اعتمد "حيدر السليمان" على نظام "الهاسب" للعمل على تحقيق أعلى سلامة غذائية ضمن خط إنتاج خميرة الخبز، للوصول إلى تحديد المعايير التي تعطي نوعية جيدة للرغيف مع القضاء على الكائنات التي تسبب الأمراض، ضمن مشروع تخرج متخصص بالتغدية.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 3 أيلول 2015، "حيدر السليمان" طالب في "كلية الهندسة الزراعية"؛ الذي تحدث عن المشروع الذي قدمه ضمن "أكاديمية تيشام المهنية" التابعة لوزارة الصناعة قسم التغذية، ويقول: «بدأت الفكرة لدي انطلاقاً من أهمية رغيف الخبز في حياتنا لكونه الغذاء الأساسي ومن الصعب استبداله، وباعتبار الخميرة من مكونات صناعة الرغيف الأساسية قررت أن يكون مشروعي حول الخميرة وسلامة إنتاجها معتمداً على تطبيق نظام "الهاسب" الذي يحقق أعلى سلامة غذائية ضمن خط الإنتاج، والهدف من ذلك خلق منتج آمن والقضاء على الكائنات الدقيقة التي تسبب الأمراض، وتحديد الأخطار التي تحدث خلال مراحل الإنتاج، وإنشاء عملية المراقبة والرصد وتوثيق جميع الأنشطة».

استطاع "حيدر" استعراض فوائد الخميرة وتاريخ اكتشافها واستخدامها في تصنيع الخبز باستخدام نظام يساعد في الحصول على منتج عالي الجودة وتحديد صلاحيته ومعالجة نقاط الخلل فيه، وأتمنى تقديم مثل هذه المشاريع الناجحة والمميزة ضمن الأكاديمية التي تعمل على حفظ سلامة الاستهلاك

ويتابع: «كان التركيز على دراسة العوامل المؤثرة في حيوية الخميرة، ووضع شروط مثالية لنموها وتحقيق المواصفات القياسية، من خلال تحديد أماكن التلوث وتحليلها جرثومياً، وتحسين قوة التخمّر.

حيدر السليمان خلال مناقشة المشروع

تتم عملية تجهيز الخميرة عن طريق نقل خلاياها إلى أنابيب اختبار تحتوي على 10مل من وسط مغذٍّ شديد التعقيم، ونقل 5مل من هذا الأنبوب بعد 24 ساعة إلى حوجلة خاصة فيها 50مل من الوسط المغذي، أضيفت إليه الفيتامينات، وتترك 24 ساعة بحرارة 30 درجة مئوية، ثم نقوم بفحص العينات، وبعد التأكد من سلامتها ننقل حوجلة "كارلسبرغ" ومكوناتها "سلفات المغنزيوم"، "مولاس خام" و"فوسفات"، ثم إلى خزان البادئ النقي بعد تجهيزه الذي يشمل تعقيمه بماءات الصوديوم والبخار، حيث تتم التهوية وتشغيل نظام التبريد والمراقبة ويستمر التخمر 18-20 ساعة، وينتج نحو 225كغ من الخميرة».

ويضيف: «يدخل "المولاس" في إنتاج الخميرة الصناعية، (وهو السائل الأسود المستخرج من الشوندر السكري)؛ حيث تتم عليه عملية التكرار لنحصل على السكر الأحمر، ويعد غير صالح بحالته الخام لاستعماله كوسط تخمر لإنتاج خميرة الخبز صناعياً، لغناه بالمواد الصلبة واحتوائه على مواد آزوتية وبعض الأملاح، وتتم المرحلة التحضيرية لإنتاج الخميرة من خلال تحميض "المولاس" وتقيمه وإغنائه وتمديده ثم إفرازه، وفي حال استخدام الخميرة وفق النسب المقررة من دون تخفيض يكفي لتنشيطها ساعة واحدة، أما في حال وضعها مع العجين وعدم تفاعلها فيجب تنشيط البكتيريا الموجودة لكيلا ننتظر مدة طويلة فنضع لها السكر الذي يساعد على تنشيطها سواء كانت الخميرة طرية أو جافة، أما في حال انخفاض النسب فيها فيجب تنشيطها ساعتين».

مع الدكتورة المشرفة

عن الصعوبات التي واجهته يقول "حيدر": «توجد صعوبات عديدة واجهتني خلال عملي على مشروعي، وهي قلة المراجع والأبحاث التي تتحدث عن تلك الصناعة، ومن الناحية العملية عانيت من نقص الخبراء ضمن المعمل الذين يطلعون على سلامة خط الإنتاج وصلاحيته للاستخدام البشري، خاصة أن صناعة الخميرة محلياً ليست سهلة بل صناعة دقيقة ومهمة، وقد حصلت على درجة امتياز على مشروعي من قبل اللجنة ولاقى استحساناً كبيراً».

الدكتورة "عهد أبو يونس" المشرفة على المشروع عبرت عن رأيها بما قدمه الطالب "حيدر السليمان"، وتقول: «يأتي ضمن مشاريع دبلوم جودة سلامة الغذاء المميزة المقدمة في الكلية، وقد سعى الطالب من خلاله لتطبيق نظام "الهاسب" لتحديد نقاط التحكم الحرجة في خط الإنتاج الخاص بالخميرة، فهو منتج مهم ويجب تحديد نوعية رغيف الخبز من خلاله والعوامل التي تسهم في تدهوره وعدم كفاءته، وقد تم اقتراح مجموعة من الاختبارات البسيطة الموجودة بمتناول الصناعيين لتحديد النوعية وضبط درجة الحرارة، ودرجة الحموضة للمنتج، وأراه مشروعاً ناجحاً يستحق التطبيق».

أما "رشا عربش" المديرة التنفيذية للأكاديمية فتقول عن المشروع: «استطاع "حيدر" استعراض فوائد الخميرة وتاريخ اكتشافها واستخدامها في تصنيع الخبز باستخدام نظام يساعد في الحصول على منتج عالي الجودة وتحديد صلاحيته ومعالجة نقاط الخلل فيه، وأتمنى تقديم مثل هذه المشاريع الناجحة والمميزة ضمن الأكاديمية التي تعمل على حفظ سلامة الاستهلاك».