يسعى النحات "كميل يعقوب" من خلال أعماله الفنية إلى التعريف بالإرث الحضاري العريق الذي تتميز به "سورية"، ونشر ثقافة المحبة والسلام التي عرفت بها البلاد عبر قرون من الزمن.

"كميل" لم يتوقف عن تقديم رسالته الفنية التي تمثل وطنه في الحب والجمال والسلام، منذ وصوله لدولة "السويد" قبل 24 عاماً، كما يؤكد في حديثه مع مدوّنة وطن "eSyria".

أتابع مختلف أعماله الفنية، ذات قيمة وهدف، والأسمى الرسالة الحضارية التي في داخلها، حضارة بلده ووطنه، يتميز بنحته ورسمه وكل التفاصيل في اللوحات الفنية، والواضح امتلاكه لثقافة عالية في حضارة الأجداد والأقدمين في بلدنا، سعادتي وسعادة الفنانين أنه فنان كامل، استطاع أن يعرّف السويديين خاصة، والغرب عامة، وطوال أكثر من 20 عاماً ببلد جميل وحضاري

ولدت موهبة الفن، والرسم خاصة، عند الفنان "كميل" في فترة مبكرة من عمره، ورافقته في سنواته الجميلة عندما كان في البلد حسب كلامه، ويضيف قائلاً: «تولد الموهبة مع جينات الإنسان، تطورها يعتمد على الإنسان نفسه، وقصة تطورها لديّ اعتمدت على الثقافة التي حاولت أن أبنيها لنفسي، كنتُ عاشقاً للبحث ودراسة حضارات فجر التاريخ في "سورية والعراق"، وأنا أحاضر في هذا التاريخ، بالعودة لبداياتي في مجال الفن، فقد بدأت عندما كنتُ تلميذاً في مدارس مدينتي "القامشلي"، أرسم وأنحت في معارض المدارس ومجلات الحائط، ومشارك في كل المناسبات الفنية التي تنظمها وتشرف عليها المدارس والمنظمات».

نحت على الخشب

مع وصوله إلى "السويد" قدم وأنجز الكثير من اللوحات والأعمال الفنية المتميزة ذات البعد التاريخي والحضاري العميق، أبرزها كما قال: «عمل "آلهة الينبوع" من مملكة "ماري" العائدة للألف الثالث قبل الميلاد، هناك أيضاً عمل حمل اسم "سلام إلى أوغاريت" نحتّه في الطين أعرّف من خلاله بحضارة "أوغاريت" العظيمة وقد لفتُ أنظار الصحافة "السويدية" التي أجرت تقارير إعلامية عديدة بمختلف وسائل إعلامها، آنذاك أدركت أن مهمتي في تعريف العالم بحضارات بلدي قد بدأت تنجح، وهناك عمل آخر من منحوتاتي حمل اسم "يسوع الملك"، أشكر من خلاله جهود الكوادر الطبيّة في مواجهة فيروس كورونا، واستطعت قبل عامين البدء بفكرة جديدة هي النحت على الثلج إلى جانب النحت على الطين والجبصين والإسمنت والحجر».

المتعة والسعادة يجدها في النحت بالثلج الذي يأخذ وقتاً وجهداً كبيرين، مع ذلك يرتبط معها طالما هنالك تساقط للثلج، ورسالته في الثلج كما بقية الأعمال الفنية رسالة مواطن مخلص لوطنه، ينثر حبه وعشقه من خلال فنه، ويشير إلى أن : «نحت العمل بالثلج قد يستغرق ما يقارب 20 ساعة بدرجات حرارة منخفضة ثم أقوم بتوثيق أعمالي بالصور والفيديو مع موسيقا مناسبة، لتعيش طويلاً في قلوب الناس، وعندما أقوم بنحت أي عمل أو شخصية تاريخية ومن ثم تقديم العمل بطريقة الفيديو كليب مع شرح كامل عن الحضارة التي يعود إليها أو عن الشخصية نفسها وباللغتين العربية والسويدية، فهذا له تأثير مزدوج لكي لا ينسى الشباب السوري المغترب أو الذي ولد في الغرب حضارة بلده، وتعريف الشعب الأوروبي بأن "سورية" هي مهد الحضارات الإنسانية».

نحت على الثلج

الرسالة الحضارية التي يقدمها والموهبة الفنية التي يتميز بها، نالت احترام وتقدير الفنانين على وجه الخصوص داخل وخارج القطر، منهم ابن مدينة "القامشلي" الفنان "حمد العبد" الذي قال عن مهنة زميله: «أتابع مختلف أعماله الفنية، ذات قيمة وهدف، والأسمى الرسالة الحضارية التي في داخلها، حضارة بلده ووطنه، يتميز بنحته ورسمه وكل التفاصيل في اللوحات الفنية، والواضح امتلاكه لثقافة عالية في حضارة الأجداد والأقدمين في بلدنا، سعادتي وسعادة الفنانين أنه فنان كامل، استطاع أن يعرّف السويديين خاصة، والغرب عامة، وطوال أكثر من 20 عاماً ببلد جميل وحضاري».

"كميل يعقوب" من مواليد "القامشلي" 1983، أكد في ختام حديثه بأن هدفه طوال سنوات الحرب إرسال رسالة مفادها: إن هذا البلد هو بلد ماري وأوغاريت وليس بلد دمار وخراب.

رسائل سلام ومحبة بالنحت

أجري اللقاء معه بتاريخ 21 نيسان 2021.