لم يكن شعور الطفل "عمر محمد سليم" وفرحته باقتناء لباس مدرسي جديد وحصوله على حقيبة مدرسية، شعوراً عادياً، وهو الذي غاب عنه الجديد طيلة السنوات الماضية، ولكن ومع بداية العام الدراسي بات بإمكانه أن يستمتع بالحقيبة الجديدة وبأشكال متعددة من القرطاسية التي كان يحلم باقتنائها، كل ذلك بفضل المبادرة التي أطلقتها جمعية "الأسرة" الخيرية في مدينة "القامشلي".

الأكثر احتياجاً

تصدت الجمعية لتأمين اللباس المدرسي والقرطاسية لأطفال عدد من الأسر، تم توزيعها ضمن أسس وشروط، بحيث تصل تلك الفائدة للمستحقين، وللأسر الفقيرة والمحتاجة.

ليس لدي معيل، لديّ ثلاثة أطفال في المدرسة، لم أفكر بأي شكل من الأشكال بشراء الحقائب والقرطاسية لأطفالي، لعدم قدرتي على ذلك، أكاد أقوم بتأمين الطعام والشراب لهم، فجأة قام أحد الجيران بتقديم ثلاث حقائب مجهّزة بشكل كامل، لكل طفل من أطفالي حقيبة، وهو ما أدخل السرور إلى نفوسهم وجعلني ممتنةً لهذا الفعل الذي لا يمكن نسيانه أبداً

الجمعية قامت بالمبادرة بشكل ذاتي دون الاعتماد على منظمات أو جهات راعية، معتبرة ذلك واجباً من واجباتها في دعم التعليم وأطفال المدارس الأكثر احتياجاً، هذا ما قالته "خالدية محمد بركات" عضو مجلس إدارة جمعية "الأسرة" الخيرية.

جانب من القرطاسية التي وزّعت

وتضيف: «كان لي شرف الإشراف على المبادرة من خلال البحث والتقصي عن الأسر الأكثر حاجة، باشرنا قبل بداية العام الدراسي، من خلال فريق عمل متطوع بالجمعية للبحث عن الأسر المحتاجة وبأكثر من طريقة، وصلنا لعدد من الأسر و60 طفلاً بأعمار مختلفة، بحيث نقدم لهم اللباس المدرسي الكامل، مع حقيبة جديدة، ودفاتر وأقلام مختلفة مع أدوات الرسم والهندسة، كانت أعمار التلاميذ من الصف الأول حتّى الصف السادس بالمرحلة الابتدائية، تم انتقاء المادة الجيدة والمناسبة لتقديمها، كان جلّ تركيزنا على الجودة بالدرجة الأولى، وتم البحث في عدة المناطق عن الأسر الأكثر تضرراً من الواقع الاقتصادي».

تعزيزُ التواصل

اختارت الجمعية عدداً من الشروط والأسس لاستهداف الأطفال، وتوضح "خالدية" أن أبرزها «الأطفال الأيتام وذوو الإعاقة والشهداء، بشرط ألّا يكون لهم معيل، تضمنت أيضاً الأسر الوافدة النازحة ممن تعتمد على إعالة المرأة، ووصلنا لأسر فقيرة جداً، ولها معيل من الرجال، لكن قد يكون المعيلُ مريضاً أو مقعداً وربما متقاعداً، وضمن مراسم توزيع تلك الهدايا المدرسية قدم المتطوعون عروضاً فنية ومسرحية ومسابقات للأطفال ومن رافقهم، إلى جانب توزيع الحلوى والسكاكر في أجواء اجتماعية وترفيهية يحتاجها الطفل الذي عانى خلال سنوات الحرب، استطعنا من خلال المبادرة أن نعزز التواصل والتفاعل مع المجتمع المحلي، وذلك من أهداف جمعيتنا الخيرية».

فقرات فنية للأطفال في جمعية الأسرة

نصيبٌ من الفرح

ولم تقتصر المبادرة الخيرية لتوزيع القرطاسية على منطقة "القامشلي"، فقد قام آخرون بذات المبادرة في مدينة "الحسكة"، استهدفوا من خلالها عدداً من تلاميذ الحلقة الدراسية الأولى، وقاموا بذات الخطوات، بحيث تصل الفائدة للمتضررين من الأزمة الحالية، وأن تكون الفائدة للأيتام والفقراء، وذهب متبرع لم يكشف عن اسمه إلى استهداف المتفوقين، سواء كان فقيراً أو مقبول الحال مادياً، فهو (المتبرع) يرى بأن المتفوق يحتاج للدعم بمختلف أشكاله، ولا بدّ من البحث والوصول إليه، مهما كلف ذلك من جهد وتعب.

وصلت الحقيبة المدرسية والقرطاسية إلى منزل "سارة عبد اللطيف العلي" في مدينة "الحسكة"، كانت فائدتها كبيرة، وذات قيمة مادية ومعنوية، قالت عن تلك التفاصيل: «ليس لدي معيل، لديّ ثلاثة أطفال في المدرسة، لم أفكر بأي شكل من الأشكال بشراء الحقائب والقرطاسية لأطفالي، لعدم قدرتي على ذلك، أكاد أقوم بتأمين الطعام والشراب لهم، فجأة قام أحد الجيران بتقديم ثلاث حقائب مجهّزة بشكل كامل، لكل طفل من أطفالي حقيبة، وهو ما أدخل السرور إلى نفوسهم وجعلني ممتنةً لهذا الفعل الذي لا يمكن نسيانه أبداً».