25 فريقَ سير عاودوا نشاطهم في المسير، ليجوبوا "سورية" سهولاً وودياناً وهضاباً اشتاقوا لها بعد الانقطاع، وبدأ كلّ منهم بتنظيم جدول رحلاته ورسم خريطة مسيره.
مدوّنةُ وطن "eSyria" تابعت يوم 2 تشرين الأول 2020 مسيراً نظمه فريق "مسارات" إلى وادي "هريرة"، والتقت المهندس "وهيب السعيد" أحد القائمين على الفريق فحدثنا قائلاً: «في منتصف سبعينيات القرن الماضي، وبعد عودة "نزار عبد الله" من "ألمانيا" باشر مع مجموعات صغيرة رياضة المشي، واستمر بذلك حتى مطلع الثّمانينيات لتكون له مجموعته الخاصة وبمنهج مسير واضح، كما جاء الأب "فرانس فاندرلخت" القادم من "هولندا" ليكون له كذلك الحضور مع "نزار" في التّأسيس لهذه الرّياضة بفرقها المنظمة، وباتت منذ عام 2004 تتبع للجنة العليا للأنشطة الخارجيّة في الاتحاد العربي السوري للرياضة للجميع، كما كان هناك فريق أو اثنان يتبعون لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.
أحببت المشي منذ الطفولة، وسحرتني طبيعة قريتي "فارش كعبية" الطرطوسية حيث الهواء النقي والمناظر الجميلة المشجعة على السير والاستمتاع بسحرها، ودخلت الكشافة في المدرسة وشاركت بنشاطاتها كافة، وفي الجامعة بـ"القاهرة" كذلك شاركت مع نشاطها الكشفي، وتابعت رياضتي في "ألمانيا" التي قصدتها لمتابعة تحصيلي العلمي العالي، حيث بدأت منفرداً ثم شاركت برحلات المسير وفرقها برفقة الأصدقاء، ومع عودتي للبلد عادت رحلتي مع المشي، وبدأتها منفرداً في "الشام" وحول "قاسيون"، ومن ثم شاركتني أختي "سعاد عبد الله" وصديقاتها، وتشكل فريق مسيرنا وأخذ خط سيره رحلات عديدة ومتنوعة واتسعت خريطة جولاتنا بين مسير ومخيمات تشمل أراضي "سورية" كلها، كما أتيحت لنا فرصة رحلة عشرة أيام جميلة قضيناها في "مصر" زرنا فيها أبرز معالمها، والتقينا أهلها، وإلى الآن مستمرون في نشاطنا وحريصون على زيادة معرفتنا بالبلد من طبيعة وتضاريس وناس طيبين يزيدونها ألقاً وجمالاً
في الفترة السابقة؛ وبحكم الظروف التي مرت علينا توقف نشاط المسير، ليعود قبل فترة وجيزة، وضمن خطوط سير محددة وضيقة مقارنة مع ما كانت عليه سابقاً، فهناك مناطق خسرنا إمكانية زيارتها مثل "شرق الفرات"، "شمال حلب"، "إدلب"، وأخرى لم تؤمّن نهائياً بعد، ولا يمكن المسير إليها مثل "إفره"، و"بسيمة" و"عين الخضرا"، و"عين الفيجة"، لذلك أخذنا بالمناورة في مسيرنا ضمن المتاح، وأعدنا نشاطنا بتواتر اختلف باختلاف الفرق، فلكل منه أسلوبه في العمل من حيث قيادة الفريق وإدارته بما يتضمن طريقة قبول الجدد والتّسجيل، والعلاقة بين أعضاء الفريق وتنظيم فعالياته ونشاطاته، وخطة المشي، ومن حيث المستلزمات والواجبات والأكل وغيره، وهناك أيضاً من حيث الإدارة المالية للفريق».
وعن فريق مسارات، أضاف: «هو امتداد لفريق "رواد الطبيعة" الذي تشكل عام 2002، وبعده فريق "الرواد" حيث توقف نشاطه بحكم ظروف البلد في عام 2011؛ وبجعبته 246 نشاطاً و70 مخيماً كشفياً، وفي عام 2019 أعدنا نشاط فريقنا باسمه الحالي، وأنجزنا حالياً 14 نشاطاً وفي جعبتنا الكثير، مع توقعنا لبعض المعوقات بسبب ما عشناه، وبسبب بعض الإجراءات الجديدة الواجب اتخاذها، إلا أننا ماضون برياضتنا هذه، خاصة مع تزايد إقبال الناس عليها بما لها من أثر في تفريغ الطاقات السلبية وبما تفسحه من مجال في التعرف على بلدنا.
وقد كان لفريق "مسارات" اهتمام بيئي وثقافي، فقد أطلقنا بالتعاون مع محافظة "دمشق" حملة "لنغسل التّعب عن بردى" لتنظيف مجراه وفق محورين؛ الأول من "الحديقة البيئية" إلى "باب توما" عام 2009، والثاني عند "خانق الربوة" عام 2010، وهناك حملة "خليها خضرا" في منطقة "دوبايا" بالتنسيق مع وزارة الزراعة لزراعة 9000 غرسة؛ فكانت غابة "الرواد"، هذا بالإضافة إلى إقامة أسبوع الرّواد الثقافي بالتعاون مع وزارة الثقافة».
الدكتور "نزار عبد الله" يتحدث عن ممارسته لرياضة المشي والمستمر فيها إلى الآن دون أن تثنيه سنين العمر الأربع والثمانين، ويقول: «أحببت المشي منذ الطفولة، وسحرتني طبيعة قريتي "فارش كعبية" الطرطوسية حيث الهواء النقي والمناظر الجميلة المشجعة على السير والاستمتاع بسحرها، ودخلت الكشافة في المدرسة وشاركت بنشاطاتها كافة، وفي الجامعة بـ"القاهرة" كذلك شاركت مع نشاطها الكشفي، وتابعت رياضتي في "ألمانيا" التي قصدتها لمتابعة تحصيلي العلمي العالي، حيث بدأت منفرداً ثم شاركت برحلات المسير وفرقها برفقة الأصدقاء، ومع عودتي للبلد عادت رحلتي مع المشي، وبدأتها منفرداً في "الشام" وحول "قاسيون"، ومن ثم شاركتني أختي "سعاد عبد الله" وصديقاتها، وتشكل فريق مسيرنا وأخذ خط سيره رحلات عديدة ومتنوعة واتسعت خريطة جولاتنا بين مسير ومخيمات تشمل أراضي "سورية" كلها، كما أتيحت لنا فرصة رحلة عشرة أيام جميلة قضيناها في "مصر" زرنا فيها أبرز معالمها، والتقينا أهلها، وإلى الآن مستمرون في نشاطنا وحريصون على زيادة معرفتنا بالبلد من طبيعة وتضاريس وناس طيبين يزيدونها ألقاً وجمالاً».
تعدُّ فرق المسير استمراراً للحركة الكشفيّة التي بدأت في سورية عام 1912 وانتشرت بين الطلاب والعمال في أغلب المدن السورية، وفي عام 1949 تمّ تسجيل "كشاف سورية" في المكتب الدّولي للكشافة، وأقيم المخيم والمؤتمر الكشفي العربي الأول عام 1954، واستمر حتى عام 1982.