أداة تراثية حجرية تتألف من قطعتين، سهلة النقل من مكان إلى آخر، لها قواعد معينة في الاستعمال، وصناعتها بحاجة إلى حرفي متمرس.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 4 أيار 2015، "مرشد علي غانم" من قرية "الدي" في "ريف القدموس"؛ الذي تحدث عن "جرن الزعتر" ويقول: «في السابق كانت عملية الحصول على الزعتر الناعم صعبة جداً، حيث تقوم بعض النساء بهرسه بين راحتي اليدين بعد جفافه لتنعيمه، وهو ما دفع بعضهم لنحت جرن حجري شبيه تقريباً بـ"جرن القمح"، مخصص لطحن الزعتر، وبتلك الطريقة يتم توفير الوقت وتتضاعف الكمية الناتجة من مادة الزعتر الناعم أو ما يمكن اعتباره مسحوق الزعتر في وقتنا الحالي، ويعدّ طحن الزعتر بالجرن المخصص عملية تراثية قديمة جداً، جاءت بعد فترة زمنية من استخدام جرن القمح لما يطلق عليه "دق الحنطة"».

هناك من لا يدرك الفرق بين "جرن الزعتر" و"جرن القمح"، إلا أن الفرق موجود وحقيقي، من حيث الحجم والوزن والأبعاد الطولية والعرضية، فـ"جرن الزعتر" أصغر من حيث جميع التفاصيل، ليسهل على ربة المنزل نقله وتحريكه إلى حيث توجد كمية الزعتر المراد طحنها. ويتواجد "جرن الزعتر" بكثرة في القرى الريفية التي كانت تعتمد على صناعة مشتقات الحليب وخاصة "الشنكليش" الذي يحتاج إلى زعتر مطحون

وعن أهمية هذا الجرن والحاجة إليه تحدث الجد "محمود حسن"، ويقول: «هناك من لا يدرك الفرق بين "جرن الزعتر" و"جرن القمح"، إلا أن الفرق موجود وحقيقي، من حيث الحجم والوزن والأبعاد الطولية والعرضية، فـ"جرن الزعتر" أصغر من حيث جميع التفاصيل، ليسهل على ربة المنزل نقله وتحريكه إلى حيث توجد كمية الزعتر المراد طحنها.

مرشد غانم

ويتواجد "جرن الزعتر" بكثرة في القرى الريفية التي كانت تعتمد على صناعة مشتقات الحليب وخاصة "الشنكليش" الذي يحتاج إلى زعتر مطحون».

الجدة "علياء شداد" من قرية "العصيبة" ممن استخدموا "جرن الزعتر"، وتقول: «بعد عملية جمع الزعتر البري وتشميسه وتحضيره للطحن بالجرن، أضعه بجانبي لأسهل علي الحركة، وأبدأ عملية هرسه بالمدقة الخاصة بالجرن، وقد تستمر العملية عدة ساعات رغم سهولة هرسه مقارنة مع القمح، ولكن الكمية المطلوب هرسها كبيرة، وكنا لا نستخدم جرن القمح لطحن الزعتر لسبب أساسي؛ أن الزعتر نبات عطري ذو رائحة فواحة قوية، يمكن أن يبقى أثرها القوي في "جرن القمح" فيما لو تم استخدامه لدقه فيه».

الجد محمود محمد

وتضيف: «منذ زمن بعيد لم يستخدم "جرن الزعتر"، وهو ما أدى إلى اختفائه بين مهملات المنزل الموضوعة في غرفة "الكراكيب"، وكنت حين أستخدمه أصدر صوت "هس.. هس" وهو صوت عملية التنفس التي أرتاح بها أثناء العمل، والناتجة عن الضغط على ما يسمى المدقة الحجرية، فلا أشعر بالتعب.

ولمراحل العمل واستخدام الجرن قواعد؛ أولها طريقة المسك الجيد بالمدقة، وإلا سأخسر يدي، فاليد الأولى يجب أن تقبض على المدقة الحجرية، والثانية كذلك مساعدة لها خلال مرحلة رفع المدقة إلى الأعلى والنزول بها إلى أن تقارب الوصول إلى الجرن، فأفلتها وأضغط بها من الأعلى للحصول على وزن إضافي للمدقة وحمايتها من الاصطدام بحرف الجرن».

الباحث التراثي حسن اسماعيل

وفي لقاء مع الباحث التراثي "حسن اسماعيل" يقول: «"جرن الزعتر" أصغر بكل تفاصيله من جرن القمح، فوزنه لا يتجاوز حوالي خمسة عشر كيلوغراماً، وأبعاده لا تزيد على حوالي ثلاثين سنتيمتراً طولاً وثلاثين سنتيمتراً عرضاً وكذلك للارتفاع، أما المدقة فوزنها حوالي ثلاثة كيلوغرامات.

ولصناعته فنون، حيث كانوا يعتمدون على الحجارة القوية الصلبة كالحجر البازلتي والصواني المتوافرة في ريفنا الساحلي، ليحتمل الصدمات نتيجة عملية الدق بالمدقة الحجرية، علماً أن صناعته تحتاج إلى وقت وجهد، وكان هناك حرفيون لهذا الأمر، فلا يمكن لأي شخص أن يصنعه وينحته، وهذا يعني أن له أدوات صناعة خاصة امتلكها الحرفي، ومنها "الناقوشة" و"الأزميل" و"المطرقة"».