يعود تاريخ "الأغاني الفراتية" إلى مئات السنين، فأغاني "يغبوني" تفصح عن طريقة معيشة ابن المحافظة وتفكيره، و"آرواحي يمه" يغنيها في العمل وخاصة في تربية الماشية.
مدونة وطن eSyria التقت الفنان "جمال مداد" الذي تحدث عن الأغاني التي تخص "دير الزور" خاصة، و"وادي الفرات" عموماً، بالقول: «تعتبر "يغبوني" من "أغاني التّراث الفراتيّة"، حيث اشتهر هذا النوع في منطقتنا منذ مئات السنين، وتُغنَّى في جميع المناسبات والأوقات، وفي السهرات. وتشتهر "دير الزور" بالعديد من الألوان الغنائية، فالأغاني الشعبية في "وادي الفرات"- تلك المقطوعات الشعرية التي يغنيها أبناء "الدير" في أفراحهم وأحزانهم والأغنية الشعبية في "الفرات"- بسيطة وسهلة الألفاظ، كما أنها عفوية تنطلق بحرية لتعبر عن عواطف ومشاعر أبناء "الفرات" ولتصور تقاليدهم وعاداتهم، أوزانها خفيفة وكلماتها موجزة، وقالباها "الدوبيت" أو "الرباعيات" من لون "الهزج"».
هناك نوع آخر من أغاني "الفرات" التي تغنى مع المزمار فترة الاستراحة تسمى "ذابل يا ذابل"، و"ذابل" اسم رجل وهذه بعض أبياتها: لرقى علمالي يا يمه / واومي بعبــاتي من عدا شوقي يا يمه / كلهـن خــواتي لرقى علمالي يا ذابل / واومي بخزامي شوقي لريده يا يمه / مطلوب انظامـــي
ويشير الباحث "عبد القادر عياش" في "مجلة الفرات" حول أغاني الفرات بالقول: «غناء "يغبوني" قديم في "دير الزور" و"يغبوني" من "غبين" اسم رجل "ديري" عرف بشجاعته في "دير الزور" وقيل إن هذه الأغنية تغنت به، وكانت تغنى في الدبكة بمصاحبة المزمار والطبل وقد جمعت الأبيات من عدة أشخاص معمرين وله لازمة هي مستهله:
يغبوني عل يغبوني بطل يغبين / آني التــايه دلوني على درب منين
سلامك على أكذللـــي يـابهللـي / خدك رمـــان مدللي بصيوان عقيل
سلامك على راسي ماني ناسي / طولك عضد البساسي الرابي عل عين
يغبوني عل يغبونـــي ولد يغبين / أهل الــعقل الميالة مـــروا من هين
والله لزرع دبشية بحرف الـــمية / وآخـــذ وحـــدة نشمية بجياد اثنين».
ويضيف "عياش" بالقول: «هناك نوع من الغناء في "دير الزور"، وهو "آرواحي يمه على الحليب آرواحي" يغنى في الدبكة وأثناء العمل، و"الديريون" منذ القدم أصحاب ماشية. وهذه بعض الأبيات:
آرواحي يمه على الحليب آرواحي / اللـــيل غلق والنهار ســـــــماحــي
آنـــــي بديــرة والحـبيب بــــديـــرة / خشف الجزيرة سلب عقلي وراحي
آنـــــــي بطــيه والــحبيب بطيــــــه / خشف القرية سلب عقلي وراحــي
آرواحــي يمه على الحليب آرواحــي / اهلج موالي شايلين ارمـــــــاحي».
ويتابع "عياش" بالقول: «هناك نوع آخر من أغاني "الفرات" التي تغنى مع المزمار فترة الاستراحة تسمى "ذابل يا ذابل"، و"ذابل" اسم رجل وهذه بعض أبياتها:
لرقى علمالي يا يمه / واومي بعبــاتي
من عدا شوقي يا يمه / كلهـن خــواتي
لرقى علمالي يا ذابل / واومي بخزامي
شوقي لريده يا يمه / مطلوب انظامـــي».
ويختم "عياش" بالقول: «حظي "التراث الفراتي" بأهمية واسعة في شتى المجالات، وتناول جميع الموضوعات بلا استثناء، ولذلك تغنى أبناء "الفرات" بأبسط أمور الحياة، فهناك غناء "دشداشة صبغ النيل" المشهور في "دير الزور" منذ نصف قرن، يغنى على الدف "بمقام ابراهيمي" و"الدشداشة" هي "القلابية"، ومنه الكلمات التالية:
دشداشة صبغ النيل / قومي بطرقها
والكذلة ست طيات / منــــدل فرقها
مثل المقص بالخام / قلبـــــي يفصل
راح انجبر بالغير / وانـــي شحصل
عمي يا سيد حسين / ده اقطع مهرها
واحنا بنات اثنين / شنـــه صــــبرنا».
"الكذلة" حلي ذهبية توضع على "جدايل".