يسعى مشروع الحاضنة الموسيقية في دمشق إلى تعزيز الثقافة الموسيقية لمن يمتلكون شغف التذوّق الموسيقي عبر تمكينهم في مهارات العزف والأداء، وتوفير المناخ الإبداعي التعليمي الملائم للوصول بهم إلى أعلى مستويات الأداء الراقي، ليمكّنهم ذلك من المشاركة في مختلف المحافل والمهرجانات المحلية والخارجية.

احتضان الموسيقا

يوضح مدير اللجنة في الحاضنة الموسيقية "أندريه معلولي" خلال حديثه للمدوّنة بأن الحاضنة هي بمنزلة مشروع حقيقي أطلقته وزارة الثقافة لاحتضان الموسيقا السورية الشابة والأكاديمية، ووضع هؤلاء على الطريق الموسيقي الصحيح وصقل مهاراتهم من خلال برامج تدريبية لمدة عام كامل، مع توفير كل الموارد التدريبية والمالية لاستمرار العمل بالحاضنة، وعملت الوزارة على توظيف مشرف موسيقا لكل مجموعة يكون بمنزلة المسؤول عن مشروع الحاضنة حتى تتم انطلاقته بشكل مستقل كمجموعات وكعازفين موسيقيين، مضيفاً بأنه توجد معايير وأسس مهمة للقبول في الحاضنة حتى تجسد وتترجم أفكار الشباب الموسيقية فعلياً وذلك عن طريق لجنة مختصة، وتكمن أهمية الحاضنة من خلال العقد الذي تم لمدة عام بين الوزارة وبين الفرق المتقدمة إليها، وذلك بهدف تقديم حفلات موسيقية والإشراف عليها أكاديمياً وبلورة الفرق بالشكل الصحيح من خلال التدريب المستمر لتتحول بعد ذلك إلى مشاريع موسيقية متمكنة.

الحجرة الكلاسيكية

من المقرر بعد جهود جبارة في التدريبات الموسيقية المتواصلة إطلاق حفل موسيقي مع بداية شهر تشرين الأول القادم بحسب ما ذكره المشرف على الحاضنة الدكتور "مثنى العلي" الذي أضاف: "الجديد والمميز في الموضوع أن مجموعات موسيقا "الحجرة الكلاسيكية" تحمّل العازف مسؤولية مقطع كامل في الأوركسترا، وذلك يقتضي أعلى مستويات التمرين على كل التفاصيل الموسيقية لضمان الانسجام الدائم والمطلوب بين كل العازفين، وما زلنا حالياً نرسم تصوراً معيناً لهذه الحفلات، فلكل مجموعة تخصصها ولها برنامجها الخاص بها والمتنوّع، وتندرج جميع هذه المجموعات تحت قوام موسيقا الحجرة التي هي أساس التشكيلات الأوركسترالية الموسيقية.

من المجموعات المشاركة في برنامج الحاضنة الموسيقية

العزف والغناء

راما البرشا

بدورها تقول المديرة الإدارية للمشروع"راما البرشا": "الحاضنة الموسيقية هي مشروع مقدّم من وزارة الثقافة حتى تقدم الدعم لعدد أكبر من العازفين الموسيقيين ضمن مشاريع منوعة لأنماط موسيقية مختلفة، ولكل مجموعة أهداف تعمل عليها لإبراز إمكانيات العازفين إلى أن توجد فرق دائمة يمكن استثمارها في الفعاليات والأمسيات الموسيقية.. وتجربتي كمديرة إدارية ضمن المشروع تعزيز جمالية موسيقا الفيولا بحيث أعمل حالياً على فكرة عمل "فيولا اند سامبل"، وهي مجموعة مكونة من أربعة أو خمسة عازفين، وهي نمط جديد وجميل في تأسيس مجموعة موسيقية كاملة تعزف على نوع واحد من الآلة الموسيقية، وهذا الموضوع ليس سهلاً، والفريد أنّه يوجد اختلاف في تكنيك كل عازف في المجموعة مع اختلاف الأصوات لنعطي قدرات أكبر وأوسع لآلة الفيولا ضمن مساحتها الكبيرة، يمكن تأديتها مثلاً لمدة ساعة كاملة على المسرح وضمن أعمال متنوعة كالشرقي الكلاسيكي أو الموسيقا الكلاسيكية الغربية مع توزيع وعمل خاص لهذه المجموعة".

وبالنسبة لمجال الغناء ضمن مشروع الحاضنة فقد عبرت المغنية "سناء بركات" عن سعادتها بأن تكون جزءاً من هذا المشروع من خلال مشاركتها كمغنية "آلتو" ضمن مجموعة غناء كلاسيكي يتكون من رباعي غنائي للموسيقا الكلاسيكية، وتتمنى "بركات" الوصول إلى أكبر عدد من الجمهور حتى يتم تعريفهم أكثر على جماليات الغناء الكلاسيكي.