يقال إن من قام ببناء "حمام الذهب" لم يكن معروفاً، إلا أنه كان من أوقاف "إيدغدي" وهو مملوك جمال الدولة "إقبال الظاهري العزيزي الناصري" عتيق "ضيفة خاتون" وهو نفسه باني "الخانقاه الجمالية" في حوالي العام 640ه /1242م، ومجدّد "دار العدل" بحلب.

حول تاريخ "حمام الذهب" تحدث الدكتور "نور الدين التنبي" المستشار في "جمعية العاديات" بحلب لمدونة وطن eSyria بتاريخ 20/8/2013 فقال: «يقع "حمام الذهب" في "جنينة الفريق"–"زقاق النخلة" أو "درب المبلط" أو "درب المرمى" بجانب "جامع الطواشي" عند مدخل "سوق القصيلة" بالقرب من "باب العراق" وقد دثر "باب العراق" ودثر الحمام وأقيم مكانه اليوم "ثانوية هنانو"».

يقع "حمام الذهب" في "جنينة الفريق"–"زقاق النخلة" أو "درب المبلط" أو "درب المرمى" بجانب "جامع الطواشي" عند مدخل "سوق القصيلة" بالقرب من "باب العراق" وقد دثر "باب العراق" ودثر الحمام وأقيم مكانه اليوم "ثانوية هنانو"

ويضيف "التنبي": «لا يُعرف بانيه، ومن ثم أصبح الحمام من أوقاف "ناصر الدين محمد بك بن برهان" وذلك على مسجده الذي أنشأه في "جنينة الفريق" وتربته المطلة على المسجد وذلك في العام931 هـ 1524 م.

الدكتور نور الدين التنبي

لقد ورد ذكر "حمام الذهب" بعدة مسميات عبر الزمن، ومن هذه التسميات "حمام الذهب" لأنه كان وقفاً على الفقراء الذين كانوا يأخذون صدقاتهم ذهباً، و"حمام الناصر" لأنه من أوقاف "ناصر الدين محمد بك بن برهان" وذلك على مسجده وتربته في "جنينة الفريق"، وكذلك "حمام الذهبي" نسبة للضريح الموجود في الحجرة المتصلة بالحمام من شماليها الشرقي ولها شباك على الجادة قيل إنه المؤرخ "شمس الدين بن محمد بن أحمد عثمان بن قايماز الذهبي الدمشقي" صاحب كتاب "تاريخ الإسلام" الذي توفي في العام 748 هـ 1347 م، إلا أن ذلك ليس صحيحاً– برأيي- فالمؤرخ الذهبي توفي ودفن في مدينة "دمشق"، ولا يزال حتى اليوم في باحة "ثانوية هنانو" التي أقيمت مكان الحمام ضريحاً قائماً وقد كُتب على أحد جدرانه أنه ضريح الولي "الشيخ الذهبي".

وأخيراً يسمى الحمام باسم "حمام الجرن الأسود" لأن المحلة الموجود فيها الحمام تُعرف بمحلة "الجرن الأسود" وقد كان أمام الحمام ساحة لبيع الدواب في كل يوم تسمى "سوق الخيل"».

بغية الطلب في أولياء حلب -مرجع حول الحمام

ويختم: «والجدير ذكره بأن "الحمّام" كلمة عربية معناها "البيت الحارّ" يغتسل فيه، يأتي تأنيثه أكثر من تذكيره، فحلب تؤنّثه و"الشام" تذكّره، جمعها العربي هو "الحمّامات"، ويسمون صاحبها "الحمّامي" فيردون ويميلون.

ويقسم الحمّام إلى ثلاثة أجزاء هي: "البرّاني" وفيه تنزع الثياب وتلبس ويغلب أن يتوسط صحنه حوض، "الوسطاني" وهو مدخل الحمّام فيه يغتسلون ودرجة حرارته معتدلة، "الجوّاني" وهو أقصى الحمّام فيه يعرقون ويتكيّسون ويتصبّنون وقد يتغسلون، القسم الثاني والثالث يشتمل كل منهما غالباً على إيوانين في كل منهما جرن ثم يشتمل كل منهما على أربع خلوات بأربع أجران، "خلوة الوسطاني" عند المدخل تكون غالباً لإزالة الشعر بالدوا* أو بالموس أو بالشفرة، بعض الحمّامات للرجال دوماً وبعضها قبل الظهر للنساء وبعده للرجال».

وفي المراجع التاريخية ورد في كتاب "بغية الطلب في أولياء حلب" وهي منظومة شعرية للشيخ "محمد أبي الوفا الرفاعي الشاذلي" 1765 -1847م – تدقيق وشرح الأستاذ "عبد الله سندة" ما يلي حول الحمام: «والذهبي تجاه حمام الذهب في الذاهبين قد تولى وذهب.

"حمام الذهب" يقع في محلة "جنينة الفريق" ومكانها صارت اليوم "ثانوية هنانو" بين "السفاحية" و"القصيلة".

أما بالنسبة للذهبي الذي يعتقد الكثيرون بأن الحمام ينسب إليه فقد ورد في نفس المرجع السابق: و"الذهبي" هو "شمس الدين محمد" المؤرخ الإسلامي الذي توفي في العام 748 هجرية بدمشق رحمه الله».

  • الدوا: كلمة عامية ومعناها الدواء.