ما أن هدأت أصوات الرصاص بعد تحرير "حمص" القديمة، حتى بدأت الفعاليات الثقافية والفنية تكثّف نشاطها وتؤسس فرقاً تنشرُ الفرح والبهجة وتعيد ألق الثقافة والفنّ، وتعدُّ فرقة "نوا أثر" التي تأسست عام 2017، واحدةً من هذه الفرق التي شاركت ولا تزال بالمهرجانات والمناسبات في المحافظة.

مدوّنة وطن "eSyria" التقت قائد فرقة "نوا أثر" ومديرها وعدداً من أعضائها واستكشفت طبيعة الفرقة ونشاطاتها.

لا يوجد مكان خاصّ للتدريب فمعظم لقاءاتنا تكون في بيوت أحد أعضاء الفرقة، فضلاً عن عدم وجود راعٍ مالي لتغطية مصاريف المواصلات والحفلات

الطريقُ الجديد

سعت الفرقة لانتقاء اسم لها يحمل نهج عملها، ويقول "فايز الشّامي" قائد الفرقة: «"نوا أثر" هو مقام موسيقي متفرع من مقام النهوند، ومعناه هو الطريق الجديد أو الأثر الجديد، ووجدنا به معياراً وعنواناً لما نريد تقديمه وطرحه من أغانٍ أصيلة طربيّة بأسلوبٍ جديد وأصواتٍ شابّة».

روح الفريق حاضرة على المسرح

تأسست الفرقة في شهر شباط عام 2017 ليبدأ نشاطها الثقافي بإقامة الاحتفاليات والمشاركة بالمهرجانات، كمهرجان "حمص" الثقافي، عيد السيدة في كنيسة "أمّ الزّنار"، مهرجان يوم الأرض في مخيم "فلسطين"، فعاليّة فنية سياحيّة أيضاً في المحافظة، وغيرها الكثير.

نهجُ عملٍ

ما يميّز الفرقة هو أنّ كلّ أعضائها من غير الدارسين للموسيقا، بل جميعهم طلبة جامعيون وخريجون لاختصاصات مختلفة ولكن اجتمعوا على الفنّ غناءً وعزفاً وحبّاً.

لوغو الفرقة

وتتسم الفرقة -حسب قائدها "الشامي"- بالتجدد الدائم وبابها المفتوح للانضمام كعازفين أو مطربين، ويبلغُ عددها حاليّاً 17 شابّاً وشابّة، بلونٍ غنائيّ طربيّ يتسمُ بالهدوء والرزانة، وتعمّد أعضاؤها صبغَ حفلاتهم بقالبٍ قديمٍ على الغالب، فترى المسرحَ يصدحُ بأصواتٍ جزلة تليقُ بعظمة المطربين القدامى وأغانيهم.

وعن مشاريع الفرقة مستقبلاً يقول "الشامي": «نعمل على إقامة عرض فنّي مسرحي موسيقي يوثّق التراث "الحمصي" البحت، وهو مشروع دقيق بحاجة لجهد كبير كونه يتطلب سيناريو وحواراً وتدقيقاً موسيقياً لحفظ هذا التراث وضمان عرضه بالشّكل الصحيح».

إحدى مشاركاتها

ويختم قائد الفرق حديثه بالإشارة إلى الصّعوبات التي تواجه فرقتهم كما معظم الفرق الفنيّة: «لا يوجد مكان خاصّ للتدريب فمعظم لقاءاتنا تكون في بيوت أحد أعضاء الفرقة، فضلاً عن عدم وجود راعٍ مالي لتغطية مصاريف المواصلات والحفلات».

روحُ الفريق

تقول "نور الأبيض" مغنية ضمن الفرقة: «الرّاحة ضمن المحيط تكسبك المزيد من الثقة بالنفس وتحفزك لتقدم أفضل ما لديك، فالذي يميّز عائلة "نوا أثر" الألفة والمودة والتآخي، فروح الفريق الواحد حاضرة على الدوام.. في التدريبات وعلى خشبة المسرح أمام الجمهور».

الترويج الإعلامي لأي عمل شيء ضروري وأساسي، فلن يُكتَبَ الكمال في الوصول إلّا بنجاح صحيح وترويج محبب وجميل، فاعتنت الفرقة بهذا الجانب وتملك صفحة على (الفيس بوك) تنشرُ بها مواعيد حفلاتها وجزءاً من أعمالها وتلقى استحساناً عند الجميع، لتتوسعَ من خلالها قاعدتها الجماهيرية.

ويقول "تحسين الهاشمي" مدير الفرقة: «تكوين فرقة موسيقيّة هادفة بحاجة إلى شجاعة كبيرة، فلا نجاح دون جمهور متابع ومحبّ، لذا كانَ أوّل ظهور لنا من خلال منصة (tedx memas street) بصالة "جوري" عام 2017 ولاقى أداء الفرقة إعجاب الجميع، ليأتي ظهورنا الثاني ويحمل معه رهبة كبيرة بمهرجان الموسيقا بحضور نقّادٍ موسيقيين وجمهور كبير».

ويبيّن "الهاشمي": «البعض يخلط بين عمل قائد الفرقة ومديرها، قائد الفرقة يهتم بالأمور الموسيقيّة والناحية الأكاديمية في التدريب، والمدير يكون عمله تنسيقي مع الجهات الخارجية كاتفاقات للمشاركة بمهرجان أو حفل، بالإضافة لتنسيق أوقات ومكان وزمن التدريبات وتعزيز العلاقة الأسريّة بين الأعضاء».

الفنّ بمواجهةِ تحديات جمّة، والحرب على "سورية" بحاجة لموسيقا أعلى من صوت القذائف والمدافع والرصاص والبكاء ليزول أثرها، وهذا ما تعمل عليه الفرق الفنية كما فرقة "نوا أثر".