ضمن بيئة تدريبية متخصصة بالفنون والتقنيات الحديثة، استطاعت الفنانة "منال الشعار" بعملها المبتكر، تقديم رسومات مشغولة بطريقة رقمية جديدة وخلّاقة، استطاعت من خلالها تطوير قصص الأطفال، وتغذيتها بالقيم الإنسانية وإنتاج فنون ذات طابع غير تقليدي تتنوع فيها المضامين والأشكال الفنية بأفكار متجددة وبمواصفات تقنية عالية.

الموهبة أولاً

بدأت "منال" مشوارها برسومات تقليدية على الورق والكرتون، وكان حلمها دخول كلية الفنون الجميلة لتصقل موهبتها أكاديمياً لكن لم تسنح لها الفرصة، وفي حديثها لمدوّنة وطن تقول إنها كانت تشعر منذ صغرها بأن الرسم موجود في داخلها فلم تكن تجد صعوبة برسم ما تتخيله، ويرجع الفضل في تشجيعها على الفن لعائلتها، فقد كان والدها يهتم دائماً بإغناء مخيلتها بالقصص، بلإضافة إلى حبها وتأثرها الكبير بالرسوم المتحركة، فيما يعود الفضل للفنان "عدنان حميدة" الذي دربها وكان له دور في تنمية موهبتها بشكل أكبر، من خلال إرشاده لها في العمل لدى (نيوبوي) حيث تقدمت للعمل برفقة رسوماتها وقصصها المصورة، والتي كانت قد رسمتها وتم قبولها رغم صغر سنها عام 2006،، وكان هذا العمل بداية طريقها في عالم الرسم، إلى جانب دراستها في قسم الترجمة في جامعة دمشق.

لقد نجحت "منال" في إيصال الأفكار للأطفال عبر رسوماتها المميزة، وهي مهمة ليس بالسهلة، وخصوصاً أن بناء الشخصية الكرتونية يحتاج لخيال واسع من قبل الرسام ودقة في تخيل المشهد والزوايا التي يتم رسمها، وهي تفاصيل تعني الكثير بالنسبة للطفل، وبالتالي هي حياة متكاملة للشخصيات التي يعيش معها الرسام، بتفاصيلها المتنوعة خطوة بخطوة.. كل ذلك تميزت فيه "منال" واستطاعت أن ترفع من قيمة أعمالها الفنية

الرسم الرقمي

تتابع "منال" حديثها للمدوّنة بالقول: «مديري الفني الأستاذ "خالد شق" قرر تعليمي مهارة الرسم الرقمي، أي الرسم عن طريق لوح إلكتروني وقلم إلكتروني من خلال برنامج الفوتوشوب، ومن هنا بدأت أتعلم بدايات الرسم بطريقة رقمية، وعند إتقاني هذه المهارة قمت برسم لوحات خاصة بي أعبر بها عن أفكاري وطموحاتي التي هي جزء من ثقافة هذا المجتمع.. رسمت أكثر من سبعين لوحة خلال اثني عشر عاماُ وذلك بعد جهد ومتابعة حثيثة بغية الوصول إلى ما هو أشمل من ذلك، وما زلت مستمرة بتقديم لوحات تعبّر عما يجول في ذهني وأعمل على تطويرها من خلال تطوير أدواتي التقنية ومواصلتي بشغف للبحث في كل أعمال الرسامين العالميين».

من تصميماتها الاحترافية

تجربة ثم عمل

دقة تصاميمها الفنية والتقنية

ومن وحي مشوارها الفني ترى "منال" أن التجربة ومن ثم العمل هما خير طريق للنجاح، خصوصاً عندما يبدي الجمهور إعجابه بأعمالك، سواء كانت هذه الأعمال ضمن "سورية" أو خارجها، مضيفة: «الفن الرقمي هو البوابة الواسعة التي دخلت بها إلى عالم الرسم والألوان من أوسع وأجمل أبوابه، وبالرغم من كل التحديات استطعت تحقيق حلمي، وخوض غمار هذه التجربة الفريدة من نوعها، والتي استطعت من خلالها إنشاء قصص تفاعلية للأطفال ومشاركتها في عدد من دور نشر لقصص الأطفال في "لبنان" و"الإمارات العربية المتحدة"، بالتزامن مع مواصلة الرسم الخاص بي وما يدور في مخيلتي عبر تصميم لوحات ورسومات وفيديوهات لاقت إعجاب الكثيرين من كل أنحاء العالم من خلال نشرها على صفحتي الفنية على "الديفيانت آرت" وعلى وسائل التواصل الاجتماعي».

سرعة وإتقان

وفي معرض حديثها عن تجربة "منال" الفنية، تشير" سمية سري" المسؤولة عن قسم التسويق في شركة "توي برو سبيستون" إلى أن "منال" تهتم بتفاصيل العمل، بعدما امتلكت أدواته من تحبير وإضاءة وتظليل.. وكانت مسؤولة عن رسم وتلوين أبواب عدة في مجلة "فلة" وكان كل أفراد العمل يعلم مهارة" منال" وإتقانها العمل بالسرعة المطلوبة، مدعومة بخيالها الواسع كفنانة تضفي الروح الطفولية على رسوماتها، وهو ما ناسب مجال عملها في مجال عالم قصص الأطفال.

شخصية القصة المكتوبة

بدورها تقول زميلة "منال" الكاتبة "زينة جوخدار": «لقد نجحت "منال" في إيصال الأفكار للأطفال عبر رسوماتها المميزة، وهي مهمة ليس بالسهلة، وخصوصاً أن بناء الشخصية الكرتونية يحتاج لخيال واسع من قبل الرسام ودقة في تخيل المشهد والزوايا التي يتم رسمها، وهي تفاصيل تعني الكثير بالنسبة للطفل، وبالتالي هي حياة متكاملة للشخصيات التي يعيش معها الرسام، بتفاصيلها المتنوعة خطوة بخطوة.. كل ذلك تميزت فيه "منال" واستطاعت أن ترفع من قيمة أعمالها الفنية».

تكريم ومشاركات

تبقى الإشارة إلى أنه وخلال مشوارها الفني حصلت "الشعار" على درع وشهادة خبرة من شركة "نيوبوي" كما جرى ترقيتها مرتين خلال سنوات العمل التي قضتها فيها، كما شاركت في معرض "بكرة أحلى" عام 2013 بفندق الـ"فورسيزن" "دمشق" مع مجموعة من الفنانين السوريين شاركت عبرها بعرض لوحتين من لوحاتها الفنية الرقمية.