"أسواق الضيعة" هي أسواق مخصصة لبيع المنتجات الزراعية المنتجة محلياً بصورة مباشرة إلى المستهلكين وهي منتجات نظيفة خالية من الهرمونات والمواد الكيماوية.

وبعد النجاح الذي تحقق في تجربة "سوق الضيعة" الذي أقيم في عدد من المحافظات "اللاذقية، السويداء، دمشق"، جرى مؤخراً تشكيل لجنة في محافظة "ريف دمشق"، لتعميم هذه التجربة على عدد من مناطق المحافظة.

"أسواق الضيعة" هي محاولة للعودة إلى الطبيعة والأرض والمنتج المحلي، وتوفير منتجات زراعية نظيفة غير معدلة وراثياً، وخالية من الأسمدة الكيميائية، وتشجيع الإنتاج السليم لصحة الإنسان والبيئة

وأقرت اللجنة المشكلة لمتابعة تنفيذ "أسواق الضيعة" المخصصة لبيع المنتجات الزراعية المنتجة محلياً بصورة مباشرة إلى المستهلكين إقامة /12/ سوقاً في مدن وبلدات المحافظة منها.. "قطنا وجديدة عرطوز وصحنايا وقارة والنبك والكسوة والقطيفة".

الاعتماد على الارض وما تهبه الطبيعة.jpg

وتحدث المزارع "محمود السقا" من مدينة "النبك" لموقع مدونة وطن eSyria، يوم الاثنين 17/6/2013 فقال: «شاركت في "سوق الضيعة" الذي أقيم في شهر نيسان من هذا العام "بدمشق"، واطلعت خلال تجربتي على أساليب تسويقية جديدة تغيب كلياً عن معظم العاملين في القطاع الزراعي "بمنطقة القلمون"، إضافة إلى أنني لاحظت الإقبال الكبير من قبل المستهلكين وبعض التجار على المنتجات الزراعية التي كنا نقدمها خلال فترة المشاركة في السوق».

وأضاف: «شاركت في "سوق الضيعة" ببعض المنتجات الزراعية الصيفية "البندورة، الخيار".. وهي منتجات خالية تماماً من أي مواد كيماوية، ومن أي هرمونات أو مبيدات أو مواد حافظة، وتعتمد بصورة رئيسية على الطبيعة والأرض والمياه النظيفة، ورغم أن كمية الإنتاج تكون أقل بغياب استخدام المواد الكيماوية لكنها أنظف وأفضل، وهو أمر نعتمد عليه في زراعتنا».

منتجات متعددة.jpg

وذكر المهندس "أسامة السعدي" مدير المركز الوطني للسياسات الزراعية في حديثه مع مدونتنا: «التوجه نحو "أسواق الضيعة" قام بالأساس بجهود المجتمع المحلي، الذي نمى وعيه اتجاه المنظومة الغذائية، وبدأ البحث عن منتجات نظيفة خالية من الهرمونات والمواد الكيماوية فأحدث تجربة "سوق الضيعة" بدايةً في محافظة "اللاذقية" في شهر تموز من العام /2006/، ثم أقيم في بقية المحافظات، وخلال العام الماضي أقيم "سوق الضيعة" في "التكية السليمانية" "بدمشق"، ولاقى رواجاً كبيراً، واستحساناً من قبل سكان العاصمة».

وتابع: «المركز الوطني للسياسات الزراعية أعد دراسة كاملة عن أهمية المنتجات الزراعية النظيفة، وضرورة تعزيز تجربة "سوق الضيعة" وتنظيمها، حتى تتحول إلى نشاط واستثمار زراعي منظم ومؤهل، وقادر على المنافسة في الأسواق المحلية والخارجية، وذلك عبر رفع الكفاءة التسويقية، وإطلاع المزارعين على أحدث طرق التسويق، وزيادة القدرات الفنية لصغار المزارعين، وكيفية التعامل مع التجار، والأنظمة والقوانين المحلية والعالمية الناظمة للتجارة الزراعية».

زراعة بسيطة لكنها نظيفة.jpg

بدوره قال المهندس "محمود ببيلي" رئيس قسم السياسات التجارية: «"أسواق الضيعة" هي محاولة للعودة إلى الطبيعة والأرض والمنتج المحلي، وتوفير منتجات زراعية نظيفة غير معدلة وراثياً، وخالية من الأسمدة الكيميائية، وتشجيع الإنتاج السليم لصحة الإنسان والبيئة».

ويوضح: «"سوق الضيعة" بدأ كظاهرة تسويقية أهلية ونشاط تطوعي من قبل الأهالي والمزارعين، وعدد من الجمعيات الأهلية، وتحول إلى نشاط أسبوعي في بعض المناطق، وهي حالة ايجابية من الصحيح تعميمها على كافة المناطق والمحافظات، لأهمية المنتجات الزراعية النظيفة والخالية من المواد الكيماوية على حياتنا وحياة أبنائنا».

تجدر الإشارة إلى أن عدداً من المناطق في محافظة "ريف دمشق" تشهد بصورة عفوية إقامة "أسواق للضيعة"، ولا سيما في المناطق الريفية المحيطة "بدمشق"، إضافة إلى منطقة "القلمون"، حيث تفترش الأسواق بالمنتجات الزراعية النظيفة التي تعتمد على الأرض وما تقدمه الطبيعة، وتباع بأسعار معقولة قياساً لأسعار الأسواق في المدن.