن يعانون من هذا المرض وقتاً وجهداً ومصاريف ماليّة».

"عمّار الأحمد" واحد من أهالي المنطقة يشير إلى ارتياحه وارتياح الأهالي من خطوة افتتاح المركز، ويقول: «أحياناً كانت تنقطع الطرق البرية نتيجة ظروف الطقس أو غيرها بين محافظتنا والعاصمة، وقد يكون المريض بحاجة للجرعة في تلك الفترة، فيقع في أزمة نفسية وجسدية، لذلك فالعلاج هنا ذو فائدة عظيمة، الأهمية الأخرى أن الأدوية متوافرة بمختلف أصنافها ومجانية، ويشرف على المركز مختصون وكوادر صحية تملك خبرة في هذا المجال».

دون توقفٍ

بذل المعنيون في القطاع الصحي جهداً مضاعفاً وعملاً كبيراً في سبيل افتتاح مركز لعلاج السرطان بمدينة "القامشلي"، يقول عن ذلك رئيس المنطقة الصحية في "القامشلي" الدكتور "خالد الإسماعيل": «بُذلت جهود كبيرة من قبل محافظة "الحسكة" ومديرية الصحة في سبيل إنجاز وافتتاح المركز، وهو بالتعاون مع الجمعية السورية لعلاج سرطان الأطفال ورعايتهم، السعي دوماً من المؤسسات الحكومية ومنها الصحية لتوفير وتقديم الخدمات الضرورية والأساسية للمواطنين مجاناً رغم سنوات الحرب الظالمة على بلدنا».

ويشير رئيس المنطقة الصحية إلى أن العمل سيكون بتقديم الخدمات دون توقف وانقطاع، وستبذل أقصى الجهود من المعنيين ومديرية الصحة ومع الجمعية الشريكة في سبيل المضي بتقديم الأدوية والعلاج للمرضى.

وييين الدكتور "الإسماعيل" بأن الخدمات ستقدم للكبار والصغار، وكان ذلك منذ يومه الأول: «مع الافتتاح حضر للمركز عدد من المرضى من أهالي مدينة وريف "القامشلي" يحتاجون العلاج والدواء المتوافر بأصناف كثيرة ومن المصدر نفسه، والدعم سيشمل جوانب أخرى كتقديم تكاليف النقل للمريض من وإلى "دمشق" لاستكمال العلاج إذا دعت الحاجة».

مدوّنة وطن "eSyria" كانت حاضرة في افتتاح مركز السرطان بتاريخ 14 تشرين الثاني 2021 وأجرت اللقاءات في اليوم نفسه.