بإدارة المخرجة "سهير سرميني" انتهى مؤخراً تصوير "النداء الأخير للحب" إحدى خماسيات "الحب كله"، ودخلت مراحلها الفنية من مونتاج ومكساج وغيرها.

ترصد هذه الخماسية من خلال نص "رانيا بيطار" كيف اختلف سكان البناء الواحد بعد الأزمة؛ فأغلق كل منهم بابه في وجه جاره، وكأن لعنة حلَّت عليهم، فأحالت الحب بينهم كرهاً والتواصل فرقة وتباعداً.

البناء مختصر للوطن بشكل أو بآخر، بنزاعاته وخلافاته، وفي الوقت ذاته بتكوينه النفسي والروحي

تلخص السيناريست "بيطار" خماسيتها بقولها: «أبو عصام وأبو غيث عديلان، وقبل أن تجمعهما القرابة جمعتهما صداقة طويلة، لكن كل الحب والود والعشرة تبخر فجأةً، فأبو عصام "مع"، وأبو غيث "ضد"، لمَ هذا مع وذاك ضد لا أحد يعرف؟ ولا ندري كيف استطاع هذان الحرفان (مع وضد) بناء جدار عالٍ من الخلافات، واشتد الكره ليأكل كل شيء جميل كان يوماً بينهما».

من أجواء التصوير

«البناء مختصر للوطن بشكل أو بآخر، بنزاعاته وخلافاته، وفي الوقت ذاته بتكوينه النفسي والروحي». بهذه العبارة اختصر الفنان "فائق عرقسوسي" الذي يؤدي شخصية "أبي عصام" فكرة "النداء الأخير للحب"، ويقول في تصريح لمدونة وطن "eSyria": «تلامس هذه الخماسية الواقع وتكشف ما كنا عليه وما آلت إليه حالنا، وفيها تأكيد على أن ما حصل كان كارثة على الجميع، فما يحصل لا يمت إلى ثقافتنا ولا بيئتنا ولا تربيتنا ولا جذورنا بصلة».

أما الفنان "نجاح سفكوني" الذي جسد شخصية "أبي غيث" فيرى أن معظم شخصيات الخماسية تمثل الطبقة الوسطى التي تأثرت أكثر من غيرها بالحرب، ليس فقط على صعيد العلاقات الاقتصادية، وإنما على الصعيد الإنساني عموماً، ويوضح أن "النداء الأخير للحب" يتناول فكرة أساسية؛ وهي أن منهم من حاول أن يغامر من أجل الخلاص الفردي، لكن تبين في النتيجة أن ذلك غير وارد على الإطلاق.

الفنانة "سلمى المصري" في لقطة من الخماسية

الفنانة "نادين الخوري" تصف الخماسية بقولها: «إنها تتكلم عن وجع الناس». وتضيف: «أجسد شخصية "أم عصام" التي تنتمي إلى عائلة وضعها الاجتماعي أقل من المتوسط وهي امرأة حنونة وواقعية جداً، ومتماسكة بمعظم حالاتها، لكنها تصل إلى مرحلة لا تستطيع معها أن تتحمل وضعها نتيجة الضغوطات الاقتصادية والنفسية والاجتماعية، ولا سيما أن محيطها ينسلخ عنها ويعارضها».

أما الفنانة "سلمى المصري" فتجسد شخصية "أم غيث" المرأة الخائفة كثيراً من رحى الحرب الطاحنة في "سورية"؛ وعن مرجعيتها في أداء تلك الشخصية تقول: «استمديت أدائي من شخصيات الواقع، فشخصياً أعيش الحالة ذاتها من الخوف، وأبكي دائماً على الأبرياء بعد كل تفجير أو استهداف إرهابي، وأحزن كثيراً لما يحل ببلدنا، لكنني بعد ذلك أتفاءل بأن نبل السوريين لا بد أن يتغلب على هذه الخلافات؛ فمهما اختلفت الآراء تبقى محبة الوطن وأمنه وأمانه الأساس».

في حوار مع المخرجة

المخرجة "سهير سرميني" توضح أن أكثر ما لفت نظرها في نص "بيطار" هو ارتباطه بالواقع الراهن، تقول: «إن معايشة هذا النص درامياً من الممكن أن يؤثر في المشاهدين، ولا سيما أن هذه الخماسية تسلط الضوء على التغيرات التي طرأت على السوريين قبل وبعد الحرب، وتوجه نداء إلى كل السوريين بأننا إن لم نعد يداً واحدة وعقلاً واحداً، فإننا سنخسر الكثير وبالدرجة الأولى سنخسر أنفسنا ووطننا».

وتضيف: «إن قيمة هذا الموضوع تأتي من كونه مفيداً للناس لتوعيتهم بما يحدث في بلدنا، ونحن الآن أحوج ما نكون لنتفق ونعيد النظر بكل خلافاتنا لأننا بالنتيجة نبقى أهلاً وينبغي أن نبقى مع بعضنا بعضاً».