تجسيد الفضائل من صدق وشجاعة وتراجع عن الخطأ... كان ناجحاً بالأسلوب الكوميدي الذي طرحته مسرحية "الوسام"، فكل الممثلين الفتيان والشباب (من الجنسين) قدموا عرضاً مقنعاً وأداء كوميدياً لافتاً، وكان للراوي الدور الأبرز في نقل الأحداث والوقائع من خلال إعطاء فكرة العرض.
حول العرض المسرحي مدونة وطن "eSyria" التقت مخرج العرض الفنان "رفعت الهادي" بتاريخ 6/11/2013، فبيّن بالقول: «عمل "الوسام" عمل مسرحي لليافعين يتحدث عن قيمة من قيم الفضيلة والصدق والشجاعة في التراجع عن الخطأ، وهي في البعد الأعمق دائماً لدى أبنائنا في سن "اليفاعة" اندفاعات وحماس كي يقدموا أعمالاً بطولية غير محسوبة العواقب، في هذا العرض نطرح كيف يمكن أن نرشد وننظم سلوك واندفاعات أبنائنا دون إحباطهم، وهو عمل كوميدي بامتياز لا نستطيع الضحك من خلال "كركترات" وصيغ مباشرة استطاع ضبطها الممثلون عبر أدائهم في العمل الفني، وهم ثمانية من الفنانين الشباب».
لقد عملت على تقمص شخصية الطفل بفعله، ماذا يحب ويكره إلى درجة أنني عشت أياماً في رياض الأطفال لأتعلم حركتهم، إضافة إلى تقديم رسالة للأطفال للاهتمام بدروسهم وعدم إهمالها وقول الصدق ولو على نفسهم، فهو المنفذ الصحيح لمعوقات حياتهم
ومن شخصيات العمل المسرحي الفنان "أكرم غزلان" الذي لعب دور "حسان"، حول دوره أوضح بالقول: «الطفل اليوم نراه ينحو منحى الرجولة والعنف، خاصة أنه اليوم يتابع برامج تدفعه إلى العنف أحياناً، فيضطر -مجبراً- أن يعجب بحالات الرجولة أو القوة عند السن الأكبر منه، معتبراً أن أباه قائد الجيش وهو المثل الأعلى له، وعلى حساب الأمور الكثيرة يلهو ويلعب دون حساب لدراسته، ويتصرف ظناً منه أنه بطولي ويكون خطراً بالنسبة إلى عمره وعليه، ما يؤدي إلى مشكلات تربوية سلوكية مع "حسان" ويخطئ في حق صديقته "ليلى" المحبة للعلم والمؤدبة، ومجرد أنها ناقشته، أخطأ وتصرف معها بشكل عنيف، فضربها وأوقعها أرضاً وهرب إلى منزل أبيه، وعندما أتت "أم ليلى" لتأنيبه على فعلته هذه، كذب أمام الجميع وأنكر ضربها، الأمر الذي ولد لديه الخوف من قول الحقيقة والاعتراف بما جرى، حتى الطبيب لم يعرف سبب سوء حالته، إلى أن جاءت "ليلى" بكل طيب وقالت له: "أنا أسامحك يا حسان"، ما جعله يخجل من نفسه ويعترف بخطئه».
وتابع الفنان "أكرم غزلان" بالقول: «لقد عملت على تقمص شخصية الطفل بفعله، ماذا يحب ويكره إلى درجة أنني عشت أياماً في رياض الأطفال لأتعلم حركتهم، إضافة إلى تقديم رسالة للأطفال للاهتمام بدروسهم وعدم إهمالها وقول الصدق ولو على نفسهم، فهو المنفذ الصحيح لمعوقات حياتهم».
الفنان "فراس حاتم" الذي قدم دور "أبي حسان" بيّن قائلاً: «الجميل في هذه المسرحية تفصيل الأدوار القديمة، دور العسكري بما يحمل من تكامل أراد تقديمه إلى الأطفال فكان المربي والمؤدب والأب، وهو شخصية المثل الذي اتخذه "حسان" قدوة له، مجسداً أن الأبناء يحاكون الآباء في شخصياتهم، فأراد "حسان" (الوسام) ليكون قائداً عظيماً كأبيه، متجاوزاً زمن الأب بـ"الكركتر" وصيغ المبالغة في الأداء، كان يريد أن يثبت للنظارة والجمهور بأن الكبار ليسوا دائماً على صواب، وإن عظمت أفعالهم فلكل حياته المختلفة عن الآخرين».
الفنانة "حنين البعيني" التي لعبت دور "أم ليلى" أشارت بقولها: «"أم ليلى" السيدة التي تعتني بـ"حسان" لكونه يتيم الأم وتقع عليها مسؤولية التربية، حنون تقف إلى جانبه لأنه يتيم، لكن عندما يقع في خطأ بحق "ليلى" تظهر وجهها الثاني، لأنه أخطأ ولا بد من تربيته وإصلاحه، فتقدم شكوى بحق "حسان" إلى والده الذي يقف بشكل غير عادل ولا يأخذ قراراً صائباً، وشخصية "أم ليلى" قوية وقاسية وفي نفس الوقت حنونة، ورشيقة وكوميدية بشكل يجذب الأطفال، وتوصل رسالتها إلى الأطفال واليافعين من الحضور».
يذكر أن العرض المسرحي "الوسام" قدمته فرقة شبيبة الثورة على مسرح مديرية الثقافة في "السويداء"، وهو يحمل بعداً تربوياً وثقافياً في طرح نصائح إنسانية، وهو من تأليف "سلام اليماني" وإخراج "رفعت الهادي".