الرياضة واللعبة الشعبية كرة القدم كانتا أنيسه وصديقه، فأعطى الكرة كلّ الجهد والصدق، وأخذ منها رحلة طيبة في ميدانها، ولمّا يفارقها رغم السنوات الطويلة في أحضانها.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 10 أيّار 2104 وخلال زيارتها لملعب الصالة الرياضيّة بمدينة "القامشلي" رصدت الحضور الدائم لأحد الرياضيين القدامى في المدينة الكابتن "زكي محمّد"، فبدأ سرد قصته مع المستديرة منذ البداية وحتّى اليوم: «عشقت لعبة كرة القدم وأنا برعم صغير؛ وذلك من خلال أغنية رياضيّة بعنوان "رشّو الملاعب ياسمين"، وقد ألقيت خلال البطولة العربية الخامسة التي كانت بضيافة العاصمة "دمشق"، ومنذ ذلك الوقت كان إعلان القرار لتكون الرياضة متنفسي وعشقي وممارستها حق عليّ وبشكل يومي، فبدأت تشكيل فريق شعبي في حي "الميسلون" الذي أسكنه وبدأنا مجاراة فرق الأحياء المجاورة من الصغار، ولأن المدرسة تبقى الداعمة والمشجعة لكل الهوايات والمواهب فكانت دافعاً مهماً لتنمية الموهبة وتعزيزها، وخلال المرحلة الإعدادية وجدني أحد كوادر الرياضة المدرسيّة السيد "فؤاد القس" فزج اسمي بين منتخب مدارس المدينة، وبعد التميّز اللافت كان تمثيلي ضمن منتخب مدارس المحافظة، وأثناء الدراسة في المرحلة الثانوية أيضاً تمّ اختياري لمنتخب مدارس المحافظة، وحققنا نتائج مهمة في البطولة التي أقيمت على مستوى القطر».

حاجتنا دائمة إلى مثل هذه الطاقات، فهو عاشق للعبة وحكماً سيكون ناجحاً فيها، يتقن جيداً الأمور التنظيمية والتحكيمية وقرارات وبنود النظام الداخلي للاتحاد السوري لكرة القدم، ولذلك يساهم كثيراً في تطوير اللعبة من خلال البطولات التي نقيمها، لديه رصيد اجتماعي كبير وخاصة من قبل الرياضيين، وحتّى اليوم لا يتردد في المشاركة بمباراة كروية مع قدامى نادي "الجهاد"

الوصول إلى الأندية وفئاتها العمرية تبقى لحظة مهمة وضرورية في حياة الكروي، وعن ذلك يتحدّث الكابتن "زكي محمّد": «كانت الدعوة لتمثيل فئة الناشئين بنادي "الجهاد" بعد انتهاء بطولة المدارس، وكانت فرصة لإثبات التألق والموهبة، وبعد مشوار ناجح توجّهت لتمثيل نادي شباب "عمال الرميلان"، وكان حينها -أي في منتصف الثمانينيات- من أقوى الفرق الكروية على مستوى القطر، وقدمنا مباريات قويّة جداً لا تزال محفوظة حتّى اليوم في الذاكرة، ونافسنا بقوّة على المراكز الأولى خلال مشوار الدوري، ففريقنا كان يضم أسماء مميزة، منهم: "ريبر مسوّر، مروان طاهر، محمد محمود، عبد الهادي خميس، فيض الله إسماعيل"، ومع انتهاء تلك السنة الكروية المتميّزة، كانت وجهتي خارج حدود الوطن وتحديداً إلى "لبنان"، وهناك شكّلت فريقاً شعبياً وشاركنا بعدد كبير من البطولات المحلية في المنطقة التي كنتُ أسكن فيها، وخلال تلك المباريات كنّا نقدم ونرسم التمثيل المثالي لبلدنا ومنطقتنا، ولذلك كانت الدعوة لي لتمثيل أحد الفرق اللبنانية».

مع لجنة كرة القدم

ويتابع عن تجربته الاحترافية القصيرة التي ندم على عدم المتابعة فيها: «كانت فرصة احترافية طيبة وذلك بتمثيل فريق "الجبل الأخضر"، ولكنني لم أحافظ عليها ولم ألتزم سوى لفترة قصيرة وعدتُ إلى مدينة "القامشلي"، وخلال مشواري مع الملاعب مثلت أكثر من فريق شعبي في المدينة، ومن ثم الاكتفاء بالإشراف على بعض البطولات الكروية التي تقام في المدينة، وخاصة تلك التي تكون خاصة بالأطفال، ولأننا نملك رصيداً طيباً وفهماً كروياً وتنظيمياً مهماً فقد كانت الدعوة من قبل مجلس نادي "الجهاد" لأكون ضمن لجنة الفرق الرياضية التي تُشرف على البطولات الكروية في المدينة وبجميع الفئات والدرجات، ونحن الآن في إشراف وتواجد يومي ضمن بطولتي الدرجة الأولى والثانية للفرق الشعبية بكرة القدم، ولأنّ كرة القدم زادنا وشرابنا فبقاؤنا معها حتى نستطيع التحرك».

السيّد "فؤاد القس" رئيس نادي "الجهاد" تحدّث عن أحد كوادره وذلك بالقول التالي: «حاجتنا دائمة إلى مثل هذه الطاقات، فهو عاشق للعبة وحكماً سيكون ناجحاً فيها، يتقن جيداً الأمور التنظيمية والتحكيمية وقرارات وبنود النظام الداخلي للاتحاد السوري لكرة القدم، ولذلك يساهم كثيراً في تطوير اللعبة من خلال البطولات التي نقيمها، لديه رصيد اجتماعي كبير وخاصة من قبل الرياضيين، وحتّى اليوم لا يتردد في المشاركة بمباراة كروية مع قدامى نادي "الجهاد"».