في بيت ريفي متواضع وبين اثنتي عشر أخ وأخت ولد "إياد عثمان" عازف البزق الذي يعرفه الوسط الموسيقي الدمشقي وبخاصة الأكاديمي منه بحضوره البارز في دار الأوبرا السورية .

"لا أعرف كيف ومتى بدأت موهبتي بالتبلور، كل ما أذكره أن الموسيقا كانت تجري كالدم في عروقي، هي قوتي اليومي الذي يبقيني على قيد الحياة". بهذه الكلمات بدأ "إياد" حديثه في اللقاء الذي أجرته مدونة وطن esyria بتاريخ 23/10/ 2013 وتابع : «حين فكرت بأساس هذه الموهبة وعدت بذاكرتي إلى أيام الطفولة تبادر إلى ذهني فوراً جهاز التلفزيون، إذ كنت متابعاً نهماً للقنوات التركية التي نستطيع مشاهدتها بسهولة بحكم قرب المسافة بين مدينة "جرابلس" -حيث ولدت- وتركيا. وكان ثمة قنوات تلفزيونية متخصصة بالموسيقا تعرض حفلات وبرامج مختلفة، لكن أكثر ما كان يعرض هو الموسيقا التركية التي تعتمد –كما هو معروف- على آلة البزق بشكل شبه أساسي. وأذكر أن ثأثري الأكبر كان بعازف البزق "اسماعيل تونش بلاك"».

المميز في تجربة إياد تعلقه الواضح بالتراث السوري على الرغم من آلة البزق آلة تركية إلا أنه كان حريصا على توظيفها وخبراته في خدمة الموسيقا السورية

ثم أضاف: «كنت أعيش ضمن أسرة تهوى الموسيقا بشكل كبير وتشجع على الخوض بها، فكانت التجربة الأولى التي رأت النور لأخي "محمد" الذي أحب البزق أيضاً وتابع مشواره في المعهد العالي للموسيقا، وكان لأخي "محمد" الفضل غير المباشر في تعلقي بالموسيقا وتحديداً بآلة البزق، إذ كنت أراقبه حين يعزف ويتمرن، كما كنت أشاركه الاستماع للمعزوفات الخاصة بهذه الآلة وللموسيقا بشكل عام، في تلك الفترة أحببت أن أتعلم أصول الموسيقا النظرية فالتحقت بدورة فنون مركزية أقامتها منظمة الشبيبة وكنت حينها في المرحلة الثانوية».

مع عازف الغيتار "جورج مالك"

حينذاك كان الوقت المناسب قد حان ليدخل "إياد" عالم الموسيقا الأكاديمية من أوسع أبوابها فناداه طموحه ليتقدم للمعهد العالي للموسيقا ولبى بدوره هذا النداء فكان له ما أراد وأصبح طالباً في المعهد، وتابع:«كانت تلك مفارقة غريبة في حياتي، فأنا خرجت من بلدتي إلى "دمشق" فوراً من جو المنزل الذي ولدت وعشت فيه إلى حياة اجتماعية مختلفة تماماً، هذا الانتقال كان قاسياً وموحشاً فتعلقي بأهلي أكبر من أن يختفي بهذه البساطة وأنا ابن الثمانية عشر عاماً، عدا عن أني فوجئت بالجو العام للمعهد وحجم مناهجه الضخمة فآثرت الرجوع إلى البلدة عسى أن أتهيأ نفسياً لهذا التغير الذي سيطرأ على حياتي، وفي السنة الثانية 2003 عدت وأتممت دراستي في المعهد على يد الخبير الأذربيجاني "عسكر أليكبيروف" إلى أن تخرجت في العام 2008 بمعدل جيد جداً، وطبعاً مرحلة الدراسة احتضنت الكثير من ورشات العمل والحفلات التي كان يقيمها المعهد والتي كان لها دور كبير في تطوري كعازف.

بعد التخرج عملت مدرساً لمجموعات موسيقا الحجرة في المعهد العالي للموسيقا2012/2013، ثم مدرساً لآلة البزق ومادة العزف الجماعي في كلية التربية الموسيقية بجامعة البعث 2008/2009، ثم درَّست العزف على البزق في المعهد العربي للموسيقا في السويداء عام 2010، وسبق لي العمل كمدرس قبل تخرجي من المعهد وذلك في المعهد العربي للموسيقا في "دمشق" 2005/2006».

أثناء التصوير في قناة "تلاقي"

ثم أكمل حديثه عن آلة البزق وقال:«هذه الآلة – رغم قدمها التاريخي- إلا أنها لم تأخذ بعد مكانها في الفرق الموسيقية ولم تتخلص من تبعات كونها آلة شعبية في المنطقة، فهي تمتلك من المقومات ما يؤهلها لأن تكون في مقدمة الآلات الموسيقية مثلها كمثل العود والكمان، إلا أن قلة العازفين الأكاديميين عليها كان السبب الرئيس في جمودها هذا، لذا قررت تكريس خبرتي في مجال التوزيع الموسيقي لهذه الآلة تحديداً وسأعمل ما بوسعي لإخراجها من هذا القالب الضيق الذي تسكنه، ما يساعدني على ذلك هو شغفي بالتوزيع واطلاعي على الكثير من المدارس الموسيقية العالمية التي أحاول الاستفادة منها واستثمار قواعدها لخدمة البزق وصولاً للمساهمة في إخراج الموسيقا السورية من هذا الجمود الذي تعانيه، فكانت أول تجربة حقيقية لي هي توزيع افتتاحية إذاعة دمشق التي ألفها أمير البزق الراحل "محمد عبد الكريم" وسجلتها على نفقتي الخاصة بعد أن أضاف إليها أخي "محمد عثمان" بعض التنويعات (وهي مسجلة باسمه بموجب قانون حماية الملكية الفكرية)، فغدت مدتها الزمنية ثلاث دقائق ونصف بعد أن كانت لا تتجاوز نصف دقيقة».

وفي لقاء مع عازف الغيتار "جورج مالك" تحدث عن إياد" فقال:« عملت مع "إياد" في عدة ورشات عمل وكان التدريب يأخذ الكثير من وقتنا، إلا أن دقة العزف وجمالية الألحان التي كانت تأتي من آلة البزق الخاصة بإياد كانت تجعلنا نتوقف بدورنا لنستمع إلى جمالية مايعزفه».

العازفة "قمر بارتجي" عازفة كمان أضافت:«المميز في تجربة إياد تعلقه الواضح بالتراث السوري على الرغم من آلة البزق آلة تركية إلا أنه كان حريصا على توظيفها وخبراته في خدمة الموسيقا السورية».

يذكر أن "إياد" من مواليد مدينة جرابلس عام 1984، وتجلت مشاركاته كعازف مع:

  • فرقة الروك البريطانية GORILLAZ في تسجيل ألبومها الأخير وفي العديد من الحفلات في كل من :
  • هونغ كونغ- استراليا- نيوزيلاندا- ألمانيا- فرنسا- بلجيكا- هولندا- الدانمارك- بريطانيا- اسبانيا.

  • فرقة كون المسرحية في العرض المسرحي علاء الدين2010.

  • العديد من المشاركات في تسجيلات للموسيقا التصويرية لأعمال سينمائية ودرامية وللأعمال الغنائية لمغنين منفردين. كان لأعمال الفنانة "لينا شماميان" النصيب الأكبر من مشاركات التسجيل والمرافقة في الحفلات.

  • برامج موسيقية تلفزيونية، وبشكل دائم ضمن فرقة قناة "تلاقي"

  • العديد من ورشات العمل الموسيقية مع موسيقيين أتراك منهم :

  • -عازف الباغلما عدنان كوتش – عازف العود محمد بيتماز – عازف القانون خليل كارادومان .

    وقد شارك كعازف صولو مع:

    الفرقة السيمفونية الوطنية السورية، الفرقة الوطنية للموسيقا العربية، الفرقة الفلهارمونية السورية ،الأوركسترا السورية للموسيقا العربية ، أوركسترا أورفيوس السيمفوني والعديد من المشاركات مع فرق موسيقية سورية أخرى.

    و في دار الأوبرا السورية كان له حضور مع فرقة "قصيد" للموسيقا العربية، جوقة "قوس قزح"، فرقة "الرواد"، فرقة "زان"، فرقة "التوشيح الحديث"

    وقد كانت له أيضاً مشاركات في مهرجانات عربية ودولية عدة نذكر منها:

    Glastonbury festival /UK 2010

    -Roskilde festival /Denmark 2010

    -brown denominator festival/ Spain 2010

  • Byblos festival /Lebanon 2010
  • -مهرجان شبان بارعون في تونس 2010

    -مهرجان أبو ظبي للثقافة والتراث 2009

    -مهرجان سوسة الجامعي في تونس 2008

    -دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008

    -حلب عاصمة الثقافة الإسلامية 2006

    -مهرجان الجاز السوري

    -مهرجان القلعة والوادي

    -فعاليات موسيقا على الطريق