بهدف سد الفجوة بين مخرجات التعليم الأكاديمي وسوق العمل، يحاول فريق "سند" منذ تأسيسه عام ألفين وثلاثة عشر أن يكون داعماً للشباب، ولا سيما الطلاب الجامعيون والخريجون الجدد في مساراتهم الأكاديمية والمهنية، وذلك عن طريق أنشطة ومشاريع وفعاليات متنوعة بالتنسيق مع جهات عدة حكومية وخاصة.

هكذا بدأنا

حول نشأة الفريق تقول "ريماز الشقيري" مدير قسم التواصل في "سند": «تأسس الفريق التنموي بهدف دعم الشباب أكاديمياً ومهنياً، وحصلنا على الترخيص عام ألفين وسبعة عشر كمؤسسة شبابية تنموية غير ربحية وغير حكومية مرخصة أصولاً من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل رقم 2632، وأسس الفريق مجموعة من الشباب الجامعي هدفهم الرئيسي مساعدة أقرانهم بتقديم كافة المعلومات والمهارات اللازمة لدخول سوق العمل، وتطورت الفكرة لتقديم كل ما يحتاجه الشباب من سند لمستقبلهم المهني والأكاديمي».

تعاونا خلال مسيرتنا مع مختلف الجهات الحكومية لتقديم التسهيلات القانونية، ومنها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، جامعة "دمشق"، إضافة إلى الجهات الخاصة لتقديم الرعاية ومنها البنوك، الشركات الخاصة والمنظمات المحلية والدولية لتقديم الدعم وهي "UNDP ، FOW، UNFPA " وغيرها عن طريق تقديم مقترحات للمشاريع المقترحة من قبلنا مع خطة عمل لها

وفيما يتعلق بالرؤية والرسالة المجتمعية تتابع قائلةً: «رؤيتنا هي مجتمع ريادي ذو موارد بشرية كفؤة قادرة على المساهمة في بناء مستقبل أفضل، ورفد المجتمع من خلال رسالة تقوم على توعية، تمكين، تشبيك وتحفيز الشباب واليافعين ومن يتمتعون بروح الشباب بخيارات المستقبل الأكاديمية، المهنية، التعليمية والمعرفية بالشراكة مع الجهات الاحترافية والمؤسسات ذات الصلة، مع قيمنا لتحقيق الفائدة المشتركة والمساهمة معاً باستمرار عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية».

"مأمون أبو الدهب"

5000 مستفيد

ورشة عمل

الفريق الذي يضم اثنين وثلاثين متطوعاً ومتطوعة يقومون بمهام وظيفية، منهم موظفون بدوام كامل مقابل أجر مادي، وقد أطلق الفريق منذ تأسيسه حوالي خمسين مشروعاً ونشاطاً استهدف من خلالها الفئة الشبابية من عمر خمسة عشر إلى الخامسة والثلاثين عاماً في خمس محافظات هي "دمشق"، "حماة"، "حمص"، "طرطوس"، "حلب" وصل من خلالها إلى أكثر من خمسة آلاف مستفيد فعلي قدم لهم الدعم حسب حاجتهم ضمن برامج متنوعة.

وحول هذه البرامج تشرح لنا "الشقيري" بقولها: «يهدف برنامج "دعم الشباب" إلى توعية الشباب بالمهارات الأساسية للعديد من المجالات الأكاديمية والمهنية وتمكينهم ودعمهم ليكونوا فاعلين ومؤثرين إيجابيين في مجتمعاتهم المحلية، عن طريق (ورشات عمل تفاعلية، مساحات شبابية، استشارات، دعم المبادرات المحتمعية، فعاليات)، فيما يعمل برنامج "التطوير الوظيفي" على تطوير الشباب من خلال تأهيلهم لتخطيط وبناء مساراتهم الوظيفية والدخول إلى سوق العمل، والمساهمة عبر مجموعة من الخدمات الهادفة لسد احتياجات سوق العمل السوري، وتطوير مهارات الكوادر الحالية عن طريق (برامج تدريبية، إرشاد وتوجيه، زيارات ميدانية لجهات من سوق العمل، تشبيك)».

برامج داعمة

وتوضح "الشقيري" أن برنامج "ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة" يسعى إلى تعزيز البيئة الداعمة للمشاريع والأفكار الإبداعية للشباب الراغبين بتأسيس مشاريع تجارية ومجتمعية خاصة، وذلك من خلال خدمات متكاملة وآليات عمل واضحة للمساهمة في إحياء المشاريع واستدامتها عن طريق (تدريب، تمويل، متابعة، احتضان)، ومن خلال برنامج "الدعم الأكاديمي" يتم دعم المسار الأكاديمي والتحصيل العلمي للشباب ومساعدتهم للحصول على منح داخلية وخارجية، بالإضافة إلى تشجيعهم على التعلم الذاتي وتمكينهم من مهارات البحث العلمي عن طريق (منح دراسية، دعم أبحاث، وتدريبات) لافتة إلى أن برنامج "العمل المستقل" يهدف إلى توعية وتمكين وتشبيك الشباب واليافعين لتعزيز مفهوم العمل المستقل، ليكون أحد الخيارات المهنية المتاحة للشباب في سوق العمل عن طريق (تدريبات وورشات، ملتقيات ومؤتمرات، مساحة احتضان وتمويل، استشارات)».

تعاون وتشبيك

ويطور فريق العمل أدواته من خلال برنامج تدريبي سنوي يضمن مواكبة التطورات، وتقديم خدماته بالمستوى الاحترافي المطلوب، حيث يتم الإعلان عن المشاريع والأنشطة التي ينظمها عن طريق منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمؤسسة وأماكن وجود الشريحة المستهدفة ليصبح التسجيل متاحاً للجميع عن طريق استمارة تتم (فلترتها) واختيار المقبولين حسب معايير الاختيار لكل مشروع.

وفيما يتعلق بالتعاون مع الجهات المتنوعة تقول "الشقيري": «تعاونا خلال مسيرتنا مع مختلف الجهات الحكومية لتقديم التسهيلات القانونية، ومنها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، جامعة "دمشق"، إضافة إلى الجهات الخاصة لتقديم الرعاية ومنها البنوك، الشركات الخاصة والمنظمات المحلية والدولية لتقديم الدعم وهي "UNDP ، FOW، UNFPA " وغيرها عن طريق تقديم مقترحات للمشاريع المقترحة من قبلنا مع خطة عمل لها».

تجربة غنية

من جهته "السعيد الأحدب" طالب هندسة طبية يحدثنا عن تجربته مع "سند" بقوله: «كانت تجربة غنية شاركت في البداية بموسمين من برنامج "بوش" و"بوش بلس" واتبعنا دورات لها علاقة بريادة الأعمال وكان محتوى "بوش بلس" متطوراً من حيث الأفكار وطريقة التعامل مع الشباب الريادي، ومن ناحية الأفكار المقدمة التي تتعلق بتأسيس مشروع ربحي، تسويقه وإطلاق علامة تجارية خاصة به، إضافةً إلى الأمور القانونية والمحاسبية وكان البرنامج يمر على كل هذه المفاهيم بأسلوب سلس ولطيف».

ويضيف: «نحن فريق يدرس الهندسة الطبية يعمل في مجال الأطراف الصناعية التي تصنّع بتقنية ثلاثية الأبعاد، ورغم مشاركتنا بمسابقات وبرامج أخرى إلا أن هذه المسابقة كانت متميزة بسبب سهولة ومرونة التعامل مع الفريق منظمين ومنسقين، لأنهم كانوا قريبين من روح الشباب أكثر ويمتازون كطاقم باللطف في التعامل والشفافية والتفاهم، وهم أكثر مرونة من حيث الحصول على التمويل حيث حصلنا على تمويل لمشروعنا عن طريقهم».

في مركز "العفيف"

في زيارة لأحد مراكز فريق "سند" التنموي التقينا "مأمون أبو الذهب" أحد أعضاء برنامج "دعم الشباب" ومنسق إداري لمركز "سند" التنموي في "العفيف" الذي ينفذ برنامج دعم الشباب بشكل خاص وبقية البرامج بشكل عام والذي يقول: «نقدم ضمن برنامج "دعم الشباب" أنشطة وورشات تدريبية تفاعلية لطلاب المرحلة الجامعية والخريجين، تساعدهم على الدخول إلى سوق العمل، وغالباً تتضمن عنوانين أحدهما تقني والآخر له علاقة بسوق العمل، حيث نتواصل مع مدربين يتم اختيارهم وفق معايير معينة، وتكون هذه الدورات مجانية حيث يتم حضور الورشة التدريبية وتنتهي بمخرجات، ولدينا خدمة استشارية منها أكاديمية دراسية تتعلق بالأبحاث العلمية وإذا أراد الطالب أن يكتب مقترح بحث يساعده مستشارون مختصون، إضافة إلى الاستشارات المهنية في حال الرغبة في التوظيف حيث يقدم المستشار المساعدة ويطلع على السيرة الذاتية ويطرح تعديلات مناسبة لها بحيث تزيد فرصة قبول المتقدم في الوظيفة».

يذكر أنّ اللقاءات تمت بتاريخ 12 حزيران 2021 وللمؤسسة فروع في كل من "دمشق"، "حلب" "حماة"، بلغ عدد المشاريع الممولة مئتي مشروعاً، وقدمت ألفين وخمسمئة استشارة مهنية وأكاديمية وثمانية وثلاثين منحة دراسية، كما وصلت إحدى حملاتها على مواقع التواصل الاجتماعي إلى ثمانمئة وخمسين ألفاً ووفرت ما يزيد على مئة فرصة عمل.