من الرموز الموسيقية السورية الراحل "إيميل سروة" التي ارتقت بالموسيقى العربية عبر آلة الكمان فاستحق لقب عازف الكمان الأول بجدارة وجعل الموسيقى السورية جزءاً لايتجزأ من هويته الانسانية والحضارية بتقديمه الألحان والترنيمات التي مازال صداها يتواتر على الآذان باثبات حضور فني وموهبة قل نظيرها على الصعيدين على الصعيد المحلي والعربي.

مقال مهم:

الملخص: من الرموز الموسيقية السورية الراحل "إيميل سروة" التي ارتقت بالموسيقى العربية عبر آلة الكمان فاستحق لقب عازف الكمان الأول بجدارة وجعل الموسيقى السورية جزءاً لايتجزأ من هويته الانسانية والحضارية بتقديمه الألحان والترنيمات التي مازال صداها يتواتر على الآذان باثبات حضور فني وموهبة قل نظيرها على الصعيدين على الصعيد المحلي والعربي.

على المستوى الشخصي وبحكم أني ابنه الأصغر كان لوجودي المتأخر في حياة والدي بعدان أساسيان الأول على مستوى الموهبة والتعلم فكان مجرد وجودي ببيئة العمل أم في البيئة الاجتماعية معه، كفيلاً بخلق موهبة موسيقية عندي ومخزون موسيقي، لغاية الآن يمر في ذاكرتي البصرية والسمعية بعض الألحان الصوفية ومعزوفات ولوحات الدبكة التي كنت أحضر تدريباتها مع والدي على "مسرح الحمراء" ب "دمشق" أو في مبنى "مديرية الثقافة" ومازالت ظاشعر بتلك الرهبة حين دخول استديو الاذاعة هذا كله جزء من مخزوني الموسيقي والعاطفي أما البعد الثاني تمثل على المستوى التقني عندما كان لي فرصة تعلمأسس الموسيقى الشرقية منه التي كان لها دور مهم في تطوير موهبة التلحين لدي بقيادة فرق الغناء الجماعي

رحلة ستون عاماً من الاحتراف

إميل سروة

في سن السابعة بدأت بوادر الموهبة الموسيقية تظهر لدى الطفل "إميل" عندما اهداه والده "باسيل سروة" (مغني و عازف ايقاع)، كمانه الأول عندما كانت العائلة تقطن في "فلسطين" بحسب ماقال الموسيقار "شادي سروة" قائد جوقة مار أفرام السرياني "دمشق" لموقع "مدونة وطن" لتبدأ مع والده رحلة 60 عاماً في احتراف العزف والتدريس على آلة الكمان

تلقى "إميل" دروسه الموسيقية على يد الروسي "ميشيل تريسكينوف" أحد أهم العازفين في بلاط القيصر الروسي أما الموسيقى الشرقية فقد تلقى علومها من والده الذي كان يعلمه المقامات الشرقية عن طريق حفظ القدود و الموشحات التي تعلمها من الشيخ "علي درويش"، بدأ العمل في مجال الموسيقى في سن مبكرة وتم توظيفه في الإذاعة الاردنية في رام الله عام 1948 حيث انتقل والده للعمل فيها، و في عام 1952 عين عازفاً في فرقة إذاعة "دمشق" اذ كان يحي مع زملائه جميع الحفلات و العروض الغنائية التي كانت تبث على الهواء مباشرة ,بالتوازي مع عمله في اذاعة "دمشق" شارك "إميل سروة" بتأسيس أول اوركسترا للموسسيقا الكلاسيكية في "دمشق" مع الاستاذ "صلحي الوادي" و أحيا معه العديد من الحفلات 1963

عازف الكمان إميل سروة في إحدى الحفلات الموسيقية

اكتشاف الموهبة

الموسيقار شادي سروة

بغض النظر عن تصنيفه النقابي كعازف منفرد من الدرجة الممتازة عام 1696 إلا أن هناك عدة عوامل اجتمعت ليكون "إميل سروة" عازف الكمان الاول في "سورية" و "الوطن العربي" ويضيف" شادي" بالقول: «العامل الأول هو اكتشاف الموهبة في سن مبكرة والتواجد في أجواء موسيقية من الصغر يساعد على تميزه واكتشاف الموهبة المبكر يساهم في ظهورها و تتطورها، العامل الثاني التعلم المبكر والحظ في ان يمسك في يدك اساتذة كبار وملتزمين بنقل المعرفة و العلم و الخبرة التي اكتسبوها بأمانة وبحب، و ثم التدريب المكثف هو المفتاح للنجاح حتى لو لم تكن هناك الموهبة هكذا كان يكرر"اميل سروة" على مسمع تلامذته كيف لا فهو الذي بدا ومنذ مراهقته حتى مرحلة الشباب يتدرب و يعزف على الته لما يقارب 15 ساعة يومياً. بالاضافة للخبرة في تمارين ميتود الكمان و كتاب "باغانيني" و معزوفات "موزارت" لآلة الكمان التي كنت أسمعها من غرفته في طفولتي و مراهقتي و حتى في شبابي فمن عادة الوالد رغم كل ما وصل اليه في عملية الاستمرار بالبحث عن ألة الكمان، تعلم تقنيات صيانة الآلات القديمة و من العوامل أيضاً عمله المبكر في الإذاعة السورية الذي شكل له خبرة في مرافقة المطربين حتى أصبح معروفاً في الأوساط الموسيقية وبأنه افضل من "غنى" على آلة

ملكة أداء دور المكتوب للمغنى، بالاضافة لخياله الموسيقي الكبير والأداء الارتجالي الكمان، كان له

الفضل في التعاطي مع الآلة و الموسيقا هذه ميزة من ميزات "إميل سروة" ويعود ذلك لعمق العلاقة بينه وبين آلته الكمان».

موهبة ومخزون موسيقي

يتابع "شادي سروة": «على المستوى الشخصي وبحكم أني ابنه الأصغر كان لوجودي المتأخر في حياة والدي بعدان أساسيان الأول على مستوى الموهبة والتعلم فكان مجرد وجودي ببيئة العمل أم في البيئة الاجتماعية معه، كفيلاً بخلق موهبة موسيقية عندي ومخزون موسيقي، لغاية الآن يمر في ذاكرتي البصرية والسمعية بعض الألحان الصوفية ومعزوفات ولوحات الدبكة التي كنت أحضر تدريباتها مع والدي على "مسرح الحمراء" ب "دمشق" أو في مبنى "مديرية الثقافة" ومازالت ظاشعر بتلك الرهبة حين دخول استديو الاذاعة هذا كله جزء من مخزوني الموسيقي والعاطفي أما البعد الثاني تمثل على المستوى التقني عندما كان لي فرصة تعلمأسس الموسيقى الشرقية منه التي كان لها دور مهم في تطوير موهبة التلحين لدي بقيادة فرق الغناء الجماعي»

الفترة الذهبية

يتابع "شادي سروة" : «عاش "إميل سروة" فترة هامة في حياته الموسيقية فقد كان من القلائل الذين برزت موهبتهم في الموسيقا في فترة ستينيات القرن الماضي لغاية التسعينات منه لقدرته الكبيرة على العزف، شارك كعازف ضمن فرقة الإذاعة في "رام الله" وفي اذاعة "دمشق" وفي فرقة "دمشق"، كان عازف في أول فرقة سمفونية في "سورية" قدم عدة مهرجانات منها مهرجان "موسكو" للكمان 1960". كما سافر مع فرقة "أمية" للفنون الشعبية الى جميع البلدان العربية و بلدان "الاتحاد السوفيتي" و "الصين" و"أرمينا" اوفي حفلاته مع النجوم العرب و السوريون بفترة كبيرة من الإبداع الموسيقي، كما رافق القامات الكبيرة من "مصر" "أم كلثوم عبدالحليم و فريد الأطرش ونجاة الصغيرة وشريفة فاضل ومحرم فؤاد" في معظم حفلاتهم في "سورية" كما رافق في فرقة "دمشق" بقيادة شقيقه "سليم" جميع النجوم السورين مثل "ماري جبران و نجيب السراج و فهدبلان"، ساهمت أيضاً ملكته في التدوين الموسيقي بالطريقتين القديمة و الحديثة بحيث كان مسؤولاً عن تفريغ الألحان و تدوينها و يذكر في مذكراته أنه كان يدون الموسيقا و يكتب بالأحرف الاتينية كلمات الأغاني التي كانت تؤديها النجمة الكبيرة وردة الجزائرية في بداياتها، كرّم "اميل" بعدة شهادات تقديرو ميداليات في بلده و كان سفيراً ل"سورية" بكمانه في مهرجانات عالمية مثل مهرجان "موسكو" و "قرطاج" ».

العزف كان أولوية لديه

تميز بعزفه الفريد المتفرد والبديع ولم يخض غمار التأليف الموسيقي ولا التلحين لانه كان مشغولاً بالعزف بحسب ماقال الممؤرخ الموسيقي "أحمد بوبس" لذلك لم يتفرغ "إميل" لموضوع تأليف المقطوعات الموسيقية فجسد رحلته كعازف بدأ من "رام الله" حين عزف ضمن فرق موسيقية منهافرقة " رام الله" في "الأردن" بقيادة الموسيقي اللبناني "توفيق باشا"، وفي نفس الفترة عام 1949 سافر إلى "دمشق" وتقدم ألى إذاعة "دمشق" كعازفاً للكمان وعزف ضمن الفرقة للاذاعة مع عدد من المطربين منهم "عبد الحليم حافظ" و"نور الهدى" و"وديع الصافي" وغيرهم، عام 1960 عزف مع عديد من المطربين السوريين الكبار أمثال "صباح فخري ومحمد خيري ومصطفى ماهر" وشارك في تسجيلات موسيقية اذاعية مع اذاعة "الشرق الأدنى" و"صوت أميركا" وشارك الرحابنة نشاطهم في عام 1953 عند انضمامه للفرقة الموسيقية للرحابنة سواء في "بيروت" أم في" دمشق" وتولى الأشراف على الفرقة الموسيقية في حفلات "فيروز" منها حفلتها على مسرح بصرى عام 1987».

يذكر أن العازف الموسيقي السوري "إميل سروة" من مواليد القدس 1943 وتوفي عام 2004.