أنفق أربعة عشر عاماً في دراسة اللغة الفارسية والتبصّر بها دون معلم وقد ترجم العديد من الكتب إضافة إلى ترجمة روائع الشعر الفارسي كما عمل مترجماً للغة الفارسية في وزارة الثقافة.
«يجيد "الفراتي" ثلاث لغات غير العربية هي التركية والفرنسية والفارسية لكن الأخيرة منها استحوذت جل اهتمامه إذْ أنفق أربعة عشر عاماً في دراستها والتبصّر بها»، هذا ما قاله الشاعر "محمد المضحي" لمدونة وطن "eSyria" في 20/8/2013 عن الشاعر "محمد الفراتي"، ويتابع: «ترجم الشاعر "الفراتي" عن الفارسية العديد من الكتب، مثل كتاب "كلستان" وهو من الكتب المعدودة وذات الاعتبار كما وصفه، كما ترجم كتاب "روضة الورد"، وكتاب "البستان" الذي يقع في أربعة آلاف ومئتي بيت من الشعر لـ"سعدي الشيرازي"، وترجم روائع الشعر الفارسي وهي مختارات "سعدي الشيرازي" و"حافظ الشيرازي" و"جلال الدين الرومي"، وقد طبعت وزارة الثقافة في أوائل الستينيات هذه الكتب وقد أطلق على "سعدي الشيرازي" بسبب ديوانه "البستان" لقب "معلم الإنسانية في الشرق والغرب" ويقول عنه "الفراتي" إن "سعدي الشيرازي" يعد مواطناً دمشقياً لأنه سكن عاماً في دمشق، ويقول عن "حافظ الشيرازي" إنه معدودٌ بين الشعراء الغزليين في العالم».
الحمد لله الذي وفقني في هذا وأصبحت في سنٍّ لا يساعدني ليس على الترجمة بل حتى على شعري الخاص الحمد لله لقد ألقينا دلونا بين الدّلاء
ويضيف: «كما ترجم "الفراتي" "رباعيات الخيام" وقواعد اللغة الفارسية وتعليمها بالعربية، ووضع قاموس فارسي- عربي وترجم "حي تبريز" وديوان "غزايات" و"بهارستان" "ونصيحة العطار" كما ترجم ما يزيد على ثمانية آلاف بيت من الشعر عن الفارسية عدا النثر الفني».
أما الشاعر "خالد الجمعة" يقول: «لعل من أهم محطات الشاعر "محمد الفراتي" هي الترجمة من الفارسية إلى العربية فقد كانت محطة مهمة بعد أن أظناه الترحال من سورية إلى مصر ثم العودة والاعتقال بسجون الاحتلال العثماني ومن ثم العراق فالبحرين كل ذلك لأن لديه ذخيرة معرفية استطاع من خلالها أن يُقدم على عمل أدبي كبير وهو الترجمة من الفارسية إلى اللغة العربية ولعل ترجمته لرباعيات الخيام تعد من أجمل ما ترجم عنها بعد أن ترجمها الشاعر الكبير احمد رامي وغنتها بإبداع كوكب الشرق أم كلثوم، كما ترجم أربع مجموعات شعرية للشاعر الفارسي سعدي الشيرازي والذي يعد احد أعلام الشعراء الفارسيين وعمل خلالها على ترجمة معجم المفردات الفارسية وكذلك قواعد اللغة الفارسية وبعض كتب التراث وبذلك يعد الفراتي إضافة إلى كونه شاعراً كبيراً قارع بشعره شعراء العربية المعاصرين له أمثال احمد شوقي وأبو ريشة وبدوي الجبل وخليل مردم بيك والرصافي والزهاوي، أيقونة الترجمة والتي تدين له اللغة الفارسية بالكثير وكذلك المكتبة العربية التي أضاف لها تلك المترجمات فزادتها غنى».
وعن بداية عمله وترجمته للأدب الفارسي يحدثنا الكاتب "صهيب الجابر" بالقول: «لم يتعلم الشاعر "محمد الفراتي" اللغة الفارسية على يد معلم وإنما تم ذلك بمجهوده الفردي حتى تمكن منها وأجادها بشكل جيد، وعند مشاركة "الفراتي" في حفل تأبين لوفاة الشاعر "خليل مطران" بالقاهرة حيث كان من جملة الوفد الذي يرأسه آنذاك وزير المعارف "أمجد الطرابلسي" وكان مكلفاً أيضاً بوزارة الثقافة وكان ذلك عام 1956 وقد ضم الوفد أيضاً "أنور العطار" و"شفيق جبري" وما إن عاد الوفد من رحلته حتى عرض الوزير على "الفراتي" أن يعمل في وزارة الثقافة مترجماً للفارسية فقبل ذلك العرض والتحق بعمله الجديد مدة أربعة عشر عاماً وقد جاءه الثناء مشكوراً من المستشارية الثقافية الإيرانية بتوقيع المستشار الإيراني الدكتور "محمد جواد" وفيه يقول بإحدى فقراته "إني أرى من الواجب عليّ التعرف على الأديب الذي اهتم بالأدب الفارسي ومنحه عناية خاصة وسأكون سعيداً إذا تكرمتم بالحضور متى سنحت لكم الفرصة"، كما توالت عليه كتب الثناء الأخرى من سفير إيران بدمشق وأمين مكتب "مجلس شوراي ملّي بطهران" إضافة إلى ثناء وزير الثقافة السوري الذي تبوأ سدتها الدكتور "عبد السلام العجيلي" آنذاك».
وفي حديث للشاعر "محمد الفراتي" عن ترجماته للأدب الفارسي يقول: «الحمد لله الذي وفقني في هذا وأصبحت في سنٍّ لا يساعدني ليس على الترجمة بل حتى على شعري الخاص الحمد لله لقد ألقينا دلونا بين الدّلاء».
والجدير بالذكر أن الشاعر "محمد الفراتي" هو الشيخ "محمد بن عطا الله بن محمود بن عبود" الملقب بالشيخ الفراتي وهو من مواليد مدينة دير الزور 1890 م وتوفي في السابع عشر من حزيران عام 1978.